أجلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في بحر الأسبوع الماضي، في جلستها العاشرة، ملف «الكويتي المتهم باغتصاب فتاة مغربية قاصر» ، إلى يوم 22 دجنبر القادم. وكما كان منتظرا، فالتأجيل كان واردا، لكون المتهم سبق أن غادر التراب الوطني، فور إصدار المحكمة قبل شهور لقرارها، الرامي إلى تمتيعه بالسراح المؤقت، في الوقت الذي كان متابعا في حالة اعتقال.
وكان قرار متابعة المتهم في حالة سراح، ومغادرته التراب الوطني، قد أثار جدلا واسعا في صفوف الحقوقيين وكل المهتمين بالطفولة، حيث لم بستسيغوا نهائيا القرار المذكور وعدم اتخاذ إجراءات أخرى يخولها القانون لمنعه من مغادرة التراب الوطني وبالتالي الإفلات من المتابعة والعقاب.
وكانت المحكمة قد عللت قرار متابعته في حالة سراح، لكونها تتوفر على تنازلين؛ واحد موقع من طرف الأم مباشرة بعد واقعة هتك عرض الفتاة، والثاني موقع من طرف والدها بعد انطلاق المحاكمة، وضمانة السفير الكويتي، إضافة لكون دفاعه أدلى بشهادة طبية تثبت خضوعه لعملية جراحية بوطنه.
أكثر من ذلك، اعتبر البعض أن هذه القضية شائكة؛ أولا لأن والدي الفتاة قدما تنازلين منفصلين مقابل مبالغ مالية، وثانيا لأن الضحية لا تتوفر على شهادة تثبت تاريخ ازديادها، ما يجعل القول بأنها قاصر يثير الكثير من الاستغراب والشكوك، في ظل غياب وثيقة رسمية تمكن من معرفة عمرها بالتحديد.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان-فرع المنارة مراكش، في وقت سابق، قد راسلت كلا من وزير العدل، والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، ورئيس النيابة العامة، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، للمطالبة بـ»فتح تحقيق وتعميق البحث لإجلاء الحقيقة في قضية اغتصاب قاصر من طرف مواطن كويتي».
وطالب الفرع المذكورب «اللجوء إلى كافة الآليات القانونية، الوطنية والاتفاقيات الثنائية، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما فيه البروتوكول المشار إليه لاستقدام المتهم ومتابعة محاكمته حضوريا وليس غيابيا أمام القضاء المغربي»،
وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر مارس 2019 بملهى ليلي بمدينة مراكش، حين التقى الشاب الكويتي الفتاة ، فهتك عرضها في اليوم الخامس من شهر دجنبر من السنة نفسها، وفي محضر الاستماع، قالت الضحية لرجال الأمن «طلب مني المدعو عبد الرحمن سمران الدخول إلى سكن هو عبارة عن فيلا، وهناك بغرفة، أخذ هذا الأخير يتحسس مفاتني. وأمام إصراري على مغادرة المنزل، بدأ في تعريضي للعنف عن طريق صفعي وشدي من شعري حتى تمكن من شل حركتي، وهناك مارس عليّ الجنس بقوة، أحسست بألم شديد، فأصبت بنزيف حاد على مستوى فرجي».
عائلة الضحية، من جهتها، لم تعلم بواقعة الاغتصاب إلا بعد وقوعها ببضعة أسابيع، لأن الضحية لم تعد إلى المنزل، خوفا من لقاء أي فرد من أسرتها، فسافرت إلى أكادير.
> حسن عربي