حديث الأطباء

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الحلقة العاشرة

الدكتور لحنش شراف.. رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين

يعتبر التدخين آفة العصر الحديث بامتياز نظرا للأضرار البليغة التي يتسبب بها سواء على المستوى النفسي أو الجسدي، أضرار بالإمكان تفاديها بسهولة في حال تم الإقلاع عن هاته العادة السيئة، كما أن التوعية خصوصا وسط المراهقين والشباب دعامة أساسية للوقاية والابتعاد عن التدخين بشكل جذري.
إن صيام رمضان يشكل حقا فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين بالنظر إلى تمكنه من ترويض الجسم على الكف عن الشرب والأكل من الفجر إلى المغرب لمدد متفاوتة وبالتالي تغيير العادات والأجواء الإعتيادية التي تجعل الكف في الأيام العادية أمرا مستحيلا.
لا شك أن الأجواء الرمضانية الروحانية تضفي على حياة الإنسان أحاسيس مختلطة تجعله في غالب الأحيان يسمو عن نزوات ورغبات بما فيها التدخين بفضل العزيمة التي تتعزز في هذا الشهر الفضيل مما يمهد للجسد وللنفس من أجل القطع مع هاته العادة السيئة عن طريق تغييرات فيزيولوجية مهمة، الشيء الذي يجعل الجسد يفرز هرمونات تساعد الجسد على التحمل، كما أن أهم خصلة يساعد عليها شهر رمضان هي الصبر وهو المفتاح للنجاح في هذا المبتغى، فالصبر هو المفتاح للوصول إلى أهداف عديدة في الحياة، وبالطبع فالتدخين والإدمان بصفة عامة لا يستطيع الإنسان القضاء عليها إلا بالتحلي بالصبر، فلا يمكن أن يجد الإنسان فرصة أفضل من الإمساك عن الشهوات يوميا من الفجر إلى المغرب ولمدة ثلاثين يوما مستمرة للوصول إلى الإقلاع عن عادات سيئة تدمر حياته على جميع الأصعدة صحيا، وماديا واجتماعيا، فالأمراض الصدرية والسرطانات بمختلف أنواعها وأماكنها والتأثير على صحة الفم والأسنان وأمراض القلب والشرايين إضافة إلى التوترات النفسية وظهور والتعجيل بالأمراض النفسية المختلفة، كما أن الإقبال على التدخين هو أمر مكلف ماديا حسب النوعية والكمية والعادات المصاحبة، كذلك تشكل كلفة عالية تجعل الإنسان يعيش في بعض الأحيان ظروفا قاسية نظرا لتشبته وعدم قدرته على ترك التدخين مما قد يؤثر بالطبع على الأحوال الاجتماعية للمدخن الذي يميل أحيانا كثيرة إلى العزلة وعدم الاختلاط إلا مع المدخنين، تبقى كل هاته الأضرار مقتطفات وجزءا من المشاكل العديدة التي يطرحها التدخين في حياة الشخص وعبره إلى المجتمع الذي يؤدي كلفة غالية نظير متابعة مشاكل هاته الآفة.
للنجاح في الإقلاع عن التدخين خلال شهر الصيام وجب اتباع نصائح مصاحبة تساعد بالطبع على خلق أجواء مغايرة تعزز من فرصة المدخن للعودة إلى حياة بدون تدخين:
*التخلص من كل الأشياء التي تذكرنا بالتدخين سواء في المنزل أو السيارة أو مكان العمل.
*تفادي استهلاك الأطعمة والمشروبات التي ترتبط باستعمال السجائر نظرا لعادات معينة.
*تفادي اللقاء بالأصدقاء المدخنين خلال الفترة المسائية لعدم التأثر برائحة ومشهد السيجارة.
*تغيير العادات الضارة بأخرى نافعة كممارسة الرياضة، التنزه والمشي مع العائلة…
هاته النصائح في ظل الأجواء الروحانية الرمضانية فرصة ذهبية حقيقة من أجل صوم بدون تدخين و حياة من دون سجائر.

الوسوم ,

Related posts

Top