سيعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قمة افتراضية اليوم الاثنين لمناقشة اقتراح إقامة كأس العالم مرة كل سنتين، بدلا من النظام الحالي القائم على مرة كل أربع سنوات.
قوبل هذا الاقتراح بمعارضة واسعة من دوريات ولاعبين ومشجعين، لكنه تلقى دعما ملحوظا من الاتحاد الإفريقي (كاف) الذي يضم 54 اتحادا من أصل 211 عضوا في (فيفا).
وتعرض وكالة فرانس برس الأسباب خلف هذا الاقتراح.
ويرى الاتحاد الدولي أن إقامة كأس العالم مرة كل سنتين ستحقق المزيد من الأرباح التي يمكن توزيعها على الاتحادات في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية التي تعتمد على الدعم المالي من (فيفا) أكثر من البطولات الأوروبية الثرية.
ويرغب رئيس (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو في أن يجعل “كرة القدم عالمية بالفعل” وإتاحة البطولة أمام مشاركة الدول الصغيرة، الأمر الذي سيبدأ فعليا اعتبارا من مونديال 2026 مع رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48.
وقال هذا الأسبوع على هامش بطولة كأس العرب في قطر إنه “عندما ننظر عن كثب، نرى أن كرة القدم ذات المستوى العالي محصورة إلى حد كبير في مجموعة صغيرة من البلدان .. من واجبنا أن نقلص هذه الفجوة”.
ولم يصل أي منتخب غير أوروبي أو من خارج أمريكا الجنوبية إلى المباراة النهائية في كأس العالم.
ستكون النسخة المقبلة في قطر عام 2022 الأولى التي تقام في الشرق الأوسط وفي بلد عربي، بينما استضافت بلدان منضوية تحت الاتحادين الأوروبي للعبة (ويفا) والأمريكي الجنوبي (كونميبول) 16 من أصل 22 نسخة منذ 1930.
ولا يريد إنفانتينو فقط نسخا أكبر من البطولة الدولية، بل أيضا بلدان مضيفة بالشراكة أكثر، ويقول في هذا الصدد “راهنا، تمر 24 سنة من دون أن تستضيف قارة نهائيات كأس العالم، هذه فترة تتخطى جيلا كاملا”.
ومنح الاتحاد الإفريقي الشهر الفائت دعمه لاقتراح (فيفا)، فيما أبدى اتحادا كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي) وآسيا انفتاحهما على الفكرة.
وتتأهل فقط خمسة منتخبات من القارة السمراء الى النهائيات في قطر، ما دفع مدرب ساحل العاج الفرنسي باتريس بوميل إلى اتهام (فيفا) مؤخرا “بقتل كرة القدم الإفريقية” بعد خروج “الفيلة” من التصفيات.
وقال (كونكاكاف) في شتنبر الماضي إنه سيدرس مقترحات لإصلاح الروزنامة الدولية للرجال والسيدات والشباب، إذا كان الهدف منها خلق هيكل أكثر توازنا لكرة القدم على مستوى العالم.
كما جند (فيفا) مجموعة من اللاعبين والمدربين السابقين، ممن يعتبرون “أساطير” في اللعبة الشعبية، ويتقاضون المال كسفراء للترويج لهذا المشروع، من بينهم الدولي الدنماركي السابق بيتر شمايكل الذي اعتبر من الدوحة “نحن جميعا متفقون”.
فيما أكد البرازيلي رونالدو المتوج بكأس العالم عامي 1994 و2002، أنه إذا سئل أفضل لاعبين في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستاينو رونالدو، عن رأيهما بهذا الاقتراح “أنا متأكد أنهما سيوافقان”.
واقترح الفرنسي أرسين فينغر الذي يشغل منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية في (فيفا)، إقامة بطولة دولية كبرى كل عام، بالتناوب بين كأس العالم والبطولات القارية مثل كأس أوروبا وكوبا أميركا.
كما أكد أنه سيتم خلق المساحات من خلال تنظيم جميع التصفيات في أكتوبر أو في الشهر المذكور ومارس، بدلا من إقامتها على مدى عام كامل.
ويشكل احتمال إقامة المزيد من المنافسات الدولية للرجال خطرا على صرف الانتباه عن مسابقات السيدات، إلا أن المدربة الأمركيية جيل إليس الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين، تقول إنه لا يمكن تجاهل إمكانية تحفيز النمو.
وقالت السيدة التي قادت الولايات المتحدة إلى لقبي 2015 و2019 “بطولات العالم هي مناسبات لجذب الأنظار للارتقاء بمستوى لعبتنا، ليس فقط من حيث الدافع الاقتصادي للجهات الراعية التي تأتي إلى الطاولة، ولكن أعتقد أن المشاركة ربما تزداد أيضا بعد هذه الأحداث”.
وتابعت “هناك أسباب كثيرة للنظر بالأمر”.
ويدحض فينغر حجة أن اللاعبين سيواجهون ضغوطا متزايدة، معتبرا أنهم سيقومون برحلات طويلة أقل من العادة وسيحصلون على 25 يوما من الراحة على الأقل بعد المشاركة خلال الصيف مع منتخبات بلادهم.
لم يتم تحديد جدول زمني لتنفيذ اقتراح (فيفا)، لكن هناك إجماعا واسعا على أن جدول المباريات الدولية الذي يستمر على هذا النحو حتى العام 2024، بحاجة إلى الإصلاح.
ويرى النجم البلجيكي كيفن دي بروين أن كأس العالم كل سنتين “ليست فكرة سيئة”، طالما يمنح اللاعبون مزيدا من الوقت للراحة في نهاية الموسم.