عرض طيب قدمه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، أمام منتخب التشيلي، تحت قيادة المدرب الجديد وليد الركراكي.
جرت المقابلة بمدينة برشلونة الإسبانية، قدمت خلالها العناصر الوطنية، مستوى لافتا، نال استحسان الجمهور الرياضي، بل أنساها الارتباك الذي رافق الفترة الزمنية التي عاشها المنتخب تحت إشراف البوسني وحيد خاليلوزيتش.
تغيير كبير طرأ على أداء العناصر الوطنية، فمن مجموعة فاقدة للرغبة في الخلق والإبداع، تكتفي بالقيام بالواجب، إلى فريق يفرض سيطرة ميدانية، استماتة في الأداء، سبق للكرة وربح النزالات، والقتالية بروح الكومندو، مع إظهار رغبة أكثر في إبراز التقنيات الفردية، والتبادل الكروي عن طريق المثلثات، كلها مميزات نالت استحسان المتتبعين.
وكل من تابع مجريات المباراة، تحسر حقيقة على ضياع الكثير من الوقت مع وحيد، حيث كان من الأفيد اتخاذ قرار الانفصال قبل ذلك بعدة شهور، أو على الأقل مباشرة بعد العودة من كاس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، أو مباشرة بعد تحقيق التأهيل لكأس العالم، ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، شهر مارس من السنة الماضية.
كل هذا أصبح من الماضي، والأهم هو النظر للمستقبل، واستغلال الفترة المتبقية قبل انطلاق المونديال، لتحضير الظروف المواتية للمنتخب، قصد الاستعداد للمشاركة بدورة قطر، في مواجهة منتخبات مجموعة صعبة تضم مدارس قوية، تتمتع بإمكانيات مهمة…
صحيح أن عرض منتخب التشيلي لم يكن قويا، بالدرجة التي يمكن أن تحرج فعلا العناصر الوطنية، لكن الأهم هو بروز مؤشرات جد مشجعة، قدمتها العناصر الوطنية، خلال أول خروج لها تحت قيادة طاقم جديد، معطى جعل الجميع يخرج بقناعة واحدة، تتلخص في كون عهد الركراكي، يحمل الكثير من الإيجابيات، تفاعل معها اللاعبون بكثير من الترحيب والرغبة في تقديم الأفضل.
كما أن عودة المغضوب عليهم كانت موفقة، كما هو الحال بالنسبة لحكيم زياش ونصير مزراوي، وتفوق الجدد في تقديم قناعات مهمة كعبد الحميد الصابيري وأشرف داري وعبد الصمد الزلزولي، في انتظار الاعتماد على القيدوم يونس بلهندة، المنتظر دخوله خلال مقابلة باراغواي غدا الثلاثاء بمدينة إشبيلية.
ومن بين النقط الايجابية التي أفرزتها المباراة ضد الشيلي، حضور لافت للجمهور المغربي، بأعداد مهمة غطت جوانب الملعب.. شجع بقوة، ساندة بسخاء، منح العناصر الوطنية الدعم الضروري، إلا أن هذه الصورة الجميلة خدشها للأسف، سلوك أرعن لعدد لا يستهان به من المشاغبين، دخلوا أرضية الملعب خلق جوا من الفوضى وغياب التنظيم، وهو سلوك غير مقبول تماما، نتمنى أن لا يتكرر خلال المباراة الثانية.
برافو وليد، تحية خاصة لكل العناصر الوطنية، ورسالة تقدير لكل المكونات من أطقم تقنية وطبية وإدارية، التي تقوم بالدور المطلوب منها على أحسن وجه…
>محمد الروحلي