الباحثة المغربية فاطمة أكنفر تتوج بالمركز الثاني في مسابقة البحث العلمي المسرحي للشباب

بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الأستاذ إسماعيل عبد الله، رفقة ثلة من المسرحيين العرب المشاركين في الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، وباحتضان وإشراف من عميد كلية الفنون الأستاذ الدكتور مضاد عجيل، والطاقم التدريسي في الكلية، انعقدت، صباح يوم الأحد 14 يناير الجاري بقاعة حقي الشبلي في كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بغداد، الندوة الفكرية المحكمة للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي المخصصة للباحثين الشباب دون سن الأربعين، في نسختها الثامنة للعام 2023، والتي نظمتها الهيئة العربية للمسرح ضمن فعاليات الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي المنعقدة حاليا في العراق ببغداد، وجاءت المسابقة تحت عنوان ناظم هو ”الخصوصية الفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية نموذج تطبيقي على تجربة مسرحية معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي”..
وقد أدارت الجلسة الدكتورة شذى سالم من العراق، وتألفت لجنة المحكمين من:
> أ.دة. جميلة بنت مصطفى الزقاي من الجزائر
> أ.م.دة. منتهى طارق حسين من العراق.
> دة. ميسون علي من سوريا.
في حين تنافست ثلاث متسابقات على تراتبية المراكز الثلاثة الأولى وهن:
> أمينة الدشراوي من تونس
> دة. فاطمة أكنفر من المغرب
> دة. منى عرفة محمد أمين من مصر
هذا وقد ناقشت المحكمات الثلاث كل البحوث المقدمة من قبل الباحثات، لفحص مدى قدرتهن في الدفاع والإجابة عن الأسئلة الموجهة لهن، لذا جاءت الجلسة رصينة وعميقة بالجدل المعرفي والأفكار القيمة في تبادل المعلومة بين طرفي النقاش، إذ اتسمت الأسئلة الموجهة لهن من قبل المحكمات بالرصانة العلمية والدراية في عمق وتحليل المعلومة في سيرورة البحث للوصول إلى نتائج متساوقة مع ما جاء به سياق البحث، وقد اكتفت المحكمات بهذه الطريقة باعتبار أن ما جاء من مناقشة للبحوث هو تغذية كافية في تثبيت الأحكام.

وكانت مديرة الجلسة الدكتورة شذى سالم حريصة على التوزيع العادل للوقت وتقسيم المساحة الزمنية بين الباحثات والمحكمات وطريقة طرح الأسئلة وشكل الإجابة عنها، وفي نهاية الجلسة عقدت لجنة المُحَكِمات جلسة مغلقة، جرت فيها مناقشة علمية وعميقة وتبادل الآراء المختلفة والأخذ بعين الاعتبار إمكانية كل باحثة على حدة في كيفية الدفاع عن آرائها في جو ديمقراطي بحت، دون تدخل أي أحد في اتخاذ القرار فجاء القرار من قبل المحكمات كما يلي:
المرتبة الأولى: أمينة بنت أحمد دشراوي من تونس، عن بحثها الموسوم بـ “من شعرية الجسد إلى جمالية الصورة وتجاوز الحدود.. قراءة في مسار الكوريغراف نوال اسكندراني”.
المرتبة الثانية: دة. فاطمة أكنفر من المغرب، عن بحثها المعنون بـ “الدراماتورجيا النسوية نحو تأنيث الفرجة المسرحية.. الانفلات الجمالي والعمق الفكري في تجربة نعيمة زيطان”.
المرتبة الثالثة: دة. منى عرفة محمد أمين من مصر، عن بحثها “تمثيل الآخر من منظور ما بعد النسوي.. مسرحية (جنون عادي جدا) نموذجا”.
وبعد الإعلان عن هذه النتائج، قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله بهذه المناسبة “إن الهيئة التي تولي إبداعات سيدات المسرح العربي كل اهتمامها، تعتبر بأن البحوث الفائزة في النسخة الثامنة من المسابقة العربية للبحث العلمي تشكل إضافة للمكتبة البحثية في تجارب فارقة قدمتها المرأة العربية في المسرح، سواءً كاتبة أو مخرجة أو ممثلة أو مصممة للحركة، أو مصممة للمنظر المسرحي، أو مؤلفة للموسيقى في المسرح، أو إدارية، باحثة، ناقدة أو منظرة”.. وأضاف اسماعيل عبد الله أن تناول الباحثات العربيات كان “تناولاً علمياً مدعماً بالشواهد لمنجزات معاصرة أثرت وساهمت في بناء وتشييد معمار مسرحي إبداعي مرئي وملموس”، بحيث إن هؤلاء النساء الباحثات، يؤكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، “نحتن في فراغ الفضاء المسرحي أساليب أداء، فجرت قوى إبداعية وسحبت البساط من تحت أقدام الإقصاء والانتقاص، من خلال أبحاث منهجية تدرس وتفك وتحلل تجربة بعينها.”..
وعبرت الباحثة المصرية دة. منى عرفة الفائزة بالمركز الثالث في هذه الدورة، عن فرحتها بالفوز للمرة الثانية حيث فازت في مسابقة العام 2019، مؤكدة، في ندوة صحفية نظمتها الهيئة للفائزات الثلاث، أن بحثها الفائز انطلقت فيه من المسرح النسوي الذي كان يطرح تمثيلا نمطيا للمرأة، ويظهر صراعا في طوال الوقت بين الجنسين والذي أعتبره أمرا حتميا”.
من جهتها، أعربت الباحثة والفنانة التونسية، أمينة دشراوي الفائزة بالمركز الأول، عن سعادنها شاكرة الهيئة العربية للمسرح، مؤكدة على أنها اشتغلت على بحثها الأكاديمي من عدة منافذ كونها ممثلة مسرحية ومخرجة، وطرقت باب البحث الأكاديمي، مركزة على حضور الصورة وضرورتها في البحث كما اعتمدت على حركة الجسد التي يجب أن تترافق مع الصورة وسط مأزق حقيقي مع علاقة ما تنتجه الصور الرقمية الحديثة.
وقدمت دشراوي، في ذات الندوة الصحفية، عدة أمثلة على ضرورة اعتماد الصورة مثل ثورة الياسمين التي حصلت في بلادها حيث حضرت الصورة بقوة وكانت من علامات انتصار الياسمين، مرورا على أحداث غزة حيث يقف العالم عاجزا إزاء ما نشاهده من صور تهز ضمير الإنسانية وسط سكوت الدول عن هذا الخراب والدمار.
وبعدها أوضح منسق المهرجان الفنان غنام غنام في مداخلة قصيرة أن “الغرض من إطلاق هذه المسابقة هو للوقوف على رؤية الشباب والتعرف على المعترك المبكر الذي يخوضونه في حياتهم العلمية، منوها على أن المسابقة تكتسي طابعا شبابيا خالصا إذ حدد المتسابق بعمر 35 ورفع العمر في هذا العام إلى 40 عاما.
مختتما حديثه بالقول: إننا نغتنم هذه المناسبة في هذا المؤتمر للوقوف على ندوة محكمة لنرى من خلالها الفائزين وهم يدافعون عن إبداعهم ونتاجهم الفكري وهذه إضافة يحققها المهرجان.

إعداد: مبعوث بيان اليوم إلى بغداد الحسين الشعبي

Top