بديعة الصنهاجي: أفلام الرسوم المتحركة تخاطب الطفل الذي بداخلنا

استغلت جريدة “بيان اليوم” الفرصة لإجراء حوار مع الفنانة بديعة الصنهاجي، التي حلت ضيفة على مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك (فيكام)، في دورته 22، المقامة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 ماي الجاري بمدينة مكناس، للحديث عن رأيها في المهرجان، وعن أهمية أفلام الرسوم المتحركة في حياة الطفل والمواضيع التي يجب أن تناقشها. فيما يلي، نص الحوار مع بديعة الصنهاجي.

> ما رأيك في مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك (فيكام)؟
< لم تكن لدي فكرة كبيرة عن المهرجان، وهاته أول مرة أحضره. لكن، المدير الفني للمهرجان، محمد بيوض، صديقي، وكنت التقيته في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورة 2023، وتعرفنا على بعض، وهناك سألني ما إذا كنت قد سبق وحضرت لفيكام، فقلت له لا، لكنني أسمع بهذا المهرجان المتخصص في سينما التحريك، وهناك انتهز الفرصة لدعوتي، لاكتشاف المهرجان وبرمجته. أعتقد أن سينما الرسوم المتحركة مهمة جدا، خصوصا أنها لم تعد موجهة للأطفال خصيصا، بل للكبار أيضا، وقد صرنا نرى أفلاما تعالج مواضيع ومواقف إنسانية. وأهمية فيلم الرسوم المتحركة تكمن في أنه يمكن أن يخاطب الطفل الذي بداخلنا، لأننا تربينا على مشاهدة الرسوم المتحركة منذ الصغر، بالتالي، هذا النوع من الأفلام يرجعنا إلى طفولتنا، وأظن أنه بهاته الطريقة، يمكن أن يوصل لنا الرسالة أفضل وأعمق، والمغرب هو أرض خصبة للرسوم المتحركة، لأن الشباب كثر وطموحاتهم كبيرة، هم يريدون الاشتغال، لكن ربما لا يجدون البيئة المناسبة لذلك، من ناحية التكوين والانطلاقة الأولى.

> في نظرك، ما هي المواضيع التي يجب أن تتطرق لها أفلام الرسوم المتحركة؟
< يمكن لسينما التحريك أن تحكي قصص بلدنا، التي يمكن من خلالها أن نوصل ثقافتنا لأماكن بعيدة في العالم مثل كوريا، أمريكا، الصين، الهند.. مهم جدا أن نحكي عنا، عن تاريخنا، عن ماهيتنا، عن هويتنا. مثلا حينما تسافر لمنطقة بعيدة في العالم، تجد الناس يعرفون ويرون الأعمال العالمية، لكن، هؤلاء الناس، أيضا، يحتاجون لمعرفة قصتك النابعة من قريتك الصغيرة التي تنتمي إليها والتي جئت منها، والمصاعب والعقبات التي واجهتك في حياتك، أظن أن هذا ما سيجعل الآخر يحس بك، ويعرف في آخر المطاف، أن متاعبنا واحدة، والإنسان واحد فينا.
> بعيدا عن فيكام.. ما هي الأعمال الفنية التي تشتغلين عليها حاليا؟
< في الحقيقة، لست بصدد التحضير لأعمال فنية جديدة.. لكن هناك تخمينات، ربما سأكتب أعمالا تلفزية أو مسرحية. للتو عدت من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، هذا المهرجان هو من أحب المهرجانات على قلبي، لأن المنظمين شغوفون، ويحبون السينما ويقدرون الفنان. شاهدت أفلاما جميلة جدا بمستوى عال، وناقشناها بحضور المخرج أو الممثل البطل أو المنتج.. وهي أمور تثري الفضاء الفني بالمهرجان. كما أنني تعرفت على أشخاص جدد مثل إيليا سليمان، الذي تقاسمنا معه لحظات جميلة. والآن جئت لمهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك. والمهرجانات، عموما، فرصة للاستفادة واللقاء بشكل مباشر مع فنانين يأتون من جميع بقاع العالم، وهي أيضا فرصة لفتح آفاق جديدة للاشتغال على مشاريع مشتركة مع هؤلاء الناس الذين نلتقي بهم.

حاورتها: سارة صبري

Top