يعود الفريق الوطني المغربي لكرة القدم لواجهة الأحداث، عبر بوابة الإقصائيات المؤدية لمونديال 2026، المنظم بصيغة ثلاثية تجمع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك…

المواجهة ستجمعه مساء يوم الجمعة، بملعب “أدرار” بأكادير بمنتخب زامبيا، لحساب الجولة الثالثة -المجموعة الخامسة-، ومباشرة بعد هذه المباراة، من المقرر أن تتوجه بعثة المنتخب نحو “كينشاسا”، حيث من المقرر مواجهة منتخب الكونغو برازافيل، يوم الثلاثاء القادم، لحساب الجولة الرابعة، من نفس التصفيات.

إلا أن آخر الأخبار، تتحدث عن صعوبة هذا اللقاء لأسباب تنظيمية، بسبب رفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، الترخيص لإجراء المباراة ببرازافيل، على أرضية ملعب “ألفونس ماسيمبا”، ونقلها لأرضية ملعب الشهداء بكينشاسا المؤهل لاستقبال مباريات من هذا القبيل…

حتى الآن، لا شيء رسمي، ولابد من انتظار آخر المستجدات، مع العلم أن مباراة الجولة الثالثة ضد النيجر، عرفت انسحاب المنتخب الكونغولي لنفس الأسباب، كما أن المجموعة عرفت انسحاب منتخب إريتريا من التصفيات…

وبناء على هذه المعطيات، فإن خصم “أسود الأطلس” الأول بهذه المجموعة، يبقى هو المنتخب الزامبي.

وبالرغم من الفوز المحقق خلال أول جولة، إلا أن مواجهة اليوم تبقى حاسمة، خاصة وأن الزامبيين يسعون لتحقيق نتيجة إيجابية، قصد كسب الامتياز…

وهذا المطمح عبر عنه المدرب أفرام غرانت، عندما أكد أن لاعبيه عازمون على تحقيق نتيجة إيجابية، والأكثر من ذلك اعتبر المواجهة متوازنة على الورقة، وأن امتياز المغرب يكمن في عاملي الأرض والجمهور.

إلا أن المدرب صاحب الجنسية الإسرائيلية، عاد ليوضح أن للمنتخب المغربي، عدة مميزات، تؤهله ليكون الأفضل، وعلى هذا الأساس، فإنه جهز كتيبته لهذه المواجهة الحاسمة،  ويبقى الجانب التكتيكي في نظره، مهما للغاية في مثل هذه المباريات القوية…

تصريح غرانت؛ يذهب نحو اعتماد تكتيك معروف مسبقا، ويتجلى في تطبيق منظومة دفاعية، والقيام بحملات مضادة خاطفة، كلما سنحت الفرصة بذلك، وهذا التكتيك اعتمد في أغلب المواجهات التي خاضتها العناصر الوطنية منذ العودة من مونديال قطر 2022.

  وبناء على هذا التصور المسبق لمنتخب “الرصاصات النحاسية”، فإن الأنظار تتوجه نحو المدرب وليد الركراكي، المطالب بإيجاد الحلول التكتيكية الناجعة، والتي تمكن من تجاوز تراجع كلي للزامبيين نحو الوراء، تفاديا للصعوبة التي يمكن أن يواجهها، هذا المساء أمام جمهور من المنتظر أن يكون مرة أخرى قياسيا، ويمثل مختلف مناطق المغرب، دون نستثني بطبيعة الحال مغاربة العالم…

والتركيز على مهمة الركراكي، يكمن أيضا بالإضافة إلى الجانب التكتيكي، في طريقة توظيف إمكانيات كوكبة النجوم التي تضع نفسها رهن إشارته، نجوم يتألقون بمختلف الدوريات الأوروبية والخليجية، يسجلون بغزارة؛ لكن مع المنتخب يعانون من حالة استعصاء غريبة، بل غير مقبولة بالمرة…

   وفي كل مرة يتألق أي لاعب مغربي محترف، أو يقدم مردودا قويا، تزداد الضغوطات على وليد، خاصة وأن انضمام نجم كبير كبراهيم دياز، منح المنتخب المغربي قيمة إضافية مهمة، عززت كوكبة نجوم، سطع نجمها بالدوريات الخمس الكبرى بالقارة العجوز…

وسبق لأصدقاء العميد غانم سايس، أن حققوا فوزا صغيرا في آخر مواجهة بينهما، وكانت خلال كأس أفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، وانتهت بهدف لصفر من توقيع حكيم زياش، إلا أن المواجهات تختلف، والطموحات تتجدد، وما على الركراكي إلا تطبيق تكتيك ناجع، وتوظيف موفق للطاقات الهائلة التي يتوفر عليها…

محمد الروحلي