أزيد من 70 قتيلا بشرق خان يونس بعد أوامر الإخلاء وفق وزارة الصحة الفلسطينية  

أعلنت وزارة الصحة الفسطينية أن العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في خان يونس أسفرت عن مقتل 70 شخصا وإصابة أكثر من 200 بجروح، بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها من الجزء الشرقي للمواصي التي أعلنها “منطقة إنسانية” في جنوب قطاع غزة المحاصر والمدمر.
وفر آلاف الفلسطينيين من ذاك الجزء المزدحم حيث لم يجد كثيرون مأوى غير الشارع.
وقال الجيش “إن هدفه يتمثل في وقف إطلاق الصواريخ من المنطقة”.
وتحولت مدينة خان يونس ركاما بعد قتال عنيف شهدته في الأشهر السابقة.
وتأتي الحصيلة الجديدة الدامية بعد تسعة أيام على إعلان وزارة الصحة أنها أحصت 92 قتيلا في غارة على المواصي المكتظة بالنازحين. قالت إسرائيل “إنها استهدفت قائد حماس العسكري محمد الضيف”.
ويتكرر السيناريو نفسه في كل منطقة تدخلها الدبابات الإسرائيلية وتخوض معارك مع المقاتلين ثم تعلن تطهيرها وتنسحب منها، لتعود إليها من جديد.
في الأثناء وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يتعرض لضغوط للتوصل إلى اتفاق هدنة تتيح إطلاق سراح الرهائن، إلى واشنطن حيث يلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي الأربعاء بعد أن يلتقي الرئيس جو بايدن الذي يدفعه للموافقة على وقف لإطلاق النار بعد دخول الحرب شهرها العاشر.
نتانياهو الذي قال إن زيارته “مهمة جدا”، أعلن في يونيو أن الحرب في مرحلتها الأعنف وتقترب من نهايتها.
وتعهد بايدن يوم الاثنين مواصلة العمل على إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، بعد تراجعه عن السعي لولاية ثانية.
وقال بايدن “سأعمل بشكل وثيق جدا مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى طريقة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإعادة كل الرهائن إلى وطنهم”.
وتلتقي كامالا هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي “هذا الأسبوع” في واشنطن، حسبما أعلن مكتب نائبة الرئيس الأميركي التي أطلقت حملتها للانتخابات الرئاسية في نوفمبر بعد انسحاب بايدن من السباق يوم الاثنين.
وقال مكتب هاريس “إن هذا اللقاء سيكون منفصلا عن اللقاء بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي”.
صدر الأمر بإخلاء الجزء الشرقي من منطقة المواصي بعد شهرين فقط على إلقاء الجيش مناشير وجهت الفلسطينيين للذهاب إليها حفاظا على سلامتهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان “ما وصل لمجمع ناصر الطبي نتيجة استهدافات ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس منذ صباح اليوم وحتى اللحظة 70 شهيدا وأكثر من 200 إصابة بينها حالات خطيرة”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب التعليق من وكالة فرانس برس، لكنه قال في بيان “إن طائراته ودباباته استهدفت مقاتلين في المنطقة وقضت عليهم”.
وأكد أن قواته استهدفت أكثر من “30 بنية تحتية” عسكرية في خان يونس، حيث قصفت طائراته مخبأ للأسلحة ومواقع مراقبة وممرات أنفاق ومنشآت يستخدمها مقاتلو حماس.
على طريق النزوح للمرة الثالثة أو الخامسة عشرة أو ربما أكثر، امتلأت الشوارع المتربة بين الأنقاض بآلاف الفلسطينيين على دراجات وعربات تجرها حمير وبعض السيارات المحظوظة التي حصل أصحابها على بعض الوقود أو راجلين يحملون ما تيسر من أمتعتهم القليلة.
وقال يوسف أبو طعيمة من القرارة في خان يونس إن عائلته توجهت إلى المنطقة التي أشار إليها الجيش، لكنها مكتظة تماما.
وأضاف الشاب البالغ 27 عاما  “لا يوجد مكان. المنطقة مزدحمة بالناس لا مكان لإقامة خيمة ولا يوجد بيوت ننزل فيها، سنبقى في الشارع. حتى الأرصفة عليها ناس وخيم. مللنا. يكفي تشريدا وتهجيرا”.
وأضاف “خرجنا تحت قصف الطيران والدبابات والمسيرات”، موضحا أنه رأى “شهداء نقلوا بعربة توكتوك وعربة يجرها حمار إلى مستشفى ناصر، قصفوا البيوت والناس موجودة في البيوت”.
وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في “مجلس العلاقات الخارجية” ستيفن كوك “لم يسبق أن كانت الأجواء مشحونة إلى هذا الحد”.
وأدت الحرب في غزة إلى تفاقم التوترات الإقليمية، ولا سيما على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، ومع المتمردين الحوثيين في اليمن.
وفي تطور ينذر بعواقب جسيمة على المنطقة، أغارت مقاتلات إسرائيلية السبت على ميناء الحديدة الإستراتيجي، غداة تبني المتمردين اليمنيين هجوما  بمسيرة مفخخة أوقع قتيلا في تل أبيب. وهي المرة الأولى التي تتبنى فيها الدولة العبرية هجوما على اليمن.
وفي ظل تعثر المفاوضات الجارية عبر الوسطاء، يرتقب أن يصل إلى الدوحة يوم الخميس وفد من إسرائيل لبحث مطالبها الجديدة بشأن هدنة وتبادل للرهائن مع حماس، وفق مصدر مطلع.
وأكد المصدر أن إسرائيل طلبت بقاء قواتها في “محور فيلادلفيا” الذي يمتد 14 كلم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وأن يعود إليها تنظيم عودة المدنيين إلى شمال القطاع المدمر.
وأضاف المصدر أن إسرائيل طلبت أيضا حل  مشكلة تمركز قواتها في غزة قبل بدء الهدنة.
أدى هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 44 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
وأعلن منتدى عائلات الرهائن والجيش مقتل اثنين منهم وبقاء جثتيهما لدى حماس.
توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وهجمات برية، أسفرت عن سقوط 39006 قتلى على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال.

أ.ف.ب

Top