“الشعر والتشكيل”.. عنوان المعرض الجديد للفنانة لبابة لعلج برواق “ضفاف” بالرباط

برواق ضفاف التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، أطلقت الفنانة التشكيلية، الكاتبة، والشاعرة لبابة لعلج العنان لإبداعاتها العميقة والحساسة والفريدة، وذلك من خلال معرض يحمل عنوان “الشعر والتشكيل”.

ويهدف هذا المعرض الفني الذي انطلق عشية الخميس 14 نونبر الجاري ويستمر إلى 14 دجنبر المقبل، إلى تقريب جمهور الرباط والجمهور العام من مزيج متميز من الشعر والتشكيل يحتفي بالتعبير عن الروح والنفس لفنانة وكاتبة بصمت على مسار متميز في مجالات مختلفة.

ويأخذ معرض الفنانة التشكيلية والشاعرة لبابة لعلج عشاق التشكيل والشعر في رحلة ساحرة إلى عالمها الداخلي الغني بالألوان والأنوار والشعر. وهو ما أكده عدد من الحاضرين في اللقاء الافتتاحي من فنانين وأساتذة وتشكيليين ودبلوماسيين، ووجوه من عالم الإعلام والثقافة والنقاد الذين شاركوا في افتتاح المعرض الفني. 

وشهد الحفل الافتتاحي أجواء فنية وشعرية استثنائية، حيث جمعت لبابة لعلج عشاق الكلمة والريشة في افتتاحية احتفالية تميزت بقراءة شعرية مصحوبة بأنغام العود، تلاها توقيع كتابها “الشعر والتشكيل” الذي يجمع بين لوحاتها وأعمالها الشعرية الكتابية والذي صدر باللغتين العربية والفرنسية. 

ويعتبر التعبير الشعري بمثابة لوحة ترسم الأحاسيس والرؤى والمخيلات. ويأتي معرض “الشعر والتشكيل” كدعوة للتأمل والسفر في عالم الجمال عبر ألوان مشرقة نابضة بالحياة، كما أنه احتفاء بالحياة وأناشيد الفرح.

 ومع ذلك، تثير الفنانة تساؤلات حول العالم المحيط بها وواقعها من خلال لوحات تتخللها ألوان داكنة، تعكس قسوة الحياة وأوجهها الغامضة.

الشعر والتشكيل.. علاقة لا تنفصل

وفي مسيرة لبابة لعلج الإبداعية، يسير الشعر جنبا إلى جنب مع الرسم والتشكيل. فمنذ صغرها، خاضت تجربة الكلمات الساحرة قبل أن تنطلق في عالم الألوان الآسر. وهي تقدم اليوم، من خلال معرضها هذين البعدين المتلامزين اللذين لا ينفصلان.

وبات الشعر والتشكيل وسيلتين تعبيريتين متلازمتين، للفنانة لبابة لعلج ولعشاق الفن بتلاوينه المختلفة، حيث تدمج الفنانة بين الكلمة والريشة في عمل فني متكامل، أجمع جميع الحاضرين من نقاد وفاعلين في الثقافة والفن على مدى روعته وإسهامه في التعبير عن الترابط والتكامل الذي يجمع بين الشعر وفن التشكيل. 

ومن خلال أزيد من 40 لوحة فنية زينت فضاء رواق ضفاف التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، تأسِر أعمال لبابة لعلج عشاق فن التشكيل وتشد الأنظار، بينما تعبر كلماتها بأرواح عشاق الفن والجمال إلى فضاءات أخرى متعددة.

وتوجه لعلج بأعمالها تحية صادقة للإبداع، وتحتفي بأكثر من ثلاثين شخصية بارزة في مجالات الرسم والتشكيل والشعر والفلسفة والفكر على المستوى الوطني والعالمي، مثل عبد الفتاح كيليطو، أبولينير، بودلير، غارسيا لوركا، نازك الملائكة، بول كلي، شاغال، بيكاسو، عبد الكبير الخطيبي، وأوكتافيو باث. حيث يظل الشعر قلب أعمالها، والرسم امتدادا له.

توقيع كتاب “الشعر والتشكيل”

إلى ذلك، وقعت الفنانة التشكيلية والكاتبة لبابة لعلج كتابها “العشر والتشكيل”، باللغتين العربية والفرنسية، حيث يقع هذا الكتاب، الذي يتضمن شذرات شعرية حول “الشعر والتشكيل”، في 198 صفحة، وتتخطى من خلاله لعلج حدود الرسم بالشعر لتخلق حوارا بين الفنين على سطح اللوحة، ويأخذ الشعر شكله من خلال الألوان.

وتبرز لعلج في كتابها فضاءات الالتقاء والامتزاج بين الشعر والتشكيل ليعطي مشتركا من السحر والإبداع الفني، الذي يجعل من الفنين فنا واحدا متكاملا يأخذ بالمتلقي إلى مستويات جمالية أخرى.

إلى ذلك، قالت لبابة لعلج في تصريح للصحافة عقب افتتاح معرضها، إن اختيار هذه التيمة يأتي للاحتفاء بالروح والأنفاس لمجموعة من الفنانين الذين تركوا بصماتهم على مسارها الفني الخاص بعيدا عن المسارات التقليدية.

وأبرزت أن هذا المعرض يضم “لوحات شعرية” و”قصائد تشكيلية” تحمل قصصا إنسانية عميقة وذات مغزى ضمن تجربة فنية تؤسس لالتقاء وتآلف الرسم والشعر.

وزادت الفنانة والشاعرة أن المعرض يعبر عن ما يختلجها من أفكار شعرية وتشكيلية امتزجت، مردفة أنها اختارت هذا المعرض للتعبير عن ذلك وعن مدى ترابط هذين الفنين داخلها وداخل عاشق الفن.

ولفتت المتحدثة إلى أن اللوحات تحتفي بعدد من الأدباء والمثقفين والمفكرين الذين تركوا فيها أثرا خاصا، موضحة أن اختيارها للشخصيات محط الشعر واللوحات نابع من امتنانها الشخصي لهم ولما تركوه من أثر في شخصيتها وفي مسارها الفني.

جدير بالذكر أن حفل الافتتاح الذي أطره ونشطه الناقد الفني د. عبد الله الشيخ، شهد أيضا تدخلات كل من نور الدين ضرار وسعيد عاهد.. وشارك الفنان يوسف لوزة بمعزوفات موسيقية رافقت القراءات الشعرية…

سيرة متميزة

لبابة لعلج هي رسامة وكاتبة تعيش بباريس منذ عام 1956. حاصلة على شهادات في الصحافة وعلم الاجتماع والدراسات الدولية. تنحدر من عائلة فنية راسخة، وقد تملكها شغف الكتابة والرسم منذ نعومة أظافرها. يزخر رصيدها الفني بعدة معارض بكل من فرنسا، وإيطاليا، والفيتنام وإسبانيا.

ولبابة لعلج، المزدادة بمدينة فاس، هي فنانة تشكيلية وكاتبة حائزة على شهادات في الصحافة وعلم الاجتماع والدراسات الدولية. وفي سنة 2019، حصلت على دكتوراه فخرية من المنتدى الدولي للفنون الجميلة تقديرا لإبداعها.

ونظمت لعلج، وهي عضو أيضا في المكتب الدائم لرابطة الكاتبات الإفريقيات وتحالف المبدعين العرب، العديد من المعارض في بلدان مثل فرنسا وإيطاليا وفيتنام وإسبانيا.

كما صدرت للفنانة التشكيلية المغربية مجموعة من الأعمال الأدبية، من ضمنها المجموعات الشعرية “أفكار ضالة” و”الروحانية واللونية” و”الملحون والرسم” و”الشعر والرسم” و”أيقونات التشكيل النسائي”.

محمد توفيق أمزيان

تصوير: رضوان موسى

Top