مكاسب وخسارة في حفل “الكاف”

تم مساء أول أمس الاثنين بمراكش تتويج النيجيري أديمولا لوكمان، مهاجم نادي أطالانطا الإيطالي، بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب في القارة السمراء لعام 2024.
أقيم حفل الجوائز للسنة الثانية على التوالي، بقصر المؤتمرات في مدينة مراكش، بحضور شخصيات وازنة من عالم الرياضة والسياسة والاقتصاد والإعلام، وتواجد نخبة من أبرز النجوم الأفارقة، والذين ميزوا الساحة الدولية خلال العقدين الأخيرين.
ومن الطبيعي أن تكون هناك انعكاسات إيجابية بالنسبة لبلادنا، حيث تم الترويج مرة أخرى لاسم المغرب على أعلى مستوى، كما تم التسويق لمراكش الحمراء كوجهة سياحية من المستوى العالي، سواء بالنسبة للذين يزورون عاصمة النخيل لأول مرة، أو المتابعين لتفاصيل الحفل من خلال النقل المباشر، عبر أبرز القنوات التلفزية العالمية…
كل هذه المميزات والتفاصيل، لا نقاش فيها، تفسر الانخراط التلقائي للمملكة في احتضان مثل هذه المناسبات الكبيرة، إلى درجة المغرب أصبح “فكاك الوحايل” ليس فقط بالنسبة لجهاز (الكاف)، بل حتى للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) الذي تعود اللجوء لبلاد “أسود الأطلس” قصد تنظيم تظاهرات دولية كبرى، كما كان الشأن خلال مونديال الأندية سنة 2022، حيث طلب من المغرب التفضل باحتضان الموندياليتو، لعدم وجود بلد مستعد للتنظيم في ظرف شهرين فقط.
لكن هناك وجه آخر لابد من الوقوف عليه بكثير من الإمعان، ففي هذه الاحتفالات، هناك جوائز توزع، واستفتاءات تذاع، واختيارات تتوج المسارات الرياضية، كما هو الشأن للكرة الذهبية الإفريقية، الجائزة الأهم على الإطلاق؛ والتي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز أبرز النجوم؛ بفضل عطاءات من المفروض أن تكون المقياس المرجح، لكفة هذا الاسم على حساب آخر…
خلال السنة الماضية، كانت الحسرة كبيرة، بعد إسقاط اسم الحارس المتألق ياسين بونو، ومنح الجائزة للنيجيري فيكتور أوسيمين، وهذه السنة تعود نفس اللجنة، وبنفس البلد ونفس المدينة، ونفس القاعة، لتعلن عن اختيار نيجيري آخر، لنفس الجائزة، وعلى حساب نجم من الصف الأول، ويتعلق الأمر بالمغربي أشرف حكيمي.
بالفعل كانت هناك مرة أخرى حسرة كبيرة، انطلقت من داخل القاعة، لتمتد عبر مختلف قنوات النقل المباشر، ليعم السخط العارم كل الأرجاء، ويعلن عن تضامن منقطع النظير، مع لاعب متميز يمر بفترة ناجحة، سواء مع المنتخب المغربي كبارا وأولمبيين، أو مع نادي باري سان جرمان الفرنسي…
يقال إن هذا الاختيار، نتيجة استفتاء تشرف عليه لجنة متنوعة، تشمل اللجنة التقنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتضم أيضا إعلاميين ومدربين وقادة المنتخبات والأندية المشاركة، في مراحل المجموعات من مسابقات الأندية.
ولكن المؤكد أن هناك أشياء تحاك في الخفاء، وتنشط خلف الكواليس، ممارسات غارقة في لعبة التوازنات، والحفاظ على المصالح الخاصة داخل (الكاف) كجهاز لم يستطع بعد القطع نهائيا مع بؤر الفساد والتآمر بمختلف أشكاله.
مؤسف حقا ما يحدث، ولابد من مواصلة تنظيف جهاز قاري عشعش الفساد بمختلف مفاصله، والمغرب مؤهل أكثر من غيره لقيادة عملية التطهير التي لا غنى عنها، لكن بدون تقديم المزيد من التنازلات وقبول إرضاء الخواطر، وحتى لا تبقى (دار لقمان) على حالها…

>محمد الروحلي

Top