حرام ما يقع داخل الرجاء…

تتضارب الأخبار، وتتعدد المصادر ، وتكثر التفسيرات؛ كما تتنوع التأويلات ووجهات النظر…كل طرف يدفع في اتجاه الجهة التي يراها المناسبة له، أو التي يخدم أجندتها، وأهدافها، المعلنة منها و غير المعلنة، بحثا عن الاستفادة الآنية أو المؤجلة…

هذا هو واقع الحالي للرجاء البيضاوي لكرة القدم، النادي الذي يصر محبيه على تسميته بـ “العالمي”، فهناك استقالات بالجملة، وتطاحنات تأتي على الأخضر واليابس، هناك أيضا حرب مواقع مندلعة في أكثر من جهة، تهديدات وصلت إلى حدود الإساءة الشخصية، فكيف يستقيم الوضع في ظل ما وصلت إليه الأمور داخل القلعة الخضراء؟…
استقال أكثر من عضو من داخل المكتب، عدد لا يستهان به فضل القفز من السفينة قبل الغرق، وجاءت استقالة الرئيس هالا بحر الأسبوع الماضي، لتفجر ما تبقى من التماسك الداخلى، لنجد أنفسنا أمام ناد منهك، مشثت الكيان، فاقد للقدرة على الصمود، وعدم القدرة على التفاعل الإيجابي مع الأحداث…
وأمام ضبابة المشهد، تصبح كل التأويلات ممكنة، حيث تكثر الأسئلة الملحة والآنية، والتي تستمد مشروعيتها من غياب مصدر مسؤول، يعود له خيار اتخاذ القرار المناسب، استنادا على مشروعية القانون المعمول به…
هل سينعقد الجمع العام غدا الأربعاء، أي الخامس من فبراير الجاري، كما سبق الاعلان عن ذلك في بلاغ رسمي؟…
هل سيتم تمديد العمل، بما تبقى من أعضاء المكتب الحالي؟
هل سيتم انتخاب مكتب مسير؟، أم يتم تعيين لجنة تصريف الأعمال، تمتد صلاحيتها إلى نهاية الموسم؟…
ففي ظل هذه الأوضاع غير المستقرة، يتم الترويج منذ مدة لمجموعة من الأسماء، منها من داخل الوسط الرجاوي، ومنها من هو خارج المنظومة، في سياق موضة البحث عن “كفيل” جاهز لتقديم الخدمة…
وسط هذا المشهد القاتم، كل واحد يدفع بوجهة نظره، في خضم البحث عن مخرج، لإنهاء الأزمة الطاحنة، ولو بشكل مؤقت، فصاحب الازدواجية الموسم الماضي، وبدون هزيمة، مهدد هذا الموسم بموسم “صفري”. فبعد الإقصاء المر من دور المجموعات بكأس عصبة الأبطال الإفريقية، يقبع حاليا وسط الترتيب بالدوري المحلي، والذي يعرف منافسة مشتعلة، سواء بالنسبة لأصحاب المقدمة، أو الذين يهابون مصير السقوط، أو تفادي لعب مباراة السد المكلفة…
فهل بإمكان الأسرة الرجاوية، إيجاد حلول داخلية، كفيلة بإخراج ناد كبير، دخل دوامة الأزمات منذ موسم 2013، تاريخ تسلط الشاب محمد بودريقة على زمام الأمور، فكان الخراب المبين؟…ومع ذلك فالحل ممكن، شريطة تخلى كل الأطراف المتناحرة على أسبقية البحث عن المكاسب الآنية، والابتعاد عن خدمة أجندات معينة، والتفكير أساسا في مصلحة ناد عريق، صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة…
حرام ما يقع داخل الرجاء البيضاوي، القلعة التي بنيت على أساس الفرجة واللعب النظيف، والروح الرياضية العالية، والوطنية الصادقة، والحرص على نظافة الكيان من الداخل…
فهل سيحضر المتطاحنون، كل هذه المميزات التي جعلت الرجاء، وعلى امتداد التاريخ، قلعة للعطاء تسعد الملايين، وتدخل الفرحة على قلوب عشاق الأداء الجميل؟؟؟…

محمد الروحلي

Top