جنون جديد في سوريا

تابع مشاهدو القنوات التلفزيونية العربية والعالمية ليلة الثلاثاء أطوار مناقشات مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، ولم يفوت المندوب السوري الجعفري الفرصة كي يكشف عن وقاحة وعمى وتيه الديكتاتوريين وأزلامهم، وبقيت الصورة العالقة في أذهان الجمهور هي لشخص «بلطجي» يوزع الجنون في كل اتجاه، ويشتم الجميع ماعدا طبعا سيده الواقف اليوم في الشام على جماجم شعبه.
لم يتردد هذا الجعفري في التهجم على المغرب، واعتباره دولة ناقصة سيادة (حاشاك)، وسب على السعودية وعلى قطر وعلى جامعة الدول العربية التي قال إنه لم يعد لها وجود بعد أن تم تجميد عضوية سوريا فيها…، وكل هذا فقط لأن المملكة المغربية، وهي العضو في مجلس الأمن حاليا، هي التي قدمت مشروع القرار العربي- الغربي الذي يدعو في أحد بنوده الرئيس الأسد إلى تسليم سلطاته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود إلى انتخابات شفافة.
ما يجري اليوم في سوريا، وما يجسده يوميا النظام هناك من همجية تجاه شعبه يعيد إلى الأذهان مشاهد المأساة الليبية، ودموية نظام القذافي، كما أن هيستيرية سفير النظام البعثي في نيويورك ليلة الثلاثاء تشبه تماما أبواق نظام العقيد، وتذكر أيضا بأبواق نظام بعثي آخر لم يعد له اليوم أثر، وهو نظام صدام حسين…
الصور تتشابه فعلا، وتؤكد أن الأنظمة الديكتاتورية التي لا تتردد في قتل مواطنيها وتكسير عظامهم، لا يمكن أن يطلب منها أن تتعامل باحترام مع بلدان أخرى، ولو كانت شقيقة، وهذه الأنظمة لا تكتفي ببلطجية الديبلوماسيين، إنما تطلق أيضا بعض أشباه النشطاء والكتاب والمعلقين لممارسة الرعونة نفسها في بلاتوهات القنوات التلفزيونية، كما جرى ليلة اجتماع نيويورك في برنامج شهير تبثه فضائية عربية، حيث قام أحد أزلام نظام بشار بالاعتداء بالضرب على الصحافي والكاتب المعارض محيي الدين اللاذقاني، مباشرة على الهواء.
بالنسبة لبلادنا فهي أكبر من أن تتأثر بكلام طائش وأخرق يصدر عن واحد من ممثلي نظام دموي متخلف، وهي اليوم عبر مجلس الأمن تمارس دورها وصلاحياتها كعضو منتخب، ولا تسعى، بمعية دول عربية وأجنبية أخرى، سوى إلى وقف حمام الدم الذي يقترفه بشار الأسد وشبيحته، وبالتالي إنقاذ أرواح الناس الأبرياء، وتثبيت الاستقرار والطمأنينة في سوريا، والأمن والحرية لشعبها.
هنا الأهم والغاية والهدف، أما عدا ذلك من جنون فهو لايصدر سوى عن الخائفين، والذين يقتربون من حتفهم.
لأهلنا في سوريا السلام والأمل في الخلاص وفي الحرية.
[email protected]

Top