
بالنسبة للمغرب، فهو الذي ما فتئ يكرر دائما دعوته إلى حل سياسي نهائي وعادل ومتوافق عليه للنزاع المفتعل حول وحدته الترابية، بل إن مقترحه بهذا الخصوص هو التصور الجدي الوحيد الموجود اليوم فوق الطاولة، ويحضى بتقدير كثير من الأوساط الدولية، بالنظر لواقعيته وجديته…
وفي السياق ذاته، فإن المملكة كانت السباقة إلى تنبيه المجتمع الدولي إلى ما يتهدد منطقة الساحل والصحراء من مخاطر تتعلق بالأمن والاستقرار، كما أنها نبهت، غير ما مرة، إلى التواطؤات المسجلة بين (البوليساريو) والجماعات الإرهابية وعصابات التهريب في المنطقة، وما يخلفه ذلك من أخطار أمنية واقتصادية، وهو ما حذر منه كذلك وزير خارجية مالي مؤخرا…
واليوم صار الكثيرون في المنطقة وعبر العالم يقتنعون بكل ما كان المغرب ينبه إليه في السنوات الأخيرة، ولهذا بات من الملح تسريع وتيرة البحث عن حل سياسي نهائي لنزاع الصحراء.
من جهة أخرى، تأتي جولة روس قبيل اجتماع مجلس الأمن الذي سيشهد تقديم الأمين العام لتقرير حول تطور المفاوضات المتعلقة بنزاع الصحراء، وهي المناسبة التي بقدر ما سيسعى خصوم الوحدة الترابية للمملكة إلى استغلالها لتكرار ما سبق أن نادوا به أكثر من مرة، وترديد نفس الأسطوانة، فإن الرباط مطالبة، من جهتها، بوضع المجتمع الدولي مرة أخرى أمام تحدي الظروف الخطيرة التي تعيشها المنطقة برمتها، وأن تعيد «الهجوم» أيضا بمقترح الحكم الذاتي الذي يجسد الحل السياسي الواقعي والجدي للنزاع، وتكثف تحركاتها الديبلوماسية والميدانية للدفاع عن حق شعوب المنطقة في العيش بسلام وأمن، والانكباب الجماعي على قضايا التنمية والديمقراطية والتقدم.