جهة تادلة أزيلال: الصناعة التقليدية .. إمكانيات كبيرة في انتظار تجاوز الإكراهات

الصانع التقليدي مطالب بالمحافظة على أصالة المنتوج
يعتبر قطاع الصناعة التقليدية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لجهة تادلة أزيلال، وذلك بفضل مجموعة من المنتجات التي تميز هذه المنطقة، مما يستدعي النهوض بهذا القطاع ليصبح رافعة أساسية ومهمة للاقتصاد المحلي والجهوي.
ويتطلع الفاعلون في مجال الصناعة التقليدية بجهة تادلة أزيلال إلى المزيد من تضافر الجهود لتجاوز المعيقات التي تحد من تسويق منتوجات هذا القطاع سواء على الصعيد الوطني أو التعريف بها على المستوى الدولي.
وإذا كانت منتوجات الصناعة التقليدية بهذه الجهة تتميز بعراقتها وتنوعها وغناها، فقد أصبح الصانع التقليدي بفضل المهارات التي اكتسبها في هذا المجال مطالب بالعمل على المحافظة على أصالتها وعلى السمعة التي تتميز بها خاصة النسيج البزيوي والزربية القروية.
ويبقى قطاع الصناعة التقليدية بهذه الجهة حبيس مجموعة من الإكراهات من بينها ظروف الإنتاج الغير مناسبة، وضعف هيكلة شبكة التسويق والتوزيع وضعف نظام التكوين، وهو ما خلصت إليه دراسة أنجزت بهدف بلورة إستراتيجية تنمية القطاع التي قدمت مؤخرا بمدينة بني ملال، خلال حفل توقيع عقد برنامج مخطط التنمية الجهوية للصناعة التقليدية لجهة تادلة أزيلال.
ويضع مهنيو هذا القطاع آمالا عريضة في هذه الإستراتيجية التي تتماشى والطموحات المستقبلية للقطاع بناء على استثمار القدرات واستغلال الصورة المتميزة لبعض المنتجات ذات الجودة الرفيعة بالجهة بشكل يمكن من دعم نقط القوة وتوظيف الفرص التي تم تحديدها مع مواجهة نقط الضعف والمخاطر المرتبطة بالقطاع.
ومن شأن مخطط التنمية الجهوية للصناعة التقليدية لجهة تادلة أزيلال أن يجعل هذا القطاع يتبوأ المكانة التي يستحقها ضمن النسيج الاقتصادي المحلي والجهوي والوطني، وأن يساهم، بدوره، في تقوية وتنويع روافد التنمية الاقتصادية بالجهة وجلب الاستثمارات والرفع من نسب مساهمتها في الناتج الداخلي الوطني، وخلق فرص وافرة للشغل.
وتكمن أهمية هذا المخطط في المقاربة التشاركية التي اعتمدت لبلورته ليكون قابلا للأجرأة والتنفيذ، حيث سمحت هذه المقاربة بإشراك كافة المتدخلين بالقطاع وتعبئة مختلف الموارد البشرية والمادية والتقنية، لخلق الشروط المناسبة لجعل الجهة قطبا متميزا للصناعة التقليدية.
ويرتكز برنامج العمل للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية بالجهة على محاور إستراتيجية تهم دعم تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة المهيكلة، وتحسين مداخيل الصناع الفرادى وظروف عملهم، والترويج لهذا المنتوج في الأسواق المستهدفة لاسيما التصدير، فضلا عن تنظيم دورات في التكوين المستمر لفائدة الصناع التقليديين خاصة في حرف الدباغة والجلد والمصنوعات النباتية والأسلحة التقليدية والخشب المنحوت والفخار والنسيج البزيوي.
وسيتيح مخطط التنمية الجهوية للصناعة التقليدية للجهة الفرصة للتوفر على رؤية إستراتيجية متماسكة ومندمجة وعلى برامج للعمل وآليات للتنفيذ والتتبع للمشاريع التي يتم تسطيرها لتثمين هذا القطاع وتطويره وتنميته.
ويتضمن هذا المخطط 60 مشروعا بقيمة إجمالية تبلغ 85،108 مليون درهم على مدى خمس سنوات. وقد تم تحديد أهداف إستراتيجية طموحة لهذا المخطط خلال هذه الفترة، تتجلى في تحقيق أكثر من 780 مليون درهم كرقم معاملات إجمالي، وتوفير أكثر من 13 ألف منصب شعل دائم على مستوى الفاعلين في مجال الإنتاج، وتكوين أزيد من 1270 خريج بنمط التدرج المهني.

Top