‎اتحاد طنجة مرشح فوق العادة للصعود وإقبال جماهيري ضعيف وبنيات تحتية متهالكة

حصيلة بطولة القسم الثاني لكرة القدم خلال مرحلة الذهاب
‎عبرت أندية القسم الثاني لكرة القدم خلال مرحلة الذهاب، باعتماد التعاقد مع اللاعبين والمدربين، وسط ركام من المشاكل التقليدية الثابتة، المرتبطة بواقع مرير للممارسة، فوحده التنافس من أجل المواقع في الترتيب العمودي يسيطر ويجسد الخوف من السقوط، والصراع من أجل الصعود بالنسبة لمراتب المقدمة.
‎في هذا الوضع، لم يتنازل فريق اتحاد طنجة عن الصدارة، منفردا بالرتبة الأولى بأرقى رصيد، حيث جمع 35 نقطة من عشر انتصارات وخمس تعادلات، مع تفادي الهزيمة، وبرز فريق طنجة بأقوى دفاع، حيث لم يستقبل مرماه سوى ثلاثة أهداف في خمسة عشر مباراة، ويبتعد اتحاد طنجة عن مرافقه ومطارده فريق مولودية وجدة بثمان نقط، وعن الاتحاد الملولي المحتل للرتبة الثالثة بإحدى عشر نقطة.
‎شهدت مرحلة الذهاب في دوري القسم الثاني 120 مباراة، سجل فيها 226 هدفا، ودوري القسم هدافه من مالي علي تيام، لاعب المولودية الوجدية بتوقيع عشرة أهداف، وبقي الدوري وفيا لحركة تنقلات المدربين، حيث أن خمسة فرق فقط حافظت على استقرارها التقني رغم الهزات، أمين بنهاشم (اتحاد طنجة)، حسن أوغني (مولودية وجدة)، حسن فاضل (اتحاد تمارة)، نجيب حنوني (شباب المسيرة)، عبد الحق ماندوزا (الراك).
‎هذا في وقت يتعاقب فيه ثلاثة مدربين على تأطير فريق الرجاء الملالي (أحمد نجاح، منير الجعواني، محمد الأشهبي)، نفس الوضع في فريق شباب قصبة تادلة (الحسين أوشلا، سعيد ميمي، محمد مديحي)، وكذا يوسفية برشيد (محمد البكاري، مصطفى نجمي وأحمد حشحاش)، ومدربان بالنسبة لثمانية فرق.
‎يبقى اتحاد فريق المحمدية الأضعف في المردود، ظل حبيس الرتبة الأخيرة بعشر نقط فقط، فلم يحقق سوى فوز واحد رفقة النادي المكناسي، وتلقى الهزيمة في سبع مباريات، حيث أنهى مرحلة الذهاب منفصلا عن مدربه امحمد نجمي، وعوضه بزميله منير الجعواني، ويتميز فريقا اتحاد تمارة رفقة مدربه حسن فاضل (23 هدفا)، والاتحاد الملولي مع المدرب التونسي فريق شوشان (22 هدفا)، بأقوى هجوم في الدوري، ويبقى فريق الراك بأضعف دفاع، وفقد استقبلت مرماه في الذهاب (23 هدفا).
‎وتعذبت فرق في هذا الشطر، حيث تر عليها تحقيق الفوز في ملعبها: اتحاد المحمدية، شباب هوارة، رجاء بني ملال، جمعية سلا، أولمبيك الدشيرة، النادي المكناسي، فأكبر التعادلات يوجد في رصيد الرجاء الملالي، الذي خرج متعادلا في عشر مباريات.
‎كما أفرز الدوري مشاكل في البنية التحتية، وأسوأ الملاعب ظهر في فاس (ملعب الحسن الثاني)، بأرضية متردية، وفي المحمدية ملعب البشير المهمل والذي تجسد أرضية رقعة التباري خطرا على اللاعبين، إضافة إلى أعمدة الإنارة المتلاشية والآيلة للسقوط؟ فملعب البشير أغلقه مسؤولو المدينة مؤخرا بداعي الإصلاح، مما زاد في متاعب فريق الإتحاد الذي يتدرب في الغابة وعلى الشاطئ، وهذا الوضع يزيد من حجم المعاناة.
‎فحتى الإقبال الجماهيري على المباريات ضعيف في القسم الثاني، وأكبر عدد من المتفرجين تسجله المباريات التي يجريها فريق اتحاد طنجة في ملعبه، فبعض اللقاءات يتابعها أقل من مائة متفرج، والأرقام صادمة في هذا المجال.
‎في مدار القسم الثاني تنافس قوي، منح، أجور، عقود، مواهب وطاقات، أطر وكفاءات، لكن في نظام تائه بين الهواية والاحتراف، بدون أهداف ترمي إلى تأهيل اللاعبين لمستوى أرقى، يبقى التنافس عموديا من أجل صعود فريقين في المقدمة، وتفادي النزول بالنسبة للمقعدين الأخيرين، هكذا تدخل الأندية مرحلة الإياب والعد العكسي بطموحات متباينة، فهل من إصلاح؟..

Top