قال تسونيو كوروكاوا سفير اليابان بالمغرب، إن مدينة فاس العريقة معروفة عالميا بغناها وتفردها الثقافي والروحي وطابعها المعماري الفريد والمتنوع الذي يعكس حضارة عريقة وتاريخا زاخرا.
وأضاف كوروكاوا مؤخرا بفاس خلال افتتاح فعاليات مهرجان التبادل الثقافي الأول فاس كيوطو الذي تنظمه الجماعة الحضرية لفاس بشراكة وتعاون مع سفارة اليابان بالمغرب، أن البعد الجغرافي الكبير الذي يفصل بين المغرب واليابان لم يمنع أبدا من إقامة تعاون متنوع ومثمر بين البلدين والشعبين.
وأضاف السفير الياباني في المغرب أن هذا التعاون والشراكة اللذين أرسى دعائمها البلدان يعكسان بحق علاقات الصداقة القائمة بين الشعبين اللذين يحتفلان معا خلال هذه السنة بمرور الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية المغربية اليابانية، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يروم بالأساس تكريس تفاهم أكثر بين المغرب واليابان بصفة عامة وبين مدينتي فاس وكيوطو بصفة خاصة. وأوضح أن لدى المغاربة واليابانيين العديد من القواسم المشتركة خاصة فيما يتعلق بتنوع وغنى التقاليد العريقة واحترام الآخر مضيفا أن القيم المشتركة التي يدافع عنها البلدان بإمكانها أن تساهم في دعم وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين منذ أكثر من 60 سنة .
ومن جهته أكد إدريس الأزمي الإدريسي رئيس الجماعة الحضرية
لفاس أن تنظيم هذه الاحتفالية التي تندرج في إطار تخليد الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المغرب واليابان تشكل مناسبة لدعم وتقوية علاقات التعاون والشراكة بين البلدين من خلال تكريس آليات ومرتكزات التبادل الثقافي بين مدينتي فاس وكيوطو العريقتين .
وقال إن المدينتين لهما قواسم مشتركة باعتبارهما حاضرتين حافظتا على عبق التاريخ وعلى التقاليد العريقة كما ساهمتا في إغناء وتطوير الموروث الثقافي والحضاري للبلدين مشيرا إلى أن هذا المهرجان الذي ينظم بشراكة بين المدينتين يهدف بالأساس إلى التعريف أكثر بالخصوصيات والمكونات المشتركة بين الحاضرتين وتثمينها خدمة لمصالح البلدين الشقيقين المغرب واليابان.
وبدوره أكد هيتوشي توجيما الممثل المقيم للوكالة اليابانية للتعاون الدولي على أهمية تنظيم هذا الحدث الثقافي والفني الذي يستهدف دعم وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المغرب واليابان وتطوير آفاق الشراكة لتشمل مختلف المجالات.
وأوضح أن مهرجان التبادل الثقافي الأول فاس كيوطو، يشكل فرصة لتكريس التبادل والتعارف وكذا لتنمية وتطوير التواصل وإقامة علاقات شراكة في الميادين العلمية والتقنية والاقتصادية .
ومن جانبه تحدث إبراهيم أقديم نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عن بعض مظاهر التاريخ العريق للبلدين وكذا موقعهما الجغرافي والاستراتيجي مشيدا بقوة ومتانة علاقات التعاون والشراكة التي أقامتها جامعة فاس مع الجامعات اليابانية والتي تهم مختلف المجالات العلمية والثقافية.
ويروم مهرجان التبادل الثقافي الأول فاس كيوطو، الذي نظم بشراكة وتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس التعريف بالموروث الثقافي لمدينتي فاس وكيوطو وكذا تقديم بعض مكونات هذا التراث للجمهور باعتباره يكرس التوافق الحاصل في الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للمدينتين ويعزز تشابههما الجغرافي إلى جانب مكانتهما في صدارة المدن العالمية التراثية.
كما يسعى هذا الحدث الثقافي والفني الذي استمر يومين إلى تسليط الضوء على دارسي اللغة اليابانية بالمغرب وإبراز دورهم في توطيد العلاقات بين البلدين وتطويرها لما يخدم مصلحة الشعبين المغربي والياباني .
وتضمن برنامج هذا المهرجان الذي يأتي تنظيمه في إطار تعزيز وتقوية التعاون والتعريف بالمدينتين العريقتين فاس المغربية وكيوطو اليابانية من حيث الثقافة والعلم والتاريخ، تنظيم عدة أنشطة وفقرات من بينها لقاءات وندوات وموائد مستديرة ومعارض للصور تؤرخ لفترات تاريخية ذهبية للمدينتين بالإضافة إلى ورشات للتعريف بالثقافة اليابانية ومعارض للمنتوجات الحرفية للمدينتين فضلا عن مجموعة من الأنشطة الأخرى.
وموازاة مع الندوات والعروض التي تم تقديمها في إطار هذه الاحتفالية، عرفت هذه التظاهرة تقديم مشترك لرقصة تقليدية استعراضية يابانية “صوران بوشي” أداها طلبة اللغة اليابانية بجامعة فاس ويابانيين من متطوعي (جايكا) وكذا وصلات موسيقية مغربية ويابانية أداها بشكل مشترك مجموعة من الطلبة المغاربة واليابانيين.
كما تم تنظيم ندوة فكرية حول موضوع ” البعد التاريخي والثقافي بين مدينتي فاس وكيوطو .. أوجه التشابه والتقارب ” أطرها باحثون من المغرب واليابان، وكذا بعض الطلبة اليابانيين الذين يتابعون دراستهم بجامعة فاس، نلاها فتح نقاش حول المغرب واليابان والتصورات الكفيلة بتنمية وتطوير علاقات التعاون والشراكة.
مهرجان التبادل الثقافي الأول فاس كيوطو
الوسوم