المدير التقني مصطفى النجاري يتحدث لـبيان24 عن طموح احتلال مركز ضمن الـ 20 الأوائل أولمبيا
قال مصطفى النجاري المدير التقني بالجامعة الملكية المغربية للدراجات، «إنه لم نقرر بعد في الأسماء الأربعة التي ستشارك خلال الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو».
وأضاف النجاري في حوار مع «بيان اليوم»، أن منتخب الدرجات مقبل على المشاركة في العديد من السباقات بكل من دول سلوفاكيا وفرنسا والبرتغال، قبل التنقل إلى البرازيل.
وأوضح البطل الدولي السابق، أن المغرب دأب كل سنة على تنظيم بعض الطوافات التي تدخل ضمن أجندة السباقات الدولية، مشيرا، أن الدراجة المغربية تمكنت من احتلال مركز الصدارة إفريقيا في السنوات الأخيرة.
وختم حديثه بأن الجامعة تطمح للمنافسة على المراكز 20 الأوائل، مؤكدا في نفس الوقت أن التأهل في حد ذاته للألعاب الأولمبية يعتبر في حد ذاته إنجازا لا يستهان به.
< تحدث عن لنا أولا عن عدد المقاعد التي ضمنتها الدراجة المغربية بدورة أولمبياد ريو 2016، وعن الأسماء التي من المرتقب أن تشارك فيها؟
<< في القارة الإفريقية تأهل 9 متسابقين منهم 4 من المغرب و2 من الجزائر وواحد من دول إريثيريا وتونس وروندا وجنوب إفريقيا.
وأعتبر أن هذا التأهل الذي حققه المتسابقون المغاربة يدخل في إطار عقدة الأهداف التي أبرمناها مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية.
وإلى حدود الآن لم نحدد بعد لائحة الأسماء النهائية التي ستشارك بدورة ريو الأولمبية، لأننا ما زلنا في طور الاستعداد وأمامنا سباقات دولية في هذه الأشهر المقبلة.
ومن بين الأسماء التي كانت مرشحة للمشاركة هناك صلاح الدين المراوي، لكن للأسف تعرض لإصابة على مستوى رجله خلال طواف المغرب، وبالتالي لن يكون بمقدوره المشاركة في دورة ريو وهو مصاب.
وعلى العموم، توجد أسماء أخرى مرشحة لحمل القميص الوطني خلال دورة ريو دي جانيرو، وفي مقدمتهم، محسن لحسايني وسفيان هدي المحترف بنادي دبي الإماراتي وآيت عبلة أناس المحترف بسويسرا وكوراجي محسن وآخرون .. لكن الإعلان الرسمي عن اللائحة النهائية سيكون لاحقا.
< كيف تجري الاستعدادات التي تسبق دورة ريو 2016، وما هو البرنامج الذي وضعته الإدارة التقنية لتحقيق الأهداف المسطرة؟
<< حتى الآن خضنا بعض الطوافات، كان آخرها طواف تونس الذي عرف مشاركة العناصر الوطنية، أما بداية شهر يونيو سنشارك بسباق بسلوفاكيا، ومباشرة بعد ذلك، سنقيم معسكرا مغلقا بفرنسي، تتخلله مشاركات في عدة سباقات بمختلف الدول الأوروبية، على أن نتنقل لاحقا إلى البرتغال من أجل خوض سباق هناك.
كل هذه المشاركات ستكون بالقارة الأوروبية، وهي بمثابة استعداد حقيقي قبل خوض دورة أولمبياد ري ودي جانيرو.
وأريد هنا أن ألفت الانتباه إلى ملاحظة أساسية، وهى أن المتسابقين المغاربة هواة وخلال السباقات لا يتجاوزون حاجز 200 كلم، في حين أن السباقات خلال الألعاب الأولمبية تصل لـ207 كلم، الشيء الذي سيحتم على الدراجين المغاربة بذل جهد مضاعف.
< ما هي الإضافة التي تشكلها المشاركة بمختلف التظاهرات التي تقيمها الجامعة الملكية المغربية للدراجات على الصعيد الوطني؟
<< تعتبر التظاهرات التي تقام داخل أو خارج أرض الوطن، فرصة للتنافس مع باقي المنتخبات بغية جمع أكبر عدد من النقط للتأهل إلى الألعاب الأولمبية أو بطولة العالم، وما تنيظم الجامعة الملكية المغربية للدراجات، كل سنة لطواف المسيرة الخضراء وطواف المغرب وتشالانج الأمير مولاي الحسن وتشالانج المدن الفوسفاطية، إلا مساهمة في منح المتسابقين المغاربة بمختلف الفئات فرصة الاحتكاك والتنافس، مع مدار دولية أجنية من مختلف القارات.
وعلى هذا الأساس نحاول المشاركة في التظاهرات من أجل جمع أكبر عدد من النقاط من أجل اعتلاء المرتبة الأولى إفريقيا، وهذه الأهداف المتفق عليها مع الرئيس محمد بلماحي، ولعل أبرزها ضمان التأهل إلى الألعاب الأولمبية، وهذه هي السنة السادسة على التوالي التي نحتل فيها مركز الريادة أفريقيا.
< كيف كان الحضور خلال دورة لندن 2012، وماذا استفدتم منها؟
<< شارك 3 متسابقين في دورة لندن 2012، لكن لم نحقق النتائج التي كنا نتمناها، حيث يبقى من المستحيل الفوز بإحدى الميداليات خلال الدورات الألعاب الأولمبية، نظرا لتنافس أبطال عالميين طيلة السنة بطوافات فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، كما أن هؤلاء الأبطال الكبار ينتمون لمدارس عتيدة وفرق كبيرة التي تصل ميزانيتها السنوية لـ 30 مليون يورو، الشيء الذي يجعل إمكانية المنافسة مستحيلة.
ويمكن أن أشير هنا، إلى أن رواتب الأبطال العالميين تبقى جد مرتفعة، مقارنة مع رواتب المتسابقين المغاربة والتي تبقى جد ضعيفة.
ففي سنة 2012 دخل المتسابق عادل جلول في الرتبة 56 بفارق أقل من دقيقة عن صاحب المرتبة الأولى، مع العلم أن هذا الترتيب أفضل بكثير من ماحققته المشاركة في دورات 60 بروما و1984 بلوس أنجلس و2012 بلندن، وسنطمح هذه السنة لدخول متسابقينا من بين 20 أو 30 الأوائل.
< ما الأشياء التي تغيرت في الدراجة المغربية خلال السنوات الأخيرة؟
<< خلال السنوات الماضية عاشت الدراجة المغربية حقبة وصفت بالضعيفة والسيئة، لكن منذ وصول الإدارة الجديدة برئاسة محمد بلماحي سنة 2008 أصبحنا نلمس نوعا من الاستمرارية ويتجلى ذلك في تنظيم طواف المغرب كل سنة، وتنظيم سباقات دولية داخل المغرب، إضافة إلى ارتفاع عدد المنخرطين، من حيث عدد الأندية إذ وصلت إلى 95 ناديا، في حين أن عدد المشاركين في مختلف السباقات فاق 250 مشاركا، وهذا انجاز لم يسجل في أية رياضة أخرى باستثناء الملاكمة.
< كيف ترى تصنيف الدراجة المغربية على المستويين العربي والإفريقي؟
<< لازال المنتخب الوطني للدراجات في المقدمة على المستويين العربي والإفريقي حيث أن النتائج وترتيب الاتحاد الدولي للدراجات يبين أن الفريق الوطني مازال يحتل أولى المراتب منذ سنوات.
وعلى المستوى العربي، نكتسح كافة البطولات التي نشارك فيها من الألف إلى الياء، لكن بالنسبة للمستوى الدولي مازلنا بعيدين كل البعد عن قيمة المتسابقين الأوروبيين أو الأمريكيين الذين يفوقوننا على جميع الأصعدة.
< وما الأسباب الكامنة وراء ذلك؟
<< السبب هو أن في دول عالم الثالث مازلت المشاركات مقتصرة فقط على المنتخبات الوطنية، في حين أن المتسابق الأوروبي على سبيل المثال يشارك رفقة بلده الذي يمثله فقط في دورة الألعاب الأولمبية، أما في الطوافات فانه يشارك رفقة أندية محترفة.
ويتوفر المنتخب الوطني المغربي على 3 أسماء محترفة في الإمارات، سفيان هدي، عادل جلول وسعيد أبلواش وكلهم ينتمون لصنف “كونتنونتال”، ويمكن أن أضيف هنا حتى قيمة الجوائز المالية خلال إحدى الطوافات العالمية تتجاوز مبلغ مثلا 6 ملايير سنتيم، في حين أن الجامعة بأكملها لا تتعدى ميزانيتها السنوية مبلغ المليار سنتيم.
وإذ أردنا أن نكون في المستوى العالمي، فيجب على الفرق المحترفة أن تستدعي متسابقينا للمشاركة في التظاهرات التي ينظمونها، عند ذلك يمكن ترقب تحقيق نتائج جيدة على المستوى العالمي.
< فسر لنا قضية أن كل سنوات نرى أبطال جدد، لكن مع توالي السنوات نلاحظ مشكل عدم الاستمرارية؟
<< التبرير الوحيد لهذا المشكل هو أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها أصبحت لا تعطي لرياضة الدراجات الحيز الذي تستحقه، وأصبح الاهتمام يقتصر على كرة القدم بدرجة كبيرة، فعندما كنت أمارس رياضة سباق الدراجات، كانت مختلف الجرائد الوطنية تتهافت على كتابة كل المستجدات المتعلقة بالطوافات التي كانت المنتخب يشارك فيها.
ويمكن الآن، أن أتحدث عن مشكل كروية الرياضية في المغرب، حيث باتت كل الأخبار والمستجدات تتعلق بكرة القدم تحتل حيز 95 في المائة من مجموع الأخبار المقدمة في وسائل الإعلام، بينما تعيش الرياضات الأخرى تهميشا كبيرا أثر بدوره على منحى رياضة سباق الدراجات في المغرب.
< ما أهم المخططات التي وضعتها الإدارة التقنية مستقبلا ؟
<< باتت الجامعة ترسل متسابقين مغاربة للاستفادة من المركز الدولي المتواجد بسويسرا من أجل تلقي تكوين أفضل، مع إمكانية خوض سباقات دولية رفقة محترفين من العيار الثقيل.
مع العلم أننا نتوفر الآن على متسابقين في فريق “سكاي داي دبي” هم عادل جلول وهدي سفيان وسعيد أبلواش في نادي النصر الإماراتي.
وسنعمل مستقبلا على إرسال العديد من الشباب إلى هذا المركز من أجل تمكينهم من خوض سباقات دولية والتي من المرتقب أن تحتضنهم بعض الفرق المحترفة.
< كلمة أخيرة؟
<< الجامعة تعمل كل ما في استطاعتها للرفع من قيمة الدراجة المغربية عربيا وإفريقيا ودوليا، ونسعى دائما إلى برمجة معسكرات داخل وخارج المغرب تهم فرق الشباب. وهنا أريد أن أوجه الشكر لوزارة شباب والرياضة على كل المجهودات التي تقوم بها من أجل تهيئ المتسابقين، كما أطالب بضرورة اهتمام الإعلام المغربي بأخبار ومستجدات الدراجة المغربية.
حاوره: عادل غرباوي