‎الفيلم المغربي «هم الكلاب» يحظى بإعجاب الجمهور التونسي خلال عرضه ضمن أيام قرطاج السينمائية

حظي الفيلم المغربي “هم الكلاب” للمخرج هشام العسري،  خلال عرضه اليوم الأربعاء في العاصمة التونسية، ضمن مسابقة أيام قرطاج السينمائية،  بإعجاب واستحسان الجمهور التونسي الذي حج بكثافة لمتابعة هذا العمل الدرامي  المتميز. وقد استقت وكالة المغرب العربي للأنباء آراء عينة من الجمهور الذي أشاد عقب عرض  الفيلم بموضوعه “النضالي الذي تناول صيرورة التحولات والحراك الذي عرفته المنطقة  العربية بشكل عام”، وكذا بمستواه الجمالي، منوهين، في نفس الوقت، بالأداء الفني  المتميز الذي ظهر به بطل الفيلم الممثل حسن باديدة “لدرجة التماهي مع الشخصية،  وتمثل عوالمها النفسية الداخلية ومكوناتها الانسانية والدرامية”.
كما أشاد هؤلاء بالتطور الذي عرفته السينما المغربية خلال السنوات الأخيرة  والذي أوصلها الى “العالمية” من خلال عدد الأفلام التي يتم إنتاجها كل سنة،  والجوائز التي يحصل عليها عدد منها في مهرجانات وملتقيات سينمائية كبرى، وذلك بفضل  سياسة سينمائية ترتكز عل دعم الدولة من جهة وتوفير البنيات السينمائية المناسبة،  واحتضان عدد من المهرجانات العالمية من جهة أخرى.
ويتناول فيلم “هم الكلاب”، الذي قام ببطولته الممثل حسن باديدة، قصة أحد معتقلي  أحداث 1981 بالدار البيضاء أفرج عنه بعد ثلاثين سنة من السجن في سياق “الربيع  العربي”، ليبدأ رحلة استعادة الزمن المفقود والذاكرة المتلاشية في بحث عن أسرته  بمساعدة طاقم تلفزيوني كان بصدد تغطية إحدى “التظاهرات  الاحتجاجية”.
وسبق لفيلم “هم الكلاب” أن حاز عدة جوائز، منها جائزة أفضل ممثل وجائزة لجنة  التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم للممثل الرئيسي في  الفيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وجائزة النقاد وجائزة أفضل ممثل في كل  من مهرجان طنجة ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل  في مهرجان السينما الإفريقية بقرطبة، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الجزائر  للسينما المغاربية ، إضافة إلى تنويه خاص من قبل لجنة تحكيم صنف الأفلام الطويلة  بالمهرجان اللاتيني الأمريكي للفيلم العربي بالأرجنتين مؤخرا.
ويتنافس على جوائز المهرجان إضافة إلى فيلم “هم الكلاب” 14  فيلما في مسابقة  الأفلام الروائية الطويلة ، و16 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة التونسية ، و19  فيلما في صنف الأفلام الوثائقية ، تنتمي ل 22 بلدا عربيا وافريقيا.
وقد تم عرض الفيلم الوثائقي المغربي “جدران ورجال” لدليلة النادر ضمن أيام قرطاج السينمائية التي انطلقت يوم 29 نونبر المنصرم وتستمر إلى غاية 6 دجنبر الجاري.
ويغوص فيلم “جدران وحيطان”، الذي يتنافس إلى جانب 18 فيلما آخر على نيل جائزة الأفلام الوثائقية لهذه التظاهرة السينمائية ال25، حسب نقاد، في العوالم السفلية للمدينة العتيقة للدار البيضاء، مسلطا الضوء على “انكسارات وأحلام سكانها”، مصورا ” ندوب مدينة وأهلها الموزعين بين زمن يهيمن عليه بؤس اجتماعي وضياع وجودي وآخر يتطلع الى الانفلات من مدينة تسيج فيها الحيطان أحلام الرجال”.
وينقل سيناريو الفيلم، الذي كتبته دليلة النادر ووضع موسيقاه هشام حطاب، عبر صور من فضاءات معتمة تارة ومفعمة بالضوء أخرى ، حكايات وجوه شعبية بالمدينة العتيقة للدار البيضاء ، ” يمزقها واقع تغيب فيه شروط تنمية متوازنة وتمدين يراعي متطلبات حياة كريمة لمواطنين اكتووا بنار المعيش اليومي الصعب، متطلعين إلى إدراجهم في الدورة التنموية الطبيعية لبلدهم”.
وكانت فعاليات أيام قرطاج السينمائية قد افتتحت مساء يوم السبت الماضي بالمسرح البلدي بالعاصمة التونسية بعرض فيلم “تمبكتو” للمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو الذي يتناول موضوعة التطرف الديني بدول الساحل الإفريقي من خلال تصوير المدينة، المعروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم فنيا وثقافيا، وقد سقطت تحت سيطرة مجموعة متطرفة، باسم الدين تصدر فتاوى تبيح القتل والرجم وزواج القاصرات بالقوة، وتمنع الموسيقى، وتحرم عمل المرأة وتصادر كل الحريات.
ويترأس المنتج والمخرج والممثل الأمريكي داني غلوفر لجنة التحكيم الكبرى الخاصة بالأفلام الطويلة، التي تضم كلا من اللبنانية ريما خشاش والسينغالي موسى توري والتونسية سلمى بكار والمصرية منة شلبي والجزائري نذير مقناش والسويسري ريناتو بيرتا.
وبخصوص لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فيترأسها اللبناني بيار أبي صعب ، وتتكون من رضا بن جلون (المغرب) ورجاء العماري (تونس) وويليام مباي (السينغال) وخديجة سالمي (اليمن).أما لجنة تحكيم المسابقة الوطنية الخاصة بالأفلام القصيرة التونسية فتترأسها الممثلة الأردنية صبا مبارك ، وتضم في عضويتها كلا من الجزائري عبد الكريم بهلول والفرنسية أليس كاروبي.

Top