أقيمت مؤخرا بمدينة الإسكندرية فعاليات ملتقى” دورك” التي تنظمه على مؤسسة (أنا ليند) الأورومتوسطية ، وناقش الحوار بين الثقافات والمواطنة في المجتمعات المتعددة الثقافات .
وهدف هذا الملتقى الذي استمر يومين الضوء على إنجازات برنامج “دورك” بعد مرور عامين على إطلاقه في تسع بلدان عربية، وذلك عن طريق عرض التجارب الناجحة، وأهم التحديات التي واجهت تنفيذ هذا البرنامج.
كما هدف الملتقى إلى وضع تصور مستقبلي للمرحلة المقبلة من البرنامج من خلال حشد الأفكار بين منظمات المجتمع المدني وشركاء مؤسسة (أناليند ) ومختلف هيئاتها، وأيضا بواسطة تعزيز التشبيك في ما بينهم.
وتضمن جدول أعمال هذا الملتقى الذي ترأس افتتاحه أندري أزولاي بحضور أبو بكر حنفي، مساعد وزير الخارجية المصري ، وإسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء المصري، ورؤساء الشبكات الوطنية العربية لمؤسسة (أنا ليند) ، تنظيم مجموعة من ورشات العمل والحلقات النقاشية حول ” التبادل الثقافي المحلي” و”الكتب الإرشادية في تعليم المواطنة” و” الشباب في الحوار المحلي” و”الفن من أجل التغيير”.
كما ناقش المشاركون في ورشات ضمن الملتقى مواضيع حول “مهارات الحوار بين الثقافات” و”الإعلام والمجتمع المدني وإمكانية العمل معا” و”المواطنة في الثقافات المتعددة” و”خلق فضاءات للأفكار والمشاركة”.
وقد أكد أندري أزولاي ، مستشار صاحب الجلالة ، ورئيس مؤسسة ( أنا ليند )، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أهمية حوار الثقافات في التلاقح الحضاري وترسيخ قيم التسامح والتعارف المتبادل والفهم المشترك والاعتراف المتبادل والمساواة والعدالة على مستوى المنطقة الأورو متوسطية.
وأشار في هذا الصدد إلى دور الشباب والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والفنية في ترسيخ شراكة في المنطقة الأرومتوسطية تتجاوز منطق التبادل التجاري الحر وتعطي الأولوية للمصير المشترك والتوزيع العادل للثروات وحرية التنقل والعيش المشترك وحث الحكومات على الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها.
وكانت مؤسسة (أنا ليند ) الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات قد أطلقت برنامج “دورك مواطنون من أجل الحوار” استجابة للتغيرات التي حدثت في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وللمطالب الجديدة لتعزيز مهارات الشباب من مشاركتهم في بناء مجتمعات منفتحة وتعددية.
كما هدف برنامج “دورك” بشكل أساسي إلى تقديم الدعم لمشاركة المجتمع المدني في البلدان العربية والمتوسطية، وخلق فضاءات وفرص للتشبيك، وكذا أدوات للحوار مع الشركاء في البلدان الأورومتوسطية .
وقد تم تطوير برنامج “دورك” بالتعاون مع جميع الشبكات الوطنية لمؤسسة (أنا ليند)، بالإضافة لحكومات البلدان المعنية (وهو بمثابة تجمع كبير لمنظمات المجتمع المدني) وكذلك الجهات الفاعلة في مجال الحوار بين الثقافات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال أندري أزولاي إن المشاركين في برنامج (دورك) وهم حوالي 300 من مسؤولي منظمات المجتمع المدني والهيئات الشبابية بمنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط من المغرب إلى فلسطين ، سيستعرضون على مدى يومين حصيلة هذا البرنامج الذي هو أداة للحوار على المستوى الأورومتوسطي.
وقال إن مؤسسة أنا ليند توجه من خلال هذا الملتقى الذي تحتضنه مدينة الإسكندرية رسالة إلى أوروبا وإلى شمال المتوسط بضرورة إرساء قواعد جديدة للشراكة الأورومتوسطية.
وأشار من جهة أخرى إلى أن المؤسسة (أنا ليند) أصبحت الآن تضم 4100 منظمة غير حكومية من 42 بلدا متوسطيا بعد أن كانت تضم عندما تولى رئاستها حوالي ألف منظمة فقط ، الأمر الذي جعلها تحتل مكانة محورية في الشراكة الأورومتوسطية.
وأكد أندري أزولاي ، الذي تنتهي هذه السنة فترة رئاسته لمؤسسة (أنا ليند)، أن النتائج التي حققها على رأس المنظمة يعود الفضل فيها إلى المغرب الذي قدم له دعما كبيرا.
ويذكر أن تنظيم هذا الملتقى يتزامن والاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس المؤسسة. و في هذا الإطار أقيم أمس حفل بالقاهرة نظمته وزارتا الخارجية والثقافة المصريتان بحضور السيد أندري أزولاي مرفوقا بسفير المملكة المغربية بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ، السيد محمد سعد العلمي ، ورؤساء العديد من البعثات الدبلوماسية، ورؤساء الشبكات العربية لمؤسسة (أنا ليند) ومن بينهم محمد فهمي رئيس الشبكة المغربية، والمدير التنفيذي للمؤسسة وممثلون عن الشباب العربي الذين استفادوا من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة.