PPS.. تقوية الأداة الحزبية من أجل رفع التحديات المستقبلية

في إطار منتديات النقاش الجهوية الثلاث التي أعلن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن تنظيمها بمدن الرباط والدار البيضاء وأكادير، استعدادا لدورة اللجنة المركزية التي ستنعقد في الرابع والخامس من فبراير القادم، دشن مناضلو ومناضلات الحزب بعاصمة سوس، يوم السبت الماضي، أولى هذه المنتديات بتنظيم لقاء داخلي هام، احتضنته قاعة ابراهيم الراضي ببلدية أكادير.
هذا اللقاء الذي استقطب وفودا من مسؤولي الفروع، وأعضاء اللجنة المركزية، ومستشارين محليين وجهويين من ست أقاليم لجهة سوس ماسة، تطرق لموضوع رئيسي حمل عنوان “الحزب والمجتمع”، وتوزع على أربعة محاور هي “الحزب والجامعة”، “الحزب والنساء”، “الحزب والشباب”، و”الحزب والمجتمع المدني”.
في بداية هذا المنتدى الذي ترأست أشغاله فاطمة الشعبي عضوة المكتب السياسي للحزب، والذي شهد أيضا حضور أعضاء المكتب السياسي مصطفى الغزوي، وأحمد سالم لطافي، ومصطفى عديشان، وسعودي لعمالكي، بالإضافة إلى عدد من أطر الحزب من جهات عددية من المغرب، قدم مصطفى عديشان كلمة باسم المكتب السياسي، استعرض فيها طبيعة وأهداف الحدث، مشددا على أهمية هذه اللقاءات التي ترمي، بحسبه، إلى ابتكار ميكانيزمات وآليات عمل جديدة داخل مكونات المجتمع المغربي.
كما توقف مصطفى عديشان عند مختلف مراحل النضال التي خاضها حزب التقدم والاشتراكية عبر مسار طويل وشاق، تم خلاله استعمال وسائل نضالية “قديمة” حتمتها ظرفيات الماضي، وإكراهات متغيراته، قبل أن يمر حزب التقدم والاشتراكية، خلال السنوات الأخيرة، إلى نهج جديد مغاير يعتمد الشمولية والمقاربة الواقعية للأحداث دون التفريط في المبادئ السامية والمتجذرة للحزب.
بعد ذلك، تناول الكلمة الدكتور عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر بأكادير، الذي ركز على التغيرات العميقة التي عرفتها الحركة الطلابية داخل المؤسسات الجامعية.
وركز المتحدث، في السياق ذاته، على التراجع الذي ميز الحماسة الطلابية، منذ حوالي عشر سنوات، داخل الحرم الجامعي، والفتور الذي بات سائدا في هذا الوسط الذي تخرجت منه أطر وكفاءات سياسية وأكاديمية، وكان موئلا للزعماء ولرجال السياسة وكذلك لمهارات أكاديمية، مشهود بنشاطها داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وبعد استعراضه للمشهد الجامعي الجديد، شدد الدكتور عمر حلي على ضرورة ابتكار طرق جديدة تتلاءم وما يميز الوقت الراهن من ابتكارات غيرت المشهد الجامعي ومعالم الحياة في العديد من المجالات، وذلك من أجل مواكبة متطلبات الحالية والتناغم مع حاجيات الحياة المعاصرة، بما يخدم مصلحة البلاد ومستقبلها الديمقراطي.
وفي الجانب المتعلق بتطور المرأة داخل المجتمع، تطرقت الدكتورة كنزة القاسمي، عالمة الاجتماع، والأستاذة الباحثة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بأكادير، لمسلسل نضالات المرأة المغربية داخل المجتمع، موضحة أن إيجاد حلول لإشكالية المناصفة والمساواة أمر سيعود بالنفع على جميع مكونات الأمة، وبالتالي، تقول المتحدثة، علينا مواصلة النضال على هذا الدرب، مسلحين أولا، بما راكمته النضالات التي خاضتها المرأة قبل احتلالها المكانة الحالية في المحفل السياسي باقتدار كبير.
وفي مداخلته المتعلقة بالشباب، استعرض رشيد بوخنفر، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، وضعية شباب الحزب الذي اعتبره غير مسلح ولا مجهز بما يكفي لمواجهة التغيرات المتسارعة في المجتمع.
وهو ما يفرض، بحسب رشيد بوخنفر، القيام بثورة على مستوى المفاهيم وطرق التفكير والعمل، والتوجه إلى مكان تواجد الشباب عوض الاكتفاء بلقاءات مغلقة داخل مقرات الحزب.  
وارتباطا بقضايا النساء والشباب التي تم التطرق لهما خلال هذا اللقاء الأكاديري الغني والمثمر، حاول خالد ألعيوض، باحث وفاعل جمعوي، إيجاد نقاط التكامل بين الجانبين السياسي والجمعوي، في إطار ما أسماه “مقاربة القبول والتواصل”.
وفي مقاربته هاته، خلص خالد ألعيوض إلى صعوبة التوفيق بين السياسي والجمعوي، بسبب تصورات سلوكية تنبني على الحذر وتفضل إبقاء حاجز الحذر بين المعسكرين، داعيا إلى بناء جسور التعاون والعطاء بين الخصمين اللذودين، ورسم أهداف مشتركة لجهودهما، وتركيز مساهمتها على نفس الهدف.
وفي مساء نفس اليوم، التأم مناضلو ومناضلات الحزب، وضيوفهم الكثيرون، ضمن احتفالية دافئة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية “إيض يناير”، والتي نظمت بشراكة مع جمعية “منتدى الأجيال”، وبحضور جمهور غفير، استمتع بأداء عدة فرق موسيقية وفنانين وشعراء أمازيغيين، على رأسهم فرقة بوعزة العربي من خنيفرة، الفنان علي فايق، الشاعرة خديجة أروهال، والفكاهي محمد زربوبي.  
وشهد الحفل كذلك تكريم شخصية فنية مشهود لها بالعطاء وهو الفنان علي شوهاد الذي قدمه الأستاذ عبد اللطيف أوعمو، عضو الديوان السياسي للحزب، بكلمة وازنة ومؤثرة.
ولقيت فقرات الحفل استحسانا وتصفيقا من قبل الجمهور الذي استمتع كذلك بالطقوس الأمازيغية المعروفة في مثل هذه المناسبة، خصوصا مع تقديم الوجبة الأمازيغية الشهيرة “تاكلا”.
وكان حسن أومريبط، الكاتب الإقليمي للحزب بأكادير إداوتنان وعضو الجمعية، قد أكد في كلمة افتتاحية على أهمية ورمزية هذا الاحتفال من الناحية الثقافية، والتي تجلت أيضا من خلال أهمية الحضور الذي تابع فقرات الحفل، كما ونوعا. وأشار أومريبط أن هذه الأجواء ستكون حافزا للمنظمين لتطوير الاحتفال في السنوات القادمة، متعهدا بحضور شخصيات وازنة مستقبلا ضمن وفود مغاربية مهتمة كذلك بإحياء الثقافة الأمازيغية من خلال احتفالية “إيض يناير”.  

سعودي العمالكي

Related posts

Top