نظم ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بجامعة محمد الخامس بالرباط، والنيابة الجهوية للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بفاس، الخميس الماضي، ندوة علمية في موضوع: المتاحف بالمغرب فضاءات لصيانة الذاكرة الوطنية والمحلية، برحاب فضاء الذاكرة التاريخية بفاس .
وتأتي هذه الندوة في سياق دعم المعارف المتعلقة بوحدة: دروس من تاريخ وحضارة المغرب التي تشرف عليها الأستاذة دة أسماء وردي لفائدة طلبة ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط الذين توافدوا على مقر فضاء الذاكرة التاريخية حيث تم استقبالهم بترحاب حميمي مميز في احترام تام للإجراءات والتدابير الوقائية من جائحة كوفيد 19 .
وقبل انطلاق أشغال الندوة العلمية، تشرف الحاضرون بالاستفادة من جولة علمية لأروقة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة بتأطير د.جواد الفرخ، الإطار بالنيابة الإقليمية للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، حيث أفاد الزائرين بشروحات تاريخية حول إنشاء هذا الفضاء ومعروضاته.
وقد عرفت الندوة تقديم جلستين، افتتاحية وعلمية، تولت دة أسماء وردي تسيرهما بحكمة واقتدار، حيث تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، د. بدر الصيلي أشار فيها إلى: دور المتاحف في صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، مبرزا استراتيجية المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وبخاصة من خلق مثل هذه الفضاءات في مدن عديدة.
في حين أكد الدكتور سعيد هلاوي، في كلمته نيابة عن المنسق البيداغوجي لماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط الدكتور عبد الرزاق الجاي، على سعادة القائمين على الماستر بمشاركة طلبة هذا التكوين في هذه الندوة العلمية؛ مشيرا إلى ضرورة انفتاح الجامعة المغربية على هذه المؤسسات. منوها بمختلف الإنجازات التي قامت بها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير في دعم المتاحف عبر إحداث فضاءات الذاكرة التاريخية .
أما الجلسة الثانية للندوة والتي عرفت ثلاث مداخلات علمية ، فقد ابتدأت بكلمة ذة. مريم الحياني محافظة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بفاس، حيث تمحورت حول: المتاحف رهان وتحدي ذاكرة شعوب متنقلة عبر الزمن .
هذا وقد تخلل الجلستين عرض شريط وثائقي قصير، تحت عنوان: المتاحف المغربية وصيانة الذاكرة الوطنية المحلية، من إعداد الطالب الباحث حسن الطويل الذي توقف فيه على عدد من الفضاءات والمتاحف الوطنية، معتبرا إبداعه الإعلامي موردا رقميا يعزز به مختلف المعارف والكفايات المتعلقة بمحور المتاحف ضمن سلسلة دروس من تاريخ وحضارة المغرب لماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري .
من جانب آخر، ركز الإطار المقتدر بالنيابة الجهوية للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير د.جواد الفرخ، على: صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية في برنامج عمل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
أما الدكتور محمد شادلي الأستاذ بمعهد علوم الآثار بالرباط والمحافظ بمتحف النجارين فقد ركز في مداخلته على المتحف واللامادي كنموذج الذاكرة.
هذا وقد تفاعل المشاركون بمتعة وإيجابية مع محتويات المدخلات العلمية القيمة والتي أثارت أسئلة واستفسارات وتعقيبات للطلبة الباحثين أغنت الندوة بإضافات من الأساتذة المشاركين .
وبعد استراحة غذاء، عرفت الفترة المسائية، تنظيم جولة معرفية ميدانية لأهم المعالم التاريخية بفاس: واكبتها تقديم شروحات ومعطيات وحقائق تاريخية من طرف الأساتذة المؤطرين، حيث تمت زيارة التذكار التاريخي لمعلمة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بالبطحاء، والانتقال إلى متحف النجارين عبر دروب وأزقة المدينة العتيقة لفاس التي تعد متحفا مفتوحا زاخرا وغنيا بصور الذاكرة المحلية والوطنية، توجت الجولة المعرفية بلقاء تواصلي برحاب الفضاء التاريخي والحضاري لمتحف النجارين، حيث تقدم السيد محافظ المتحف د.محمد شادلي بتقديم عرض تاريخي حول البناية وكرونولوجيا ترميمها وتحويلها إلى متحف، مرورا بمختلف وظائفها عبر الزمن، وكذا مراحل تأثيثها بالتحف والمعروضات.
وقد تركت فقرات هذه الندوة والزيارات العلمية أثرا بليغا في نفوس طلبة الماستر الزائرين، إن على مستوى الاستقبال والترحيب، أو على مستوى الإفادة العلمية. كما تميزت بتبادل تقديم التذكار بين الهيآت المنظمة للندوة، وتكريم طلابي لأستاذة وحدة تاريخ وحضارة المغرب بماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري، دة أسماء وردي، وكذا توزيع شواهد المشاركة على جميع الأساتذة والطلبة الباحثين المشاركين.