روسيا الغارقة في عتمة التنشط تترقب وهج المونديال

بعد حرمانها من المشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية بسبب عمليات التنشط الممنهج برعاية الدولة، تتطلع روسيا إلى كأس العالم في كرة القدم لتلميع صورتها.
وحدهم الرياضيون الروس “النظيفون” (والذين يستطيعون إثبات ذلك) سيسمح لهم بالمشاركة لكن تحت علم محايد في مئات المنافسات التي تشهدها هذه الألعاب، والتي اعتاد الروس على حصد ميدالياتها.
ومن المرجح أن تكون من بين هؤلاء بطلة التزحلق على الجليد يفغينيا مدفيديفا المرشحة بقوة للقب أولمبي، والتي كانت ممثلة لرياضيي بلادها خلال عرض قدمه الروس أمام اللجنة الاولمبية الدولية في دجنبر، وذلك قبل قرار الأخيرة باستبعاد المشاركة الروسية.
في دورة سوتشي 2014، أبرز محطات التنشط الممنهج الذي أشرفت عليه الدولة الروسية (بحسب تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين)، هيمنت روسيا على جدول الميداليات. وبعد مرور أربع سنوات، يأمل المنافسون لروسيا، لاسيما النرويج وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، في الإفادة من غيابها لاحتلال منصات التتويج.
وعلى تلال ولاية غانغوون الكورية الجنوبية، ستكون الأنظار شاخصة نحو المنافسة الشديدة بين الأميركيتين ليندساي فون وميكايلا شيفرين التي ستواجه منافستها الأكبر سنا منها في سباق الانحدار، ونحو لقب أول للنمسوي مارسيل هيرشير في التعرج العملاق، وربما الميدالية الرابعة عشرة لمتسابق البياتلون (تزلج ورماية البندقية) النروجي أولي اينار بيورندالين، أو الصعود إلى المنصة للمرة الحادية عشرة لمواطنته ماريت بيورغين في السباقات الطويلة.
وفي ظل هذا المنع، ستتجه الأنظار الروسية إلى منتصف يونيو المقبل، حين تنطلق منافسات أهم بطولة كروية عالمية التي تمتد شهرا كاملا.
وتأمل موسكو في ان تتيح لها هذه البطولة التعويض عن الخيبات وفضائح المنشطات المتواصلة منذ نحو عامين، وتبذل جهدها لإخراج المونديال بأفضل حلة ممكنة، على رغم أصابع الاتهام الموجهة إلى موتكو، رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم واللجنة الروسية المنظمة لمونديال 2018، والذي أعلن هذا الأسبوع تعليق مهامه في الأول، والاستقالة من رئاسة الثانية.
وفي إشارة على أهمية الحدث بالنسبة إلى صورة روسيا في العالم، حضر الرئيس فلاديمير بوتين حفل سحب قرعة المونديال في الأول من دجنبر، ووعد بتنظيم “عيد رياضي ضخم”.
وأضاف “تنتظر بلادنا كأس العالم بفارغ الصبر وهي تنوي استضافتها على اعلى مستوى ممكن”.
وستتوزع مباريات المونديال الذي يشارك فيه 32 منتخبا، على 12 ملعبا في 11 مدينة، بعد عملية تأهيل شاملة للبنى التحتية تقدر كلفتها بنحو 10 مليارات يورو.
وإضافة إلى التحديات اللوجستية والأمنية التي تواجهها الدولة المنظمة، ستشكل كأس العالم فرصة شخصية لبوتين الذي يخوض في مارس المقبل انتخابات رئاسية، ستفضي -في غياب أي منافس حقيقي- إلى توليه مقاليد الحكم لولاية ثانية على التوالي ورابعة في مشواره السياسي.
أما التحدي الروسي الآخر فيكمن في إثبات الذات على أرض الملعب، وهو هدف لن يكون سهلا بالنسبة لمنتخب يحتل المركز الـ64 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا).
وقد تكون المهمة في الدور الأول غير صعبة، إذ أوقعت القرعة روسيا في المجموعة الأولى في مواجهة السعودية ومصر والأوروغواي، إلا أنها في الدور ثمن النهائي (في حال تأهل روسيا عن مجموعتها)، يتوقع أن تكون معقدة، والأرجح في مواجهة إسبانيا بطلة العالم 2010، أو البرتغال بطلة أوروبا 2016.
ولا يبرز المنتخب الذي يدربه ستانيسلاف تشرتشيسوف بين المرشحين للذهاب بعيدا في المونديال، ولا يرد اسمه في خانة “الكبار” المعتادين مثل ألمانيا واسبانيا والبرازيل وفرنسا والأرجنتين، علما بأن البطولة ستفتقد إيطاليا، أحد أبرز الكبار في عالم الكرة والمنتخب المتوج بلقب المونديال أربع مرات، وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاما.

Related posts

Top