انبثقت بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الطاقات الشابة، التي برز اسمها في عالم الابتكار والاختراع، فكلما شاركت في مسابقات دولية ما، إلا وحصل عدد كبير منها على جوائز ذهبية، أو فضية.. رافعين الأعلام المغربية، في كل من دولة؛ كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.. إلى غيرها من الدول التي تستضيف منتديات عالمية، خاصة بأحدث الاختراعات والابتكارات.
المخترعون المغاربة، الذين جلهم شباب ينتمون إلى الجيل الجديد، استطاعوا أن يتوصلوا من خلال أبحاثهم، من داخل مختبرات الجامعات المغربية، عبر ربوع المملكة، إلى اختراعات حديثة، تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحديث، في مجال الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، وكذا عالم السيارات، وصناعة المحركات..
وشكلت الجوائز التي حاز عليها ولا يزال المغاربة، في كبريات المسابقات العالمية، في ميدان الاختراع، حافزا ودافعا معنويا لهم، ما جعل المؤسسات المغربية، تنخرط، وتبادر بشكل تلقائي إلى تكريم هذه الطاقات، وتوفير الإمكانيات لها على قدر المستطاع. !
إلى جانب، هذا، يوشح جلالة الملك محمد السادس، في كل مناسبة وطنية، الشباب المغربي المخترع، وهو ما يشكل دافعا معنويا لباقي الطلبة، الذين يجتهدون في محاولة ابتكار واختراع أشياء جديدة، تنضاف إلى سلسلة الاختراعات السابقة للمغاربة.
واهتماما منها بالموضوع، تحاول بيان اليوم، طيلة أيام شهر رمضان، أن تقترب من هؤلاء المخترعين، واختراعاتهم الحديثة، بالإضافة إلى تتبع مساراتهم الدراسية، والجوائز التي حصدوها في مختلف الملتقيات الدولية، تعريفا منها بهذه الطاقات الشابة التي تستحق التشجيع والتنويه ودعمها معنويا، حتى تواصل مسارها في عالم الأبحاث العلمية بشكل ثابت.
عماد مرشد.. مخترع سيارة سباق بمحرك كهربائي
عماد مرشد، شاب مغربي، يبلغ من العمر 26 سنة، استطاع أن يصنع لأول مرة في المغرب، سيارة سباق صديقة للبيئة مئة بالمئة، تشتغل بالطاقة الكهربائية.
ابن المدينة الحمراء مراكش، تابع مساره الأكاديمي عبر ولوجه الجامعة الدولية بمدينة الدار البيضاء تخصص الميكانيك، ليتمكن فيما بعد من صناعة هذه السيارة الرياضية القوية بعد خمس سنوات من العمل.
مرشد استورد من الخارج الإطارات والحافات فقط، حيث تم صنع المحرك من طرف شباب مغاربة وهو ما عزز قيمتها. وتصل سرعتها إلى 320 كلم في الساعة، ممتلكة بذلك، قوة 650 حصان، مع قدرة استيعابية تصل إلى 500 كلم خلال 3 ساعة، كما أن قدرة بطاريتها تبلغ 60 كيلوواط.
وأطلق على هذه السيارة المغربية الاختراع، اسم “جادييت”، موضحا في إحدى لقاءاته الإعلامية، أنها تتميز بعشرة مميزات ثورية، تتمثل في نظام تعليق تكييفي وآخر روبوتي، ونظام جديد لامتصاص الصدمات، كما تضم ألواحا شمسية بصرية وأخرى معتمدة على الدينامية الهوائية، ونظاما جديدا لفتح وإقفال العجلات، ونظام إنذار في الضباب، ونظاما ثنائيا للعجلات، وكاميرات مرايا، وعلبة تروس هيدروليكية.
السيارة التي تم عرضها في المؤتمر العالمي للمناخ بمراكش كوب 22، قال عنها عماد مرشد، المدير العام للشركة التي طورت سيارة “الجادييت”، إنها نموذجية وليست للتسويق بعد، وتسعى الشركة إلى تصنيعها خلال خمس أو ست سنوات قادمة.
وأضاف مرشد خلال لقاء صحافي له، أن السيارة معدة للمشاركة في سباق السيارات عالميا، ومن المنتظر أن تشارك في سباق “لومان 24 ساعة” الذي ينظم خلال هذه السنة، والذي يعتبر أقدم سباق السيارات الرياضية في العالم في مجال سباقات التحمل، حيث يقام سنويا منذ عام 1923 في مدينة لمان الفرنسية.
جدير بالإشارة، أن المهندس الشاب مرشد يسعى إلى بناء وحدة لإنتاج السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة بمراكش، طامحا إلى منافسة الشركات الرائدة في قطاع السيارات الكهربائية العالمية الخاصة بالمنافسات، رغم الإمكانيات الضعيفة التي يتوفر عليها، موضحا أن الهدف الحالي هو كسب ثقة المغاربة وبعض الأطراف الذين من الممكن أن يتبنوا المشروع ويساعدوه في البداية.
> يوسف الخيدر