في بداية أشغال اجتماعه الدوري المنعقد يوم الثلاثاء 26 مارس 2019، تطرق المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية للتطورات الأخيرة التي تعرفها القضية الفلسطينية ومسألة الأراضي العربية المحتلة بمنطقة الشرق الأوسط عموما، وسجل بالخصوص رفضه القاطع وإدانته القوية لقرار الرئيس الأمريكي باعتبار الجولان السوري جزء من الكيان الإسرائيلي المحتل، وذلك في ضرب صارخ لكل القرارات الأممية ذات الصلة، خاصة القرار 242، في تكريس للتوجه الأمريكي المدان المنحاز لإسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وباقي شعوب المنطقة.
وإذ يدين المكتب السياسي للحزب هذا القرار الأخرق وكل المؤامرات التي تقوم بها إسرائيل، بدعم أمريكي مفضوح، فإنه يدعو كل القوى الحية ببلادنا وعبر العالم، إلى تكثيف الدعم والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني وباقي شعوب المنطقة للوقوف في وجه آلة القمع والتقتيل والاحتلال التي تنهجها إسرائيل، ويشدد، بشكل خاص، على ضرورة أن تتصدى القمة العربية الثلاثون المنتظر التئامها بتونس لهذا التوجه الامبريالي الغاصب، والحرص على تقديم كل أوجه الدعم الممكن لنضال الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الدعم المادي، الذي يمكنه من الصمود ومواصلة نضاله المشروع من أجل إقامة دولته المستقلة والموحدة بعاصمتها القدس، والابتعاد عن أي محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.
إثر ذلك، تدارس المكتب السياسي جملة من الملفات المرتبطة بالحالية الوطنية، حيث سجل إيجابا التوافق الذي تم التوصل إليه على صعيد مكونات مجلس النواب في موضوع لغات التدريس، على أساس إعطاء الأولوية للغات الوطنية مع الانفتاح على تدريس بعض المواد بلغات أجنبية، وهو ما سيمكن من المصادقة على مشروع القانون الإطار للتربية والتكوين خلال الدورة الاستثنائية المقبلة لمجلسي البرلمان.
وصلة بالموضوع، تطرق المكتب السياسي لملف الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، مسجلا بإيجابية التعامل المسؤول للسلطات الأمنية مع الحركة الاحتجاجية والمطلبية التي تخوضها هذه الفئة من نساء ورجال التعليم، وما أبدته الحكومة والوزارة الوصية من تجاوب مع المطالب المعبر عنها عبر الإلغاء النهائي لنظام التعاقد وتمتيع الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية بنفس حقوق ووضعية باقي الشغيلة التعليمية، في إطار النظام الأساسي الخاص بهذه الفئة.
وإذ يدعو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلى تغليب المصلحة الوطنية في تدبير هذا الملف، عبر مواصلة نهج أسلوب الحوار بكل الصيغ الممكنة، والحرص على الهدوء والالتزام بالقانون، فإنه يوجه نداء صادقا من أجل تظافر الجهود لتمكين آلاف التلميذات والتلاميذ، خاصة بالمؤسسات التعليمية العمومية بالعالم القروي، من أجل تدارك ما ضاع من زمن مدرسي برسم الموسم الدراسي الحالي وتفادي السقوط في احتمال ضياع السنة الدراسية وما سيكون لذلك من آثار وخيمة على مئات الآلاف من الأسر المغربية.
وفي هذا الصدد يوجه المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية نداء حارا لكل الفعاليات المعنية بهذا الموضوع من أجل التعاون البناء والتفاعل الإيجابي مع الخطوات الهادفة إلى طي هذا الملف في أقرب وقت وفي أحسن الظروف.
وبخصوص حياة الحزب، أجرى المكتب السياسي تقييما عاما لمجموعة من الأنشطة الحزبية المنجزة في الفترة الأخيرة، سواء تعلق الأمر بأنشطة هيآت حزبية وموازية داخل أرض الوطن، أو اللقاء التنسيقي لفيدرالية أوروبا للحزب المنعقد بمدينة بولونيا بإيطاليا، خلال الأسبوع المنصرم، والذي أشرف عليه وفد من قيادة الحزب ترأسه الرفيق الأمين العام.
كما اتخذ المكتب السياسي الترتيبات اللازمة لانعقاد الدورة الربيعية للمجالس الإقليمية للحزب المقرر التئامها قبل متم شهر أبريل المقبل وذلك تحضيرا لمؤتمرات الفروع الجهوية طبقا لمقررات اللجنة المركزية للحزب.
التقدم والاشتراكية يدعو لتغليب المصلحة الوطنية لتفادي ضياع السنة الدراسية
الوسوم