أصبح المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، ضمن مصاف الثمانية الكبار على الصعيد العالمي. إنجاز كان منذ سنوات قليلة حلما صعب التحقيق، إلا أنه تحول حاليا إلى حقيقة مؤكدة.
إنجاز كبير لمجموعة من اللاعبين الطموحين، يقودهم بكل اقتدار إطار وطني متمكن، ترعاهم جامعة لا تترك أي شيء للصدفة.
أول مشاركة بالمونديال، كانت سنة 2012 بدورة التايلاند، اعتبرت بداية عهد جديد لكرة القدم داخل الصالات. صحيح أن المشاركة كانت متواضعة، بعد خسارة ثلاث مقابلات بالدور الأول بصفر نقطة، إلا أنها كانت البداية.
أربع سنوات بعد ذلك، عاد المنتخب المغربي للمشاركة بالمونديال، والنسخة كانت بكولومبيا سنة 2016، إلا أنها لم تختلف عن سابقتها.. حضور باهت، نتج عنه ثلاث هزائم وصفر نقطة.
إلا أن من يؤمن بقيمة العمل، وركوب التحدي، لابد وأن يصل إلى مبتغاه. وهذا ما حصل بالفعل، حيث تمت مواصلة الاستمرار في بناء فريق وطني، وذلك بالاعتماد على خليط من اللاعبين المحليين والمحترفين، مع بذل مجهود على مستوى المشاركات الخارجية، وتعدد المعسكرات التدريبية، وتخصيص دعم ومتابعة مستمرة من طرف إدارة الجامعة.
والنتيجة فوز مرتين متتاليتين بكأس أمم إفريقيا، وسيطرة واضحة على الصعيد العربي، وتحسين الترتيب بتصنيف الفيفا. وجاءت المشاركة حاليا بمونديال ليتوانيا، لتؤكد التطور الذي يعرفه أسود الأطلس، خلال السنوات الأخيرة..تقنيا، تكتيكيا وبدنيا…
خلال مواجهة فانزويلا في ثمن النهاية، خاضت العناصر الوطنية، مقابلة قوية وصعبة، وتأكد ذلك من خلال الحصة التي انتهت بها المواجهة، ثلاثة إصابات لاثنتين، وهو فارق صغير جدا، جعل لاعبي الفريق الخصم يتمسكون بحظوظهم، ويمارسون الضغط بقوة خلال اللحظات الأخيرة، خاصة بعد تطبيق طريقة اللاعب الخامس، بإلغاء حارس المرمى، وإدخال لاعب ساحة، إلا أن صمود اللاعبين كان حاسما، لتنتهي هذه المباراة الحاسمة، بفوز مستحق، والعبور لدور المربع، في انتظار معرفة الفائز في مباراة البرازيل واليابان.
والملاحظ أن أداء الفريق المغربي تطور بالفعل، وأصبح يفاجىء المتتبعين بأسلوب لعبه. إلا أن هناك ملاحظة أساسية، تتجلى في ضياع الكثير من الفرص السهلة، كان من الممكن أن تحسم النتيجة مبكرا، فاللاعب سفيان مسرار وقع ثلاثة أهداف، لكن كان هناك ضياع فرص سهلة في التناول. وهذه نقطة سلبية، لوحظت في كل المقابلات الأربعة التي خاضها المنتخب المغربي حتى الآن، ومن الضروري معالجته، وذلك بالتركيز أكثر أمام مرمى الخصوم.
حسب البرنامج المسطر من قبل، فالمنتخب المغربي غادر أمس الخميس مدينة كوناس الجميلة والهادئة، والتي خاض بها ثلاث مقابلات. اثنتان خلال الدور الأول، ضد كل من جزر سليمان والتايلاند، ومقابلة الثمن ضد فينزويلا، ليلتحق مباشرة بالعاصمة فيلنوس، استعدادا لمواجهة الفائز في مقابلة البرازيل ضد اليابان.
كل المؤشرات والمعطيات المسبقة تؤكد أن التأهل سيكون من نصيب الصامبا البرازيلية، أمام الكومبيوتر الياباني والمدعم هو الآخر بلاعبين برازيليين على غرار مجموعة من الدول الأخرى، التي ترى في الخبرة البرازيلية فرصة لأحداث التوازن في تشكيلتها الأساسية.
كيفما كان الخصم يوم الأحد القادم، فالمنتخب المغربي جاهز لمواصلة التحدي، ولما لا هزم البرازيل، والمرور لنصف النهاية، في واحدة من أكبر مفاجآت هذا المونديال…
< كوناس: مبعوث بيان اليوم محمد الروحلي