المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية يشيد بالرؤيا الملكية الحكيمة للنهوض بالاستثمار المنتج وبالسياسة الوطنية المائية

في بداية اجتماعه الأسبوعي، ليوم الاثنين 17 أكتوبر 2022، توقف المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عند التوجهات الأساسية الواردة في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية.

قضية الماء: انشغال أساسي لحزب التقدم والاشتراكية

فبخصوص إشكالية الماء، التي صارت بنيوية بفعل التغيرات المناخية، فإن حزب التقدم والاشتراكية، الذي شكلت دوما قضية الماء أحد أهم انشغالاته، وهو يستحضر أبرز مكتسبات السياسة الوطنية المائية، يؤكد على انخراطه في المجهود الجماعي المطلوب من المجتمع وهيئاته ومؤسساته، لأجل إحداث تغييرٍ جذري في ثقافة ومقاربات التعاطي مع الموارد المائية. ويقتضي الوضع أساسا من الحكومة استكمال التجهيزات المائية المبرمجة، بالموازاة مع تقوية اللجوء إلى الموارد المائية غير التقليدية، وتطوير البحث في الحلول العلمية المبتكرة. كما يتطلب الإجهاد المائي المتعاظم العقلنةَ الصارمة لاستعمال المياه السطحية والجوفية، ومراجعة الاستراتيجيات القطاعية، ولا سيما منها الفلاحية، بما يراعي قدراتنا المائية.

الاستثمار: الحاجة إلى الارتقاء بالممارسة لتدعيم الإصلاح القانوني

في نفس السياق، أشاد المكتب السياسي بالرؤية الملكية الحكيمة للنهوض بالاستثمار المنتج، من خلال تعاقد وطني للاستثمار يستهدف تعبئة 550 مليار درهماً، وإحداث نصف مليون منصب شغل، في الفترة ما بين 2022 و2026.
بهذا الصدد، وانطلاقا من اقتناعه بالمكانة التي ينبغي أن يحتلها القطاع الخاص، إلى جانب استثمار عمومي رائد وناجع ومُوَجِّه، في تمتين نسيجنا الاقتصادي الوطني، فإن حزب التقدم والاشتراكية يعرب عن أمله في أن يشكل الميثاق الجديد للاستثمار مدخلا لتعزيز جاذبية الاستثمار. ويقتضي ذلك، بالأساس، تغييرات عميقة في الممارسات الإدارية والمسطرية، مركزيا وترابيا، لرفع العراقيل أمام الاستثمار الوطني؛ مع الارتقاء بأدوار المراكز الجهوية للاستثمار؛ وتحسين مناخ الأعمال؛ وتعزيز قواعد المنافسة الشريفة؛ ومراعاة الأبعاد الإيكولوجية والحفاظ على الموارد الطبيعية؛ وتسهيل الولوج إلى العقار؛ فضلاً عن مواكبة ودعم الأبناك لحاملي المشاريع المنتجة، ولا سيما في القطاعات الواعدة.

استمرار ارتفاع أسعار المحروقات في ظل موقفٍ سلبي للحكومة

وسجَّلَ المكتبُ السياسي مواصلة أسعار المحروقات لارتفاعها المطرد، وبلوغها أرقاماً قياسية، مع ما يؤدي إليه ذلك من انعكاساتٍ تزيد في تعقيد أوضاع المقاولات، وتُفاقِم من تدهور القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين. إنَّ هذه الزيادات المتواترة في أسعار البنزين والغازوال، تحديداً، تُقابِلُها الحكومةُ بالتجاهل التام، وبالرفض المنهجي لكل النداءات والاقتراحات الرامية إلى التخفيف من وطأة هذا الغلاء، سواء من خلال تخفيض الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الداخلية على الاستهلاك، أو عبر دفع شركات التوزيع نحو خفض هوامش أرباحها الفاحشة، أو الرفع من نسبة تضريب هذه الأرباح، أو كذلك من خلال إعادة تشغيل مصفاة لاسامير بالنظر إلى أدوارها الأساسية في التخزين والتكرير.

في انتظار مشروع قانونٍ مالي يستجيب للانتظارات

وقد تطرق المكتب السياسي إلى مشروع قانون مالية سنة 2023 المرتقب تقديمه من طرف الحكومة في غضون الأيام المقبلة. وأعرب عن تطلعه إلى أن تعمل الحكومة على عرضِ مشروع قانونٍ مالي يستجيب للانتظارات العريضة لكافة الفئات والشرائح الاجتماعية، ويستحضر الحاجة الماسة إلى الشروع في مباشرة الإصلاحات الأساسية، ولا سيما منها تلك الواردة في وثيقة النموذج التنموي الذي اتخذتها الحكومة مرجعا لها. كما عبر المكتب السياسي عن أمله في ألا تخطئ الحكومة موعدها مع فرصة تقديم قانون مالي يكون في مستوى الجواب على الصعوبات والتحديات الراهنة، اقتصاديا واجتماعيا وماليا، ويكون حاملا لإجراءات ملموسة من شأنها تمتين الاقتصاد الوطني ودعم القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين، وخاصة بالنسبة للشرائح المستضعفة والطبقة المتوسطة.

تنويه بالأداء المتميز للفريق النيابي للحزب

بمناسبة الدخول البرلماني، وعلى ضوء الاجتماع المثمر الذي تَمَّ عقده مع الفريق النيابي للحزب، في نفس اليوم، نَوَّهَ المكتب السياسي بحصيلة الفريق المتميزة، وبحضوره السياسي القوي. كما دعاه إلى مواصلة اتخاذ المبادرات، من موقع المعارضة الوطنية الديموقراطية والتقدمية، البناء والمسؤولة، سعياً إلى دفع الحكومة نحو تحسين سياساتها العمومية في كافة المجالات.

التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر

من جانب آخر، واصَلَ المكتبُ السياسي تحضير المؤتمر الوطني الحادي عشر، المقرر انعقاده أيام 11 و12 و13 نونبر المقبل، بمدينة بوزنيقة، تحت شعار “البديل الديموقراطي التقدمي”. وفي هذا السياق، سجل المكتبُ السياسي إيجاباً الانطلاقة الناجحة لمرحلة عقد المؤتمرات الإقليمية، من خلال مؤتمريْ فرع تزنيت وفرع إنزكان آيت ملول. كما دعا كافةَ مناضلات ومناضلي الحزب إلى جعل المؤتمرات الإقليمية، التي ستنعقد على مدى الأيام المقبلة، محطات نضالية، بإشعاعٍ سياسي وتواصلي، وفضاءات للنقاش المعمق حول التحاليل والبدائل التي يطرحها الحزب.

Top