أزمة قطاع

اختارت الصحافة الرياضية الوطنية مهاجم المنتخب الوطني المغربي ونادي أجاكس أمستردام الهولندي حكيم زياش، ولاعبة التايكواندو المغربية فاطمة الزهراء أبو فارس، على التوالي، أفضل رياضي ورياضية في المغرب لسنة 2018.
حل زياش في المركز الأول، متبوعا بالمدافع الدولي أشرف حكيمي المتألق مع “أسود الأطلس” وبروسيا دورتموند الألماني، فيما عاد المركز الثالث للعداء سفيان البقالي الذي سجل أفضل توقيت في السنة الفارطة في سباق 3000م موانع في إحدى محطات الدوري الماسي.
لدى الإناث، فازت بلقب أحسن رياضية للسنة، بطلة التايكواندو، فاطمة الزهراء أبو فارس التي أهدت المغرب ذهبية في الألعاب الأولمبية للشباب بالأرجنتين، تلتها العداءة رباب العرافي بفضل تألقها في كأس القارات بأوسترافا التشيكية.
في المرتبة الثالثة، جاءت بطلة أخرى في رياضة التايكواندو، ويتعلق الأمر بصفية صالح المتألقة هي الأخرى بدورة بيونس آيريس للشباب، إذ كانت صاحبة أول ميدالية للرياضة الوطنية بهذا المحفل الدولي الهام.
هذه في المجمل حصيلة الرياضة المغربية لسنة 2018 حصيلة أنقدتها كرة القدم سواء على المستوى الجماعي أو الفردي، وذلك بفضل تأهل الفريق الوطني إلى مونديال روسيا، وفوز المنتخب المحلي بكأس أمم إفريقيا (الشان)، بالإضافة إلى تتويج فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، على التوالي، بلقبي كأس السوبر الإفريقي وكأس الاتحاد الإفريقي.
حضرت كذلك ألعاب القوى، ولكن بحصيلة كالعادة ضعيفة ونتائج غير باهرة، لكن الإيجابي في الحصيلة الرياضية بعيدا عن كرة القدم، هو تسجيل تألق أبطال التايكواندو في أولمبياد الشباب، وهذا مؤشر جد إيجابي يؤكد عمق العمل المبذول من طرف الطاقم المشرف على هذه الرياضة، سواء على مستوى الجامعة أو الأندية التي تشجع الممارسة بجل الفئات العمرية ومن الجنسين.
غير ذلك لا شيء يذكر على مستوى باقي الأنواع الرياضية الطابع، حيث طغيان الطابع الشكلي على أغلب أنشطتها، وفي الوقت الذي كنا ننتظر تسجيل نوع من التطور على مستوى رياضات فردية وجماعية تمارس لسنوات خلت، حدث العكس تماما، فهناك تراجع خطير، بل هناك جمود غير مسبوق، لا ينبئ بتحقيق الأفضل في الأفق المنظور.
وجاء البلوكاج الذي تمارسه وزارة الشباب والرياضة في تعاملها مع أغلب الجامعات الرياضية ليزيد من تعقيد الأمور، ويطرح تساؤلا حول الدور المفروض أن يلعبه الجهاز الوصي في إشرافه على القطاع، ومدى جديته في تصحيح الاختلالات الحاصلة.
القطاع بمفترق الطرق، والضرورة تفرض وضع حد لحالة الجمود الذي يعصف بالقطاع، لكن أمام الرعونة التي تمارسه الوزارة لابد من تدخل جهات أخرى لفك العزلة التي تعاني منها الرياضة، ووضع حد استمرار حالة شاذة على جميع المستويات …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top