أسياد إفريقيا…

كسب الوداد لقبا مستحقا، توجه بنجمة ثالثة ثمينة، اختزلت مسارا متفوقا على جميع المستويات، فكل الأرقام المحققة تؤكد ذلك، سواء من حيث عدد الانتصارات، أو حصيلة الأهداف، مع استحضار قيمة الأداء اللافت سواء داخل المغرب أو خارجه.
وتماما كما تعهد بذلك الجانب المغربي في التزامه مع جهاز الكاف، كان تنظيم المباراة النهائية رائعا، توج حكمة في تدبير ملف رياضي عادي، حولته للأسف حسابات محمود الخطيب ومن معه، إلى مسألة حياة أو موت. والايجابي في هذه النازلة، عدم الانسياق وراء خرجات مجانية لمسؤولي نادي الأهلي، وما خططوا له من ضغوطاتهم اليائسة، ليكون النصر حليف من مارس حقه، بكثير من الهدوء بدون انفعال ولا مزايدات، والاحتكام فقط للمشروعية، وكسب الحق بطرق واضحة لا لبس فيها.
قدم نادي الأهلي المصري العريق، نموذجا سيئا في عدم احترام الروح الرياضية، والاستهانة بدور المؤسسات. فمنذ بروز المؤشرات الأولى لإمكانية تأهل الوداد للمباراة النهائية بقرار من الكاف، أصاب الإدارة الحالية للنادي المصري سعارا غير مسبوق، استباحت فيه كتيبة محمود الخطيب ومن معه، كل الوسائل والمناورات، حتى تلك المحرمة أخلاقيا، بما فيها الهجوم على الكاف، ومسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبالأخص رئيسها فوزي لقجع.
والغريب أن سعار الأهلي بلغ مداه، إلى حد محاولة الإيقاع بين جمهوري الوداد والرجاء، إلا أن سعيهم خاب، بعدما امتنع أغلب الرجاويين عن مسايرة حماقتهم، وكان أحسن جواب، إما إظهار نوع من الحياد، أو إبراز دعم مطلق للوداد.
كل هذا التصعيد لا مثيل له..من حرب بلاغات، وتهديدات متكررة بالانسحاب، إلى مطالب تعجيزية، وتباكي وشكاوى بسيناريوهات مختلفة، وصولا الى تخوين واتهامات، ليختتم المشهد الحزين، برمي ميداليات المرتبة الثانية أرضا، أمام أعين الملايين من المشاهدين عبر العالم.
وكما يقال، ربة ضربة نافعة، فإن ما قام به مسؤولو النادي المصري، من ضغوطات إلى حد الهيستيريا، جعل الكل وراء وداد الأمة، في لحظة إجماع منقطع النظير، نتج عنه تخصيص دعم كطلق لبطل المغرب، بدون أدنى تحفظ ولا حسابات ضيقة.
ولعل أبرز لحظة استحقاق، تلك التي جاءت من طرف جلالة الملك محمد السادس، مباشرة بعد نهاية المباراة، حيث أصر جلالته على توجيه التهنئة لكل مكونات الوداد، وهو تقليد ملكي سام، في كل مناسبة، تحقق فيها الرياضة الوطنية إنجازا كبيرا، يغني رصيدها من البطولات والألقاب، ويشرفها على الصعيد الدولي.
نحن أسياد إفريقيا، وكأس السوبر القاري، سيكون مغربيا مائة في المائة، بين نهضة بركان والوداد البيضاوي، كتتويج لمسار متفوق ومتوازن.
هنيئا مرة أخرى لوداد الأمة، وتحية تقدير عالية، لجمهور الوداد الكبير على الدور الايجابي الذي لعبه ويلعبه في كل المراحل الحاسمة، وتحية تقدير عالية لرئيس الجامعة فوزي لقجع الذي عمل على إسماع صوت المغرب عاليا، مقدما الدليل القاطع على عودة قوية للساحة الإفريقية، دفاعا عن الحق المكتسب، هذا دون أن نلغي الدور الأساسي الذي لعبه مسؤولو الوداد بقيادة سعيد الناصري، الذي يعد بحق أنجح رئيس في تاريخ الوداد، والارقام تؤكد ذلك بما لا داعي للشك.
برافو، الوداد، برافو نهضة بركان، وعلى الانتصارات دائما نلتقي…

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top