تواصل سلطات العاصمة الرباط إعادة تهيئة عدد من الشوارع الكبرى بالعاصمة، وتزيينها وإدخال أشكال حديثة عليها لتزيين الفضاء العام، وتغيير بعض مظاهر الفوضى والعشوائية التي طغت خلال السنوات الماضية.
وضمن الأشغال التي جرى إدخالها على شوارع العاصمة، تجديد أكشاك الصحف في كل من شارع محمد الخامس وشارع علال بن عبد الله وشارع الحسن الثاني، والتي تعد القلب النابض ومركز العاصمة الرباط.
تزينت الشوارع المذكورة بمدينة الرباط بوجه جديد لأكشاك الصحف، حيث تشهد هذه الأكشاك عملية تجديد شاملة تجمع بين الحداثة والأصالة، وكذا الجمال والوظائف العملية. فالأكشاك، التي تعد جزء من ملامح العاصمة، باتت تظهر في حلة جديدة تسر الناظرين وتعكس توجه المدينة نحو المزيد من الحداثة.
ومن خلال زيارة للأكشاك الجديدة التي وضعت بمزيج أصيل بين الخشب والزجاج، تشع داخل المكتبات الصغيرة الجديدة حميمية خاصة مع الكتاب، مكتبات تحتضن القارئ من قلب الشارع وتضفي على المكان لمسة خاصة.
يقلب القارئ الكتب على الرفوف المنظمة بعناية، وهي تتراصف إلى جانب المجلات وجوارها الصحف، منهية فوضى العرض العشوائي التي كانت تسم بعض الأكشاك القديمة.
يأتي هذا المشروع، كما أعلنت السلطات، ضمن برنامج شامل لتحديث وتجديد الفضاءات العامة في الرباط، مما يعزز سهولة الوصول إلى الأكشاك ويوفر راحة أكبر للزبائن والمارة.
ورغم أن المظهر الجديد للأكشاك يثري المنظر العام، إلا أن بعض العاملين في هذا المجال لديهم وجهات نظر مختلفة حول جدواها على المستوى العملي. لكنهم، وبالرغم من اختلاف رؤاهم، يجمعون على أنها أسهمت في إنهاء الفوضى وإعطاء لمسة خاصة، لتصبح بمثابة مكتبات صغيرة.
محمد المرضي، الشهير بلقب “الروبيو”، الذي يعد أشهر بائع صحف وكتب بشارع محمد الخامس بالرباط، قال لـ “بيان اليوم” إن التحسينات الجمالية للأكشاك تمثل خطوة إيجابية، وأنهت الفوضى.
وأردف “الروبيو” أن المكتبات الجديدة أسهمت في تثمين بيع الكتب وأنهت حالة العشوائية السابقة، إلا أنه لفت إلى وجود بعض المشاكل العملية التي تتعلق أساساً بعرض الصحف والجرائد والمجلات.
وأوضح المتحدث أن نموذج بيع الصحف والجرائد في العالم يعتمد على العرض في الشارع في الفضاء المفتوح، مشيراً إلى أن الأكشاك الجديدة مناسبة لعرض الكتب، لكن مساحتها الضيقة تمنع عرضاً جيداً للصحف والمجلات.
وأضاف الروبيو: “أكشاكنا الآن أجمل وأكثر حداثة، لكن المساحات الداخلية ضيقة، مما يجعل من الصعب عرض الصحف والمجلات بطريقة تجذب الزبائن. في أغلب دول العالم، تعرض الصحف خارج الأكشاك، مما يسهل رؤيتها ويزيد من الإقبال عليها.”
وتابع أشهر وأقدم بائع صحف بشارع محمد الخامس بالرباط، أن الأكشاك الجديدة، وبالرغم من ذلك، عرفت تطوراً محموداً وتشهد على النهضة العمرانية التي تعيشها العاصمة الرباط، مبرزاً أن بائعي الكتب الذين لا يبيعون الصحف يجدونها جد مناسبة وتمثل لهم مكتبة صغيرة بحميمية كبيرة على مستوى الشارع، وتزيد من تحسين الفضاء العام وتعطي لمسة بهية لشوارع العاصمة.
ولحل وتجاوز هذا الإشكال، دعا المرضي السلطات إلى زيارة الأكشاك الجديدة، خصوصاً تلك التي يبيع أصحابها الصحف والجرائد والمجلات، للوقوف على هذا المشكل وإصدار ترخيص بعرضها بطريقة جذابة خارج الأكشاك، مما سيسهل رؤيتها ويزيد من الإقبال عليها.
إلى ذلك، ما تزال سلطات الرباط تجدد عدداً من الأكشاك القديمة بوسط المدينة، وتعوض بائعي الكتب والصحف على الرصيف بأكشاك حديثة، تسعى من خلالها للحفاظ على تراث المدينة في توازن متناغم مع مظاهر الحداثة. فالمدينة، التي تمزج بين التاريخ والتطور العمراني، تضع نصب عينيها جعل الفضاءات العامة أكثر جاذبية وراحة للجميع.
توفيق أمزيان