أي منطق في اختيارات الركراكي ؟

وجه المدرب وليد الركراكي الدعوة للائحة جديدة، استعدادا لمباراتي المنتخب الوطني أمام إفريقيا الوسطى يومي 12 و 15 أكتوبر 2024 بالمركب الشرفي بمدينة وجدة، في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب.

وكالعادة، هناك مجموعة من الملاحظات، بخصوص حضور أسماء، وإقصاء أخرى وطريقة تبرير اختياراته وقراراته، وحتى ردوده الخارجة عن السياق…

ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات، مطالبة بتوجيه الدعوة لأسماء، تبدو في أتم الاستعداد لتقديم الدعم المطلوب، لمنتخب سيخوض تظاهرة كبرى على أرضه، والأكثر من ذلك مطالب بكسب لقب غاب عن خزائن كرة القدم الوطنية، منذ عدة عقود، في هذا الوقت لازال الركراكي يواصل عملية التجريب، التي لا تنتهي بالمرة…

هناك المدافع الأوسط جواد الياميق واحد من فرسان مونديال قطر 2022، وهناك أيضا مدافع الرجاء البيضاوي الأيسر يوسف بالعامري، صاحب اليسرى الرائعة الذي يجيد الواجبات الدفاعية، والأكثر من ذلك، يتحول إلى مهاجم هداف في اللحظات الحاسمة…

ودائما على مستوى خط الدفاع، هناك إقصاء لاعبين من المنتخب الفائز بنحاسية دورة باريس الأولمبية، هما المهدي بوكامير وأيمن الوافي، بينما يصر على إحضار أسماء غير جاهزة تماما، في مقدمتها عبد الكبير  أبقار وقبله أشرف داري، والغريب أن هناك تعاملا غير مفهوم، فيما يخص يونس عبد الحميد، اللاعب الذي يبدو أنه سئم من تكرار عملية الحضور والغياب، الغير مبرر تماما…

ونحن دائما بالشق الدفاعي، تم توجه الدعوة لعبد الحميد آيت بودلال، الشاب الواعد البالغ من العمر 18 سنة، والذي يتنبأ له الجميع بمستقبل كبير، بالنظر إلى إمكانياته المهمة، إلا أن انتقاله للدوري الفرنسي، يعرف بعض التعثر، والدليل لزومه كرسي الاحتياط منذ توقيعه لسطاد ريني بالقسم الرابع…

نفس الغرابة تتعلق بتوجيه الدعوة، لأول مرة، لجمال حركاس، المدافع الذي لم يقدم منذ بداية هذا الموسم، قناعات مهمة تؤهله للانضمام للمنتخب، مع أن أغلب الآراء كانت تؤكد أحقيته منذ سنوات خلت، إلا أن “الهدية” حان موعدها مع بداية الموسم…

بخط الوسط، وفي غياب إبراهيم دياز، كان من الأفيد توجيه الدعوة لأمين حارث، واحد من أبرز لاعبي الدوري الفرنسي، صانع ألعاب متميز بتشكيلة أولمبيك مرسيليا، والأكثر من ذلك لاعب دولي أبان عن إمكانيات مهمة خلال مونديال روسيا، إلا أنه غاب عن قطر بسبب تعرضه لإصابة بليغة.. إلا أن كل هذه المميزات يبدو أنها لا تقنع ربان أسود الأطلس، والدليل على ذلك استمرار غيابه، والأكثر من ذلك تقديم تبرير يحمل الكثير من التناقض الفادح…

طبيعي أن هناك ملاحظات أخرى تضع اختيارات “راس لافوكا” على الميزان، إلا أننا تعودنا أن ننتظر يوم الاختبار، قصد إصدار حكم تتوفر فيه نوع من الموضوعية، مع أن هناك مثال مغربي شائع يحمل نوعا من الحكمة، يقول “من الخيمة خرج مايل”…

محمد الروحلي

Top