إسرائيل تقصف رفح رغم أمر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية

قصف الجيش الإسرائيلي يوم السبت قطاع غزة ولا سيما رفح، غداة صدور أمر عن محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في المحافظة الجنوبية “فورا”، في حين تم بذل جهود في باريس للتوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس.
وفي فجر الأحد، أعلنت حماس أن مقاتليها نفذوا كمينا ضد قوة إسرائيلية شمالي قطاع غزة وأوقعوا أفرادها “بين قتيل وجريح وأسير”، لكن الجيش الإسرائيلي سارع إلى نفي وقوع أي من جنوده في الأسر.
وكثف الجيش الإسرائيلي ليلة السبت-الأحد قصفه بالمدفعية والطائرات لقطاع غز ة ولا سيما لمدينة رفح الواقعة في أقصى جنوبه وكذلك لمناطق في وسط القطاع وشماله، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وأسفرت غارة جوية استهدفت منزلا شرقي رفح عن مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلة عمرها 3 سنوات، بحسب الدفاع المدني.
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل يوم الجمعة بفتح معبر رفح بين مصر وغزة، وهو مغلق منذ إطلاق عملياتها البرية في هذه المحافظة أوائل مايو.
وقالت إسرائيل إنها “لم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح من شأنها أن تؤدي إلى ظروف حياة يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين كليا أو جزئيا”.
ومن جهتها رحبت حماس بقرار المحكمة لكنها قالت إنها كانت تنتظر أن يشمل “كامل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط”.
حيث بدأ الجيش الإسرائيلي في 7 ماي وهجوما بريا في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب حدود مصر. ورغم المخاوف الدولية بشأن مصير المدنيين في المدينة المكتظة بالنازحين، تشدد إسرائيل على أن هذا الهجوم ضروري لتحقيق هدفها المعلن بـ”القضاء” على الحركة الفلسطينية.
وفي تسجيل صوتي بثته قناة الأقصى التلفزيونية التابعة لحماس، حيث قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، إن 5خلال “عملية مركبة” استهدفت قوة إسرائيلية في مخيم جباليا “أوقع مجاهدونا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير واستولوا على العتاد العسكري لها”.
وأضاف أن مقاتلي القسام “استدرجوا قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله”.
وأوضح أن مقاتلي القسام “اشتبكوا مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر ومن ثم هاجم مجاهدونا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان، وأصابوها بشكل مباشر ومن ثم انسحب مجاهدونا بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية”.
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر التي تعلن فيها الحركة الفلسطينية أسر جنود إسرائيليين.
وأرفقت القسام الكلمة المصورة وعنوانها “فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ” بمقتطفات فيديو ظهر فيها مقاتل داخل نفق يجري، لكن الجيش الإسرائيلي سارع إلى نفي وقوع أي من جنوده في الأسر.
دوليا دعا وزراء مال مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا إسرائيل السبت إلى “ضمان” الخدمات المصرفية للبنوك الفلسطينية، بعد تهديد إسرائيل بعزلها ومنعها من الوصول إلى نظامها المصرفي.
بعدما لجأت إليها جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل أيضا بأن “تبقي معبر رفح مفتوحا للسماح بتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، من دون عوائق وبكميات كبيرة”.
ومن ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت مقتل عدد من المقاتلين الفلسطينيين في “عمليات قتال عن قرب” في جباليا وتحدث عن “مواجهات ونيران الدبابات” في وسط قطاع غزة. وأضاف أنه “قضى على خلية إرهابية فتحت النار على قواته” في رفح.
في وقت سابق هذا الأسبوع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال ضد ثلاثة قادة في حماس وضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه.
ورغم انتقاد الحكومة الإسرائيلية إعلان المدعي العام، إلا أنها أمرت مفاوضيها بـ”العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى عودة الرهائن”، وفق ما قال مسؤول كبير.
بعد توقفها مطلع مايو، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف المفاوضات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الرهائن وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
وتساهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وتمسك حماس بوقف نار دائم.
ويزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطلع على الملف يوم الجمعة.
أعلن مسؤول إسرائيلي يوم السبت أن لدى الحكومة “نية” لاستئناف المحادثات “هذا الأسبوع”.
ولم يدل المسؤول الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أن رئيس الموساد ديفيد بارنيع وافق خلال اجتماعات في باريس مع الوسيطين بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة.
غير أن أسامة حمدان القيادي في حماس نفى أي علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات.
وقال حمدان لقناة الجزيرة ليلة السبت-الأحد “حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الإسرائيلي. لم نبلغ من الوسطاء بأي شيء في هذا السياق”.
من جهته، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف للنار وإعادة فتح معبر رفح “في أقرب وقت”، حسب واشنطن.
ولا يزال الوضع الأمني والإنساني مثيرا للقلق في قطاع غزة حيث يلوح في الأفق خطر حصول مجاعة، إضافة إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، بينما نزح نحو 800 ألف شخص من رفح في الأسبوعين الماضيين وفق الأمم المتحدة.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية يوم السبت عبر منصة إكس انقطاع خدمة الإنترنت في مدينة غزة وشمال القطاع “بسبب العدوان المستمر”.
وسط هذه التطورات، قال الجيش الأميركي إن أربعا من سفنه التي تستخدم في تشغيل الرصيف العائم لإيصال المساعدات لغزة، جنحت السبت بسبب الأمواج العاتية. وشددت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) على أن “الرصيف يعمل بكامل طاقته”.
وقال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث ليل الجمعة السبت “نحن في لحظة مفصلية. يجب أن يكون العاملون الإنسانيون وموظفو الأمم المتحدة قادرين على تأدية عملهم بأمان تام (…) في وقت يغرق سكان غزة في المجاعة”.
من جانبه، أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن روما ستستأنف تمويل الأونروا وستخصص لها خمسة ملايين يورو من مساعدة جديدة للشعب الفلسطيني بقيمة 35 مليون يورو.
في تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين، بينهم أقارب رهائن، مساء السبت للمطالبة بالإفراج عنهم.
في الضفة الغربية المحتلة، نفذ الجيش الإسرائيلي ليلة السبت عمليات في عدد من المدن والقرى، ولا سيما جنين ونابلس حيث دارت اشتباكات لم توقع إصابات، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وقال الجيش إن مقذوفات أطلقت من لبنان تسببت بأضرار مادية في عدد من المباني شمالي إسرائيل.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن سلاح الجو الإسرائيلي أغار ليلة السبت على بلدتي الخيام.
وأعلن حزب الله فجر الأحد مقتل أحد عناصره في المواجهات الدائرة بينه وبين إسرائيل.

Top