ألغيت عملية إطلاق مركبة “ستارلاينر” الفضائية من “بوينغ” قبل أقل من أربع دقائق على وقت الإطلاق بسبب مشكلة تقنية لم تتضح على الفور وفق ما أعلن المعلقون خلال البث المباشر لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وهذه المرة الثانية خلال شهر التي تؤجل فيها عملية إطلاق هذه المهمة التي من شأنها السماح ل”ستارلاينر” بنقل رواد “ناسا” إلى محطة الفضاء الدولية للمرة الأولى
وكان من المقرر أن تقلع المركبة يوم السبت عند الساعة 12,25 من كيب كانافيرال في فلوريدا.
وأخذ عضوا طاقم “ستارلاينر”، رائدا الفضاء المخضرمان التابعان لناسا بوتش ويلموروسوني وليامز، صباح السبت موقعيهما في كبسولة ستارلاينر.
وقبل عشر سنوات، طلبت وكالة ناسا مركبتين جديدتين من شركتي “بوينغ” و”سبايس إكس” الأميركيتين لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية، حتى تتوقف عن الاعتماد على المركبات الروسية
وبينما تؤدي “سبايس اكس” منذ أربع سنوات دورالناقل إلى الفضاء، واجهت “بوينغ” سلسلة من الانتكاسات أدت إلى سنوات من التأخير
وبعدما عانت الشركة الأميركية أخيرا مشكلات مرتبطة بالسلامة في طائراتها المدنية، كانت تراهن على سمعتها في هذه المهمة الاختبارية التي يفترض أن تثبت أن مركبتها آمنة، قبل بدء مهامها بشكل منتظم إلى محطة الفضاء الدولية.
وهذه المهمة تحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى ناسا أيضا، إذ أن توافر مركبة ثانية كان سيسمح لها بتحسين إدارة أي حالات طارئة قد تقع.
مطلع الشهر الماضي، ألغي إطلاق “ستارلاينر” في اللحظات الأخيرة، بينما كان رائدا الفضاء في موقعهما للانطلاق داخل المركبة، بسبب مشكلة في صمام الصاروخ، جرى إصلاحها لاحقا .
ورصد بعد ذلك تسرب محدود للهيليوم في المركبة. لكن “بوينغ” وناسا قررتا عدم إصلاح هذا العطل لأن ذلك يتطلب فصل “ستارلاينر” عن منصة الإطلاق.
وقال رئيس برنامج الرحلات الفضائية المأهولة التجارية في ناسا ستيف ستيتش، الجمعة “نعتقد أن بإمكاننا إدارة هذا التسرب، من خلال مراقبته قبل الإقلاع، وحتى في حال ازدياده خلال الرحلة”.
وهذه الانتكاسة هي الأحدث في سلسلة مفاجآت غير سارة واجهتها “بوينغ”.
في العام 2019، وخلال أول اختبار غير مأهول، لم تتخذ الكبسولة مسارها الصحيح وعادت إلى الأرض من دون بلوغ محطة الفضاء الدولية.
وسنة 2021، عندما كان الصاروخ موجودا على منصة الإطلاق، طرأت أعطال أعاقت عمل صمامات الكبسولة، ما تسبب في تأجيل آخر للمهمة.
ونجحت المركبة أخيرا في الوصول فارغة إلى محطة الفضاء الدولية في ماي 2022.
ورصدت مشكلات أخرى لاحقا، خصوصا في المظلات التي كانت تبطئ الكبسولة خلال عودتها إلى الغلاف الجوي، ما تسبب مرة جديدة في إرجاء الرحلة المأهولة الأولى.
وسبق لبوتش ويلمور (61 عاما) وسوني وليامز (58 عاما) أن زارا محطة الفضاء مرتين، بواسطة مكوك فضائي ثم مركبة روسية من طراز “سويوز”.
ولم ينقل سوى عدد قليل من المركبات الأميركية رواد فضاء في السابق.
وبعد وقف العمل ببرنامج المكوك الفضائي عام 2011، اعتمد رواد ناسا على مركبات “سويوز” الروسية.
وكانت ناسا وقعت عام 2014 عقودا بمبالغ ثابتة مع “سبايس اكس” (2,6 مليار دولار) و”بوينغ” (4,2 مليارات دولار) لتطوير المركبتين الفضائيتين.
وتفوقت “سبايس اكس” على “بوينغ” من خلال نقلها رواد فضاء للمرة الأولى في إحدى مركباتها إلى محطة الفضاء في 2020.
وبمجرد تشغيل “ستارلاينر”، ترغب ناسا في التناوب بين مركبتي “سبايس إكس” و”بوينغ” لنقل الرواد إلى المحطة.
ومع اقتراب خروج محطة الفضاء الدولية من الخدمة عام 2030، ستستخدم مركبات “سبايس إكس” و”بوينغ” لنقل البشر إلى محطات فضائية خاصة مستقبلية، بدأت شركات كثيرة تخطط لبنائها.
أ. ف. ب