تمكن المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم فئة أقل من 20سنة، من تحقيق إنجاز تاريخي، وذلك بعد تمكنه من احتلال الرتبة الثالثة خلال الألعاب الإفريقية التي احتضنها المغرب، والفوز بالميدالية النحاسية .
ويعد هذا أول إنجاز لكرة القدم التسوية بالمغرب، إذ لم يسبق لهذا النوع الرياضي أن حقق نتائج تستحق الذكر رغم عديد المشاركات على الصعيدين العربي والقاري، إلا أن القاسم المشترك كان هو الإقصاء المبكر. والعجز عن الصمود أمام منتخبات القارة السمراء .
ولعل النقطة الإيجابية في هذا التتويج أن أغلب لاعبات منتخب أقل من عشرين سنة سبق لهن أن مارسن بفئة أقل من سبعة عشرة سنة، وتحت قيادة نفس المدربة لمياء بومهدي، والأكثر من ذلك أن اللاعبات دخلت منذ سنتين في تجربة رياضة ودراسة بمركز المعمورة ضواحي مدينة سلا
هذا المعطي يؤكد على حقيقة واضحة، تتجلى في أن الاهتمام والتخطيط يعطي النتائج المرجوة منه، وهذا ما حدث بالفعل، إذ أن انخراط جامعة كرة القدم الجدي المبني على التخطيط المستقبلي حقق في ظرف وجيز، جزء من النتائج المرجوة منه، وهذا من شأنه دعم الممارسة النسوية الخاصة بكرة القدم
حدث هذا في غياب بطولة وطنية منظمة خاصة بالفئات الصغرى، إلا أن المجهود الذي بذل على مستوى التنقيب والتأطير والرعاية، عوامل كانت حاسمة في الوصول إلى تجاوز هذا العائق وتحقيق جزء من الأهداف المنتظرة
هذا على مستوى الجامعة، إلا أن التساؤل يطرح حول حقيقة واقع كرة القدم النسوية بالقواعد، أي الفرق والأندية، فاستمرار الممارسة بشكلها الحالي لا يسمح بأي تطور يذكر، مدام الأمر لازال مرتبط بمبادرات فردية بهذه المدينة أو تلك، وأغلب رواد كرة القدم النسوية ينطلقون من تنظيم فرق الأحياء، ولم يستطيعوا الخروج من هذه الدائرة الضيقة، إما لغياب الدعم، أو غياب الرغبة في الانفتاح على المحيط العام
المؤكد أن تطوير كرة القدم النسوية على الصعيد الوطني يتطلب استثمارا مهما من طرف الجامعة وتخصيص دعم مالي قار وسنوي، كما يتطلب انخراطا ضروريا للأندية الكبرى، صاحبة الإمكانيات المهمة والقاعدة الجماهيرية العريضة والتاريخ العريق، وهذا من شأنه المساعدة على توسيع قاعدة الممارسة، والزيادة في درجة الاهتمام، وكسب ثقة العائلات التي تسمح لبناتها بالانضمام لهذه الأندية المعروفة على الصعيد الوطني.
فوز المنتخب النسوي لأقل من عشرين سنة إنجاز مهم، وهذا شأنه فتح آفاق جديدة أمام ممارسة كرة القدم بنون النسوة

محمد الروحلي