تزداد معاناة المسافرين بشدة خلال هذه الأيام بالمحطات الطرقية، جراء ندرة حافلات نقل المسافرين، والارتفاع الصاروخي في أسعار التذاكر التي قفزت لتتجاوز نسبة 100 في المائة.
ولاحظت جريدة بيان اليوم بمحطة أولاد زيان بالدار البيضاء، أن سعر تذكرة السفر بين البيضاء وفاس قفز من 60 درهما إلى 120 درهما، ونفس الأمر يتعلق بالسفر بين العاصمة الاقتصادية ومراكش التي ارتفعت فيها التذكرة من 60 إلى 130 درهما.
ووقفت بيان اليوم في زيارتها لمحطة أولاد زيان على ندرة حافلات نقل المسافرين التي تتنقل بين المدن، والتي لا تغطي جميع المناطق المغربية بفعل إضراب مجموعة من شركات نقل المسافرين.
ومن المرتقب أن يحدث هذا الوضع فوضى في نقل المواطنات والمواطنين بين المدن خلال الأيام القليلة القادمة، بفعل اقتراب موعد عيد الأضحى الذي يرغب فيه العديد من المغاربة قضاء هذه الشعيرة الدينية مع أفراد عائلتهم بشكل جماعي.
واستنكر المسافرون غياب النقل بين العديد من المدن المغربية، إلى جانب التهاون في مراقبة المحطات من قبل مصالح الوزارة الوصية على القطاع، وذلك في ظل التوقف المستمر لعجلات حافلات نقل المسافرين، بسبب الإضراب الوطني المفتوح الذي يخوضه أرباب شركات النقل، الذين نظموا، أمس الثلاثاء، وقفات احتجاجية أمام مقرات المديريات الجهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بكل الجهات.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الحافلات نقل المسافرين بالتوقف، حيث غياب المنافسة بين الشركات، يبقى المسافر بين سندان أداء تذكرة مرتفعة الثمن لحافلات الشركات المشتغلة من قبيل “نقل الغزالة” و”ساتيام”..، ومطرقة انقطاع السبل في المدن، أو اللجوء إلى خدمات النقل السككي ONCF التي لا تغطي جميع المدن المغربية، على أساس إتمام السفر على متن عربات نقل خاصة (سيارات، شاحنات..)، أو سيارات نقل الأجرة الكبيرة.
وأوضح بلاغ للاتحاد الوطني لأرباب النقل الطرقي للمسافرين بالمغرب أن المهنيين سيصعدون من برنامجهم النضالي خلال هذا الأسبوع، في حال عدم التجاوب الإيجابي لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء مع مطالبهم، من خلال البحث عن حلول ترضي جميع الأطراف من أجل استئناف القطاع لعمله.
وأوضح الاتحاد أنه في الوقت الذي كان من المنتظر فيه أن تتفاعل الوزارة الوصية مع النقط الخلافية التي أثارها المهنيون، خرجت ببلاغ صحافي تقدم فيه حصيلة استئناف العمل من قبل بعض شركات نقل المسافرين التي عادت حافلاتها إلى الحركة بين المدن المغربية.
ويدعو الإطار النقابي لمهنيي نقل المسافرين إلى الرد على مقترحاتهم التي تقدموا بها من أجل استئناف النشاط، من قبيل الموافقة على الزيادة في أسعار التذاكر، وتكلف إدارات المحطات ببروتوكول مراقبة الحافلات عند الدخول والخروج منها، وبمجانية التعقيم.
كما تطالب هذه التمثيليات النقابية، عند ظهور أعراض الوباء على مسافر، بتحديد الجهة التي يجب الاتصال بها، وتحديد المسؤولية في حال إذا رفض المسافر الامتثال لإجراءات السلامة الصحية المعتمدة “وضع الكمامات، عدم استعمال المطهر، رفض إعطاء البيانات الشخصية”.
إلى جانب ذلك، يرى المهنيون أنه من الصعب تنفيذ التوقف على رأس كل ساعة، بسبب القوانين المنظمة للنقل، وكذا انعدام أماكن التوقف المؤمنة، خصوصا ليلا، سواء في الطرق الوطنية أو السيارة.
من جهتها، كشفت وزارة النقل أنه في إطار الاستئناف التدريجي لأنشطة النقل الطرقي للمسافرين، رصدت مصالحها استئناف العمل بـ 59 محطة طرقية من أصل 68، أي بنسبة 86%، حيث سجلت 50% منها انطلاق رحلة أو عدة رحلات. كما بلغ عدد المقاولات النقلية التي استأنفت عملها 139 مقاولة نقلية، مسجلة بذلك أزيد من 567 رحلة، منذ تاريخ 26 يونيو الجاري.
> يوسف الخيدر