الاحتفال في موكادور

موكادور تعيش (الحال )، وترقص في الساحة على إيقاعات كناوة …
عام تلو الآخر يستقطب مهرجان الصويرة عشرات الآلاف من الزوار، من داخل المغرب ومن خارجه، وأفواج الشباب تحل بالمدينة من كل جهات المملكة، ويتضاعف عددها في كل دورة من دورات مهرجان فاقت شهرته حدود المغرب، لتنقله إلى تظاهرة فنية عالمية تجذب آلاف الأجانب لزيارة «مدينة الرياح» والتعرف على المغرب… لقد صار مهرجان الصويرة  بهذا الحجم بفضل دينامية ومهنية القائمين عليه وشركائهم، وبفضل احتفائه بفن تراثي عريق لدى المغاربة وفي الهوية الإفريقية، وأيضا بفضل تفاعل الشباب مع إيقاعات موسيقى كناوة، وإبداعات فنانين عالميين تحتضنهم خشبات المهرجان كل سنة.
عندما نرى مهرجان الصويرة مجسدا في ساحات المدينة، وفي مختلف زوايا المكان، وعندما نعاين حجم الإقبال الجماهيري على سهرات مهرجان موازين في الرباط، وأيضا التفاعل الإيجابي الهائل مع مهرجان تيميتار في أكادير، ثم ما يتحقق من تجاوب وفرح في مهرجانات عديدة بمختلف مناطق المملكة، نخلص إلى اعتبار مثل هذه التظاهرات الفنية الكبرى اليوم  عنوانا يحيل على طبيعة المغاربة كشعب مقبل على الحياة، وعلى الفرح، وحاضن للفن وللفنانين، ومنفتح على ثقافات الشعوب وإبداعاتها…
مهرجان الصويرة، والتظاهرات الأخرى المماثلة، واجهة للدفاع عن روحنا كمغاربة، وتحصيننا من الانغلاق ومن… العتمة.
مهرجان الصويرة كذلك يمثل اليوم آلية جذب تأتي للمغرب، وخصوصا لمدينة الصويرة ونواحيها، بآلاف الزوار الأجانب، ليس فقط ضمن الجمهور ومن أوساط عشاق الموسيقى والمدينة، إنما أيضا من كبار الفنانين العالميين، ومن ممثلي وسائل إعلام دولية، وهذه الخاصية وحدها كافية للحرص على استمرار المهرجان ومساندته.
مهرجان الصويرة، من جهة أخرى، يعود له الفضل في إشعاع (كناوة )، وإعادة الاعتبار لهذا الفن ولأهله من المعلمين، والاحتفاء بهم، وبفضل المهرجان تزايد اهتمام الشباب بهذا الفن، وبرزت مجموعات شابة، كما تعزز الاهتمام به من خلال تسجيلات جديدة، وإنتاجات ظهرت في السوق، واهتمام إعلامي واضح مغربيا وخارجيا…
من حق الصويرة اليوم أن تعانق مهرجانها، ومن الواجب تكثيف التفكير والفعل الملموس في اتجاه جعل المهرجان أحد مداخل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمدينة، وذلك من خلال الاستثمار في البنيات التحتية التي تلبي حاجيات ضيوف المهرجان، ومن خلال تطوير بعض الأنشطة الاقتصادية والسياحية والخدماتية التي بإمكانها أن تكون خاصية مميزة للمدينة ، وتجعل الدينامية التنموية تتحرك طيلة السنة، وحتى يصير المهرجان في المدينة، ويحتفي به كافة السكان.
في المهرجان هذا العام، كما في المرات السابقة، الحركة لا تتوقف ليل نهار في المدينة وفي مختلف أرجائها…
المكان يعج فرحا، وعشرات الآلاف من الشباب يرسمون لوحة الحياة  و….يرقصون.
بهاء موكادور يوزع نوره على القادمين…
السلام على المكان، وعلى أهل المكان..

Top