الجيش المغربي يتقدم عربيا تقدم عربيا من المرتبة السابعة إلى السادسة

شهد تصنيف الجيوش العربية لعام 2023 تغييرات هامة من حيث الترتيب العالمي، مقارنة بعام 2022، وفق مؤشر “غلوبال فاير باور” الأميركي.

وحافظت الجيوش العربية الخمسة الأولى على ترتيبها عربيا، بينما دخلت دول جديدة وسقطت أخرى ضمن قائمة أكبر 10 جيوش عربية، وهو ما يدفع للتساؤل حول أسباب هذه التغيرات.

وفي العام الماضي، ووفق تصنيف مؤشر “غلوبال فاير باور”، احتل الجيش المصري صدارة ترتيب الجيوش العربية الأكثر قوة، تلاه الجيش السعودي ثم الجيش الجزائري وجاء الجيش العراقي في المرتبة الرابعة ثم الجيش الإماراتي في المرتبة الخامسة، بينما احتل المغرب والكويت وليبيا والسودان المراتب الخمس اللاحقة.

معايير جديدة

أدخل “غلوبل فاير باور” عدة مؤشرات جديدة وحذف أخرى، ورفع عدد الجيوش محل الدراسة من 140 في 2022 إلى 145 في 2023، ما أحدث تغييرات بارزة في ترتيب جيوش العالم.

ومن المرجح أن تكون الحرب الروسية – الأوكرانية وما خلفته من أزمة طاقة عالمية، دفعت المؤشر الأميركي إلى إضافة الغاز والفحم إلى النفط، ضمن الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك. حيث ارتفع عدد المؤشرات من 50 مؤشرا في 2022 إلى 53 مؤشرا في 2023.

لكنه أيضا اعتمد على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من التنافس مع الجيوش الأكبر والأقل تطورا في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المؤشرات.

إذ وجهت في السابق عدة انتقادات للمؤشر الأميركي بأنه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة سواء البشرية أو البرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجيستيك.

ثبات الخمسة الكبار

حافظت مصر على صدارتها كأكبر جيش عربي وأفريقي في 2023، غير أنها تراجعت عالميا إلى المرتبة 14، بعدما كانت في المرتبة 12 في 2022، والتاسعة في 2020.

وخسر الجيش المصري في 2023 صدارته لجيوش الشرق الأوسط لصالح الجيش التركي، الذي صعد من المرتبة 13 إلى المرتبة 11 عالميا.

ويمكن إرجاع هذا التراجع إلى عوامل عدة ليس بينها العدد والتنوع، وإنما الجانب التكنولوجي، وتأجيل مصر إتمام صفقة شراء مقاتلات “سوخوي 35” المتطورة من روسيا، بجانب مستوى التصنيع العسكري.

وحافظت السعودية هي الأخرى على المرتبة الثانية عربيا، لكن جيشها تراجع مرتبتين من 20 إلى 22، مع صعود أوكرانيا وفيتنام وبولندا، وسقوط الجيش الألماني من المرتبة 16 إلى 25.

المؤشر اعتمد على المعيار التكنولوجي، بشكل يمكن الجيوش الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر من المنافسة

وصعد الجيش الجزائري المصنف ثالثا عربيا، 5 مراتب في 2023، بعد أن حل في المرتبة 26 عالميا في 2023 مقارنة بالمرتبة 31 في 2022.

واسترجع الجيش الجزائري سريعا المرتبة الثانية أفريقيا من جيش جنوب أفريقيا، التي فقدها في 2022، بينما تراجع الأخير إلى المرتبة 33 عالميا في 2023.

ولعب إدخال معياري الغاز الطبيعي والفحم لصالح صعود الجيش الجزائري، بالنظر إلى أن البلاد حققت رقما قياسيا في صادراتها من الغاز بلغت 56 مليار متر مكعب، أما الفحم الذي تمتلك منه البلاد احتياطات لا بأس منها، فإن استهلاكها منه محدود للغاية ما حسبه المؤشر لصالحها.

وكان الجيش الجزائري الوحيد من بين الجيوش العربية التي صعدت في الترتيب الجديد للمؤشر الأميركي. فالجيشان العراقي والإماراتي، اللذان حلا رابعا وخامسا عربيا على التوالي، تراجعا في تصنيف “غلوبل فاير باور”. والجيش العراقي الذي كان يحتل المرتبة 34 عالميا في 2022، تراجع إلى المرتبة 45، بخسارة 11 رتبة.

فاستقرار البلاد نسبيا، وتراجع الهاجس الأمني، ودخول 5 دول جديدة إلى التصنيف الجديد، وتقلص صفقات السلاح مع روسيا والولايات المتحدة أثرت على تصنيف الجيش العراقي.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة إلى الجيش الإماراتي، الذي احتل المرتبة الخامسة لأكبر الجيوش العربية لكنه خسر 20 رتبة، وتراجع من المرتبة 36 في 2022 إلى المرتبة 56 في 2023.

فبعد صعود الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحكم في 2020، جاء قراره بتجميد صفقات سلاح مع الإمارات وبالأخص مقاتلات “إف35″، ليؤثر على تصنيفها.

صعود جيوش وخروج أخرى

حصل تغيير كبير على مستوى قائمة الجيوش العربية العشرة الأوائل، وتحديدا في المرتبات الخمس الثانية أي من 6 إلى 10، حيث صعدت جيوش وسقطت أخرى من القائمة.

فالجيش المغربي ورغم تراجعه عالميا من المرتبة 56 إلى المرتبة 61، إلا أنه تقدم عربيا من المرتبة السابعة إلى السادسة، بعد تجاوزه الجيش السوري بثلاث مراتب.

وتراجع الجيش السوري من المرتبة 47 عالميا إلى المرتبة 64، خاصة في ظل انشغال حليفه الروسي بالحرب في أوكرانيا، وانحصار المعارك في الجبهة السورية، بالإضافة إلى تراجع المؤشرات الاقتصادية. ودخلت قطر (65 عالميا) وتونس (73 عالميا) واليمن (74 عالميا) قائمة أكبر 10 جيوش عربية، بعدما أزاحت كلا من الكويت وليبيا والسودان من القائمة.

إذ استفادت قطر من إدخال معيار الغاز الطبيعي (إنتاجا واحتياطا واستهلاكا) ضمن المؤشر الأميركي، وأيضا صفقات السلاح الأخيرة، ومداخيلها المعتبرة من الغاز والنفط، لتحقق قفزة جديدة.

حيث قفزت من المرتبة 82 عالميا في 2021 إلى المرتبة 77 في 2022 ثم المرتبة 65 في 2023، أي صعدت 17 رتبة في ظرف عامين فقط.

ويعكس هذا الصعود، الأول عربيا، رغبة قطر في تطوير قواتها العسكرية، خاصة قبيل احتضانها كأس العالم 2022، والتهديدات الإقليمية التي واجهتها في السنوات السابقة.

بينما حافظت تونس على المرتبة 73 عالميا، لكنها تقدمت إلى المرتبة التاسعة عربيا بعدما كانت في المرتبة 11. أما الجيش اليمني فقد حقق قفزة عربيا من المرتبة 15 في 2022 إلى المرتبة العاشرة في 2023. وعالميا صعد كذلك الجيش اليمني من المرتبة الـ80 إلى المرتبة 74، أي أنه قفز 6 مراتب كاملة، رغم أنه يخوض حربا أهلية بانخراط إقليمي منذ 2015.

Related posts

Top