ألغت حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية زيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته ليتيسيا لمدنيتي سبتة ومليلية المحتلتين من أجندة زياراته التي يخصصها لمختلف المدن والجزر الإسبانية، بعد رفع الحجر الصحي عن البلاد بسبب فيروس كورونا “كوفيد – 19”.
وكشفت جريدة “إلكونفدونسيال” الإسبانية أن الحكومة قررت، نهاية الأسبوع الماضي، حذف هذه الزيارة من قائمة المدن التي سيزورها فيليبي السادس وليتسيا، تفاديا لحدوث أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط.
وأوضحت الجريدة، أن ملك إسبانيا لم يزر المدينتين السليبتين منذ توليه للحكم خلال سنة 2014، باستثناء زيارة الملك خوان كارلوس وزوجته صوفيا خلال سنة 2007، بعد 32 سنة من جلوسه على العرش “1975”.
وأثارت زيارة خوان كارلوس وقتها حنق الرباط التي ردت بقوة على الخطوة الاستفزازية باستدعاء عمر عزيمان سفير المغرب بمدريد آنذاك، علاوة على رفض الزيارة من قبل جميع مكونات المجتمع المغربي.
ونتيجة هذه المعطيات، اهتدت الحكومة الإسبانية إلى حذف المدينتين السليبتين من أجندة زيارات ملك إسبانيا، لاسيما وأن الرباط ومدريد، تجمعهما الكثير من المصالح الاقتصادية والسياسية، من قبيل ملف الهجرة والأمن، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية المرتبطة بالفلاحة، والصناعة، والصيد البحري، والطاقة.
ويعتبر المغرب فاعلا استراتيجيا في المنطقة. وهو ما يدفع إسبانيا إلى التعامل بحذر شديد معه على مستوى سيادته الترابية، وإلى تفادي الإقدام على بعض الاستفزازات كما هو الحال ببرمجة زيارة رسمية إلى الثغرين المحتلين من طرف ملك إسبانيا.
وكشف المصدر ذاته، أن وكالة “إيفي” الإسبانية ذكرت نهاية الأسبوع الماضي تأخير الملك لزيارته للمدنيتين إلى أجل غير مسمى، دون أن تكشف عن سبب ذلك، والذي ربطته “إلكونفيدونسيال” بتجنب إزعاج الرباط.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لإسبانيا، فإن إلغاء هذه الزيارة يأتي في الوقت الذي زار فيه فيليبي السادس وزوجته ليتيسيا، ساكنة مختلف المدن الإسبانية التي تستقبلهما في الفضاءات العامة (الشواطئ، والمقاهي، والحدائق العمومية..).
وبحسب تقرير “إلكونفدونسيال”، فإن المغرب غير من سياسة تعامله مع الجار الشمالي على مستوى العديد من المواضيع المشتركة، كقرار إغلاقه للحدود البرية بمعبر “بني انصار” بين مليلية المحتلة والناظور، ومعبري “ترخال 1 و2” بين سبتة السليبة والمضيق.
ويندرج قرار الإغلاق الذي اتخذته الرباط، نتيجة تكبد السوق المحلية سلسلة من الخسائر المادية بفعل نشاط التهريب بين الثغرين المحتلين والمدن المجاورة لهما، حيث تم تعويضهما بوضع الحواجز الجمركية، وتشييد ميناء الناظور، علاوة على بناء منطقة صناعية بالمضيق والفنيدق، لخلق فرص شغل بالنسبة للمتضررين من قرار الإغلاق.
جدير بالذكر أن ملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته ليتيسيا، كان قد زارا المغرب خلال شهر فبراير من سنة 2019، حيث تم التوقيع على 11 اتفاقية تعاون بين الجارين، تهم مجالات التعاون الاستراتيجي كالأمن، والطاقة، والثقافة.
وتعد إسبانيا من أهم حلفاء المغرب الأوروبيين وأكبر شركائه التجاريين، واحتلت صدارة الشركاء التجاريين في عام 2019 للسنة السابعة على التوالي، استنادا إلى المؤشرات الاقتصادية الرسمية لمكتب الصرف.
< يوسف الخيدر