“إذا كانت بطولة يورو 2020، أُقيمت في ظل انتشار فيروس كورونا، بملاعب ممتلئة بالجماهير، فلماذا لا نلعب بطولة أمم إفريقيا بالكاميرون…”
“… أعطني سببًا واحدًا لتأجيلها، إن كان هناك سببا، فهم الخونة المتواجدين داخل إفريقيا، الذين يتواطؤون ضد القارة”.
تصريحات مدوية للنجم الكامروني صامويل ايطو، جاءت ضمن حوار مطول مع الصحافة الفرنسية، أبرز خلاله موقفه الرافض لفكرة تأجيل كأس الأمم الإفريقية المقرر أن تحتضنها بلاده، ما بين 9 يناير وإلى 6 فبراير من السنة القادمة.
وطبيعي أن يصدر مثل هذا التصريح الذي حمل اتهامات خطيرة، تتجلى في حديثه عن وجود ما أسماهم بـ”الخونة” داخل القارة، متواطؤون ضد مصالح كرة القدم الإفريقية، وهي اتهامات تبقى مرفوضة، دون حجج ودلائل تدين الجهات أو الأشخاص الذين يقصدهم.
وباستثناء هذه الاتهامات التي يمكن أن نتفق بكونها مرفوضة، ولا تساهم في وحدة الصف الإفريقي، فإن الجرأة التي تحدث بها، تستحق الكثير من الإشادة والتقدير، لكونها تصدر عن نجم كبير، شرف القارة على الساحة الدولية، وكان خير سفير لها، وأفضل من مثل الشباب الإفريقي، أعطى الدليل على أن الشباب الإفريقي قادر على تقديم عطاءات كبيرة، إذا سمحت له الظروف بذلك.
والمطلوب في هذا الظرف بالذات ارتفاع أصوات مساندة من داخل القارة، خاصة من طرف نجوم سابقين، لعبوا لأندية أوروبية، عانوا من تعامل غير لائق من طرف إدارات الأندية الأوروبية، كما يمكن أن تكون هناك مساندة من طرف فعاليات أخرى، مثل المدربين والأطر وأيضا من الصحفيين، وغيرهم ممن لهم الصفة والمكانة، التي تسمح لهم بإسماع صوت إفريقيا عاليا، صوت يرفض الوصاية، ولا يقبل النظرة الدونية.
فالعديد من النجوم الأفارقة الكبار، يمكنهم الإدلاء بتصريحات مؤيدة للاتجاه التي سارت عليه الكاف ورئيسها الجنوب إفريقي موتسيبي، والاتحاد الكامروني الذي يقوده حاليا الدولي السابق صامويل ايطو، تصريحات مؤيدة يمكن أن تقوي جبهة الرفض، وتؤيد كل صوت يساند استقلالية القرار الإفريقي، ضمن مبدأ رابح رابح، وليس رابح خاسر، كما كان عليه الحال منذ سنوات خلت.
كأس أمم إفريقيا ستنظم في موعدها المحدد سلفا، سواء رغب في ذلك لوبي الأندية الأوروبية الكبرى، ومن رائهم جهاز الفيفا بقيادة جاني ايفانتينو، أم لم يرغبان في ذلك، المهم أن إفريقيا لها كلمة موحدة، ترفض ما تمليه جهات لا تنظر إلا للكيفية التي تخدم مصالحها الخاصة، أما ما يهم مصالح الآخرين، فهذا أمر مؤجل أو ملغى بصفة نهائية…
الكلمة إذن لنجوم القارة السابقين المفروض أن يخرجوا عن صمتهم، والإعلان صراحة عن تأييد ايطو في رفضه للوصاية، وأيضا الخيانة…
محمد الروحلي