تأهل مستحق حققه فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم للمباراة النهائية للبطولة العربية لأندية الأبطال، والتي تحمل هذه السنة اسم جلالة الملك محمد السادس، ويحتضنها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
لم يكن أي أحد يتصور، أن يجرى هذا الموعد الرياضي الهام في غياب ممثل مغربي، والرجاء كان الأقرب منذ تأهيله التاريخي على حساب غريمه التقليدي الوداد، في موقعة ستتذكرها الأجيال، بالنظر لتفاصيله المثيرة، وما عرفته من “ريمونتادا” لم تكن أبدا في الحسبان.
دخل الرجاء أمام الإسماعيلي وهو متخلف بهدف لصفر من مباراة الذهاب، وكان عليه تحقيق التكافؤ، ثم البحث عن الفوز، إلا أن المهمة لم تكن بالسهولة التي توقعها البعض، نظرا للظروف التي أحيطت بالمباراة، والتي فرضت اللجوء لملعب مراكش عوض مركب الدار البيضاء.. اللغز المحير، أضف إلى ذلك مجموعة من الغيابات المؤثرة، ولعل أبرزها عبد الإله الحافيظي بسبب توالي الإصابات، وأيضا المدرب جمال السلامي المصاب بوباء كورونا.
ففي ظل هذه الحيثيات، ومخلفات الإقصاء القاسي من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، كان على عناصر الرجاء تجاوز كل المطبات، والبحث عن تأهيل للمباراة النهائية لكأس محمد السادس، حيث سيلتقي باتحاد جدة السعودي، بحثا عن تتويج يحمل الكثير من الرهانات.
أولى هذه الرهانات قيمة المناسبة، فالمنتظر أن يكون هناك عرسا رياضيا كبيرا، ببعد وطني ورمزية كبيرة، مادامت هذه النسخة تحمل اسم جلالة الملك محمد السادس، وكل رياضي وكل فريق، يتمنى أن يحضر هذا الحفل الذي سيكون بكل تأكيد مميزا على جميع المستويات.
ثاني الرهانات، الرهان الرياضي، إذ تشعر كل مكونات الرجاء بضرورة التكفير عن خطأ الإقصاء من عصبة الأبطال، وبالتالي هناك فرصة مواتية لمصالحة جمهوره العريض.
الرهان الثالث، هو رهان مالي محض، إذ أن المنحة المغربية التي تنتظر الفائز، تصل إلى ستة ملايين دولار، وأمام بريق العملة الأمريكية، تهون كل الصعاب، إذ تمني الرجاء النفس بإمكانية الفوز بهذه الجائزة المغرية.
وتماما، كما هو معروف على الرجاء، فإن لاعبيه يكبرون في المواعيد الكبيرة، وهذا ما تحقق بالفعل، ورغم حالة الاستعصاء التي لازمتهم خلال الجولة الأولى أمام الإسماعيلي، بعد عجز أصدقاء العميد محسن متولي، فك شفرة الدفاع المتكتل، لتنتهي الجولة بالتعادل الأبيض الذي لا يخدم مصالح الفريق المغربي.
إلا أن إصرار العناصر الرجاوية كان واضحا، ففي الشوط الثاني استطاعت تجاوز الدفاع المصري، وكان الحل عن طريق ضربة جزاء استطادها رحيمي، ليوقع منها متولي هدف التعادل، هنا كان على “الدراويش” البحث عن التأهيل، إلا أن مالانغو كان له رأي آخر، رغم دخوله كاحتياطي، حيث استعان مرة أخرى بسلاحه الفتاك، أي الضربات الرأسية الحاسمة، موقعا بواسطتها الهدف الثاني الذي حرر كثيرا كل مكونات الفريق، وفي الوقت القاتل جاء الهدف الثالث عن طريق بنحليب الذي قضى على كل أمل للمصريين.
الرجاء في نهائي كأس محمد السادس، مباراة سيترقبها الجميع، كموعد للاحتفال، والفرجة والمال الوفير …
>محمد الروحلي