“الركراكي لا يحلم”.. المغرب يمكنه الفوز بكأس العالم 2026

أكد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أن المنتخب المغربي الأول، بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، أنه بالرغم من عدم استطاعته الوصول إلى المباراة النهائية لمنافسات كأس العالم “قطر 2022″، يبقى من الوارد جدا أن يتوج باللقب العالمي في النسخة القادمة التي ستقام بكل من الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك وكندا سنة 2026.
وشرح الموقع في تقرير مطول تحت عنوان “الركراكي لا يحلم”، نشر قبل أيام من نهاية نسخة كأس العالم “قطر 2022” والتي عرفت تتويج الأرجنتين باللقب على حساب فرنسا، الأسباب التي جعلت هدف الناخب الوطني والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واقعيا وممكنا لأسود الأطلس، في سابع مشاركاته في نهائيات كأس العالم القادمة.

معدل الأعمار

لا يتجاوز معدل أعمار لاعبي المنتخب الوطني المغربي 26 سنة وشهرين، كما أن هيكله الأساسي مكون من لاعبين أغلبهم لم يتجاوز السابعة والعشرين من العمر، بخلاف البدلاء الشباب الذين لم يستخدمهم المدرب وليد الركراكي خلال البطولة من أمثال أنس الزروري، وبلال الخنوس.
ولا يمكن إنكار فضل المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش في بناء هذا الفريق بالرغم من خصامه الدائم مع لاعبين شكلوا العميد الفقري للنخبة الوطنية في مقدمتهم حكيم زياش (تشيلسي الانجليزي)، ونصير المزراوي (بايرن ميونيخ الألماني)، وأمين حاريث (مارسيليا الفرنسي)، في وقت منح عددا من المواهب الشابة فرصا مع المنتخب، وعلى رأسهم عز الدين أوناحي الذي أصبح حديث العالم عقب مواجهة إسبانيا بعدما أشاد لويس إنريكي، المدرب المقال من تدريب “لاروخا” بطريقة لعبه على أرضية الميدان قائلا، “إنه لاعب من كوكب آخر”.
وفي مونديال 2026 الذي سيقام بتنظيم ثلاثي مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، سيصل الحارس ياسين بونو، المحترف بنادي إشبيلية الإسباني لعامه الخامس والثلاثين، في حين سيكون كل من نايف أكرد (ويست هام يونايتد الإنجليزي)، وسليم أملاح (ستاندار دولييج البلجيكي)، وسفيان أمرابط (فيورنتينا الإيطالي)، ويوسف النصيري (إشبيلية الإسباني)، ونصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني)، في بداية الثلاثينيات من أعمارهم أو على أبوابها، وهو سن النضج الأفضل في كرة القدم حاليا الذي يستطيع معه اللاعب تقديم أقصى ما لديه متسلحا بخبرته الكبيرة التي راكمها من كرة القدم رفقة مختلف الأندية التي لعب معها.

الشجاعة والجرأة

أظهر المنتخب المغربي شجاعة وجرأة خلال مباريات النسخة الحالية من المونديال “قطر 2022″، فقد واجه وصيف وثالث مونديال روسيا 2018 (كرواتيا وبلجيكا)، وبالرغم ذلك لعب الند بالند واستطاع انتزاع نقطة التعادل السلبي من كرواتيا (0-0)، وفاز على بلجيكا (2-0) بهدفي رومان غانم سايس وزكرياء أبو خلال وعلى كند (2-1) بهدفي حكيم زياش ويوسف النصيري، وبعدها صمد في دور ما بعد المجموعات أمام منتخب إسبانيا بطل نسخة 2010 وأخرجه من البطولة في ضربات الجزاء، بعدما تألق الحارس ياسين بونو، قبل أن يزيح في ربع النهائي البرتغال بنجومها الكبار وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، بهدف يوسف النصيري بعدما ارتقى فوق الجميع بحوالي 2.78 سنتمتر، مانحا المغرب بطاقة بلوغ دور نصف نهائي المونديال كأول منتخب عربي وإفريقي.
المحللون والمتابعون اتفقوا على أن السبب الأهم خلف وصول المغرب لربع النهائي، بجانب التميز التكتيكي والحماس والروح القتالية والجودة الفردية، كسر حاجز الخوف أمام الكبار واللعب دون عقدة النقص بكونه منتخبا إفريقيا يواجه عمالقة القارة العجوز، ولا يمكن هنا إغفال حق المدرب وليد الركراكي وعمله على الجانب الذهني والنفسي مع اللاعبين بهذا الشأن.

تطور النجوم

أظهر نجوم المغرب المحترفون في أوربا خلال السنوات الأخيرة تطورا ملفتا، فقد انضم أشرف حكيمي لباريس سان جيرمان الفرنسي، وحكيم زياش لتشسلسي الإنجليزي، ونصير مزراوي لبايرن ميونخ الألماني، دون نسيان تألق ياسين بونو ويوسف النصيري مع إشبيلية الإسباني.
ويبدو أن المستقبل سيحمل الأفضل في هذا الجانب، خاصة مع الحديث المتزايد عن اهتمام كبار أوربا بالنجوم الحاليين، وخاصة سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي ونايف أكرد من قبل كبار أندية أوروبا.
ويساعد حضور اللاعبين المغاربة في الأندية الأوربية الكبيرة على تطوير أدائهم ومردودهم على المستوى الفني والبدني، والأهم ذهنيا، وعلى صعيد الشخصية والعقلية، ويزيل الخوف والرهبة من قلوبهم عند مواجهة النجوم الكبار مع منتخبات بلادهم في كأس العالم، في وقت كان من الصعب على المنتخبات الإفريقية بلوغ أدوار متقدمة في منافسات كأس العالم عبر التاريخ.

أكاديمية محمد السادس

أنشأ المغرب عام 2009 أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ضواحي مدينة سلا، لاكتشاف وتطوير المواهب الكروية من مختلف أنحاء المملكة.
وتضم الأكاديمية أحدث المرافق والوسائل الخاصة بإعداد لاعبي كرة القدم، وقد ساهمت في تخريج أجيال ممتازة من اللاعبين الشباب وسهلت انتقالهم إلى الأندية الأوربية، حيث شارك عدد منهم حاليا مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم “قطر 2022″، منهم نايف أكرد ويوسف النصيري وعز الدين أوناحي.
ويضمن استمرار تلك الأكاديمية في العمل اكتشاف وتطوير المزيد من المواهب وسفر المزيد من اللاعبين إلى أوروبا، وهو ما يصب لصالح كرة القدم المغربية بالتأكيد في أفق تطعيم مختلف المنتخبات الوطنية وصولا للمنتخب الأول.

 إنجاز: عادل غرباوي

 عدسة: مكاو عقيل

Related posts

Top