الرياضة وريع «كازا»…

تتواجد بمدينة الدار البيضاء مجموعة من المرافق التجارية والسياحية والترفيهية، تعود ملكيتها في الأصل لمجلس مدينة الدار البيضاء، أماكن تعرف إقبالا كبيرا، نظرا لتواجدها بلقب العاصمة الاقتصادية، وعبر الشريط الساحلي، الممتد لعشرات الكيلومترات من المحمدية إلى دار بوعزة…

إلا أن كل هذه المرافق تم تفويتها للخواص، بطرق أقل ما يقال عنها غير واضحة، كما أن عمليات التفويت تتم في الكثير من الأحيان بطريقة سرية، وغير معلنة للعموم، أضف إلى أن العقود المبرمة، تمتد لمدد زمنية طويلة، تصل في أغلب الحالات إلى 99 سنة…

والواقع أن تفويت مثل المرافق الحيوية، لا يقوى في الغالب مداخيل المجلس، إذ أن المقابل المالي يكون هزيلا، أن لم نقل شكليا، يخدم بالدرجة الأولى مصالح أفراد وعائلات بعينها، تغتني على حساب مصالح الساكنة والمدينة التي توجد في أمس الحاجة إلى تنمية مداخيلها، خدمة المواطن بالدرجة الأولى…

وحين نتحدث عن ولاية الدار البيضاء الكبرى، تقفز إلى الأذهان رموزها القوية، والتي ترتبط بإسمها وهويتها، ومنها على سبيل المثال لا للحصر، الناديين البيضاويين الوداد والرجاء، بحجمها وقاعدتهما الجماهيرية العريضة، وتأثيرهما القوى، والإشعاع الذي يعطيانه للعاصمة الاقتصادية، والأكثر المردود المالي الذي يقدمانه من حيث الترويج الاقتصادي، ودورهما التنشيطي والرياضي والاجتماعي…

صحيح أن هناك أندية خاصة، تنشط بمجالي التنس والكرة الحديدية، إلا أن وضعيتها تختلف عن كل مرافق الريع، إذ أن الطابع الرياضي هو الغالب على أنشطتها، عكس الفضاءات الكبرى، التي تستغل من طرف أفراد معينين، يتم استغلال أماكن تجارية وترفيهية وسياحية لصالحهم…

فلماذا لا تستفيد الأندية المعروفة من هذا الريع المنتشر عبر مختلف أرجاء الولاية؟ ولماذا لا يتم تفويت هذه المصالح لصالحه التنظيمات الرياضية والثقافية، تساهم في تقوية مداخيلها، حتى تتمكن من تغطي ولو جزء من نفقات، تتزايد سنة بعد أخرى…

فبالإضافة إلى الوداد والرجاء، تأتي بدرجة ثانية أندية شباب المحمدية، الاتحاد البيضاوي، الرشاد البرنوصي، ودفاع عين السبع، وغيرها من الفرق التي تقاوم الخصاص، لتبقى واقفة تستجيب لرغبة الشباب في ممارسة هوايتها، بينما هناك أشخاص وعائلات تستغل ريع «كازا».. تستفيد ولا تفيد…

>محمد الروحلي

Top