سيتمكن قضاة المحاكم المالية من الحصول على الإنصاف في مسارهم المهني عبر الاستفادة من ترقية جديدة وهي الدرجة الممتازة التي تم إحداثها بموجب مشروع قانون رقم 55.24 بتغيير وتتميم القانون رقم 62.99 المتعلق بمدونة المحاكم المالية، وذلك بعد أن حظي بمصادقة مجلس النواب خلال جلسته العمومية، أول أمس الاثنين ، حيث سيصبح بموجب هذا النص الجديد للقضاة الذين قضوا خمس سنوات من الأقدمية في الدرجة الاستثنائية، الترقي إلى الدرجة الممتازة.
ووفق مضامين هذا النص الجديد، فإن المسار المهني للقضاة لم يعد يتوقف عند الدرجة الاستثنائية قبل بلوغ سن 45 سنة والاستمرار في نفس الدرجة إلى سن إحالتهم على التقاعد المحدد في 65 سنة وقد يصل إلى 71 سنة في حال التمديد، بل ستفتح أمامهم آفاق الترقية إلى الدرجة الممتازة على غرار باقي قضاة النظام القضائي للمملكة الذين استفادوا من الدرجة الممتازة بموجب القانون التنظيمي رقم 14.22 القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 106.13 المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة.
و يشار أن الهيكلة الحالية لدرجات قضاة المحاكم المالية هي ثلاث درجات، الثانية والأولى والاستثنائية إضافة إلى خارج الدرجة التي يعين فيها كل من الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات والوكيل العام للملك لدى المجلس الأعلى للحسابات، ونص القانون الجديد جاء ليلائم وضعية قضاة المحاكم المالية مع وضعية قضاة النظام القضائي الذين تم تحسين وضعيتهم مؤخرا.
مشروع رقم تتميم مدونة المحاكم المالية هذا وكانت عدة مداخلات خلال جلسة المناقشة أثناء مناقشة النص داخل لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات ، قد أكدت على أهمية تحسين الوضعية المادية لقضاة المجلس الأعلى للحسابات على اعتبار أن ذلك ينسجم مع مطمح توسيع المهام الرقابية للمجلس الأعلى للحسابات لتشمل مختلف أوجه صرف المال العام لكل القطاعات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية .
واعتبرت مداخلات أعضاء اللجنة النيابية أن تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة يتطلب موارد مادية وبشرية توازي جسامة وثقل المهام والمسؤوليات الموكولة إلى المحاكم المالية، يتطلب الاعتناء بالكفاءات البشرية التي تعد المحرك الأساسي للرفع من أداء هذه المحاكم وتحقيق أهدافها الاستراتيجية ، مشيرة أن الاعتناء بأوضاع قضاة المحاكم المالية وتوحيدها مع أوضاع القضاة في مختلف المحاكم سيكون له الأثر الإيجابي في تحسين أداء المحاكم المالية والرفع من مردوديتها.
فنن العفاني