أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أول أمس الثلاثاء بمراكش، أن الحكومة تعطي للتعليم أولوية باعتباره مفتاح التقدم والنهوض وتحقيق التنمية.
وقال، في كلمة خلال افتتاح أشغال اللقاء البيداغوجي الوطني، المنظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “إننا نعطي للتعليم أولوية ونعتبره مفتاح التقدم والنهوض ومفتاح التنمية، وقد أكدنا على ذلك في البرنامج الحكومي، وأظن أننا لحد الساعة وفي هذه المرحلة وفينا بجزء مهم من هذا الوعد”.
وأوضح رئيس الحكومة أن خطاب العرش أعطى دفعة قوية لهذه الرؤية، وبعدا اجتماعيا قويا لعمل الحكومة، مجددا التأكيد على أن التعليم مهم جدا، وأطلقت فيه أوراش عديدة بدأ بعضها يتحقق على أرض الواقع.
وأبرز، في هذا الصدد، أن الحكومة أطلقت برنامج تعميم وإصلاح التعليم الأولي، وهو برنامج طموح يأتي في سياق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتكوين 2030-2015، وكذلك برامج أخرى تلتها وأخرى سيتم إطلاقها مستقبلا، مؤكدا على الحرص على متابعة تنفيذ البرامج الطموحة والمهمة التي أطلقت في هذا الورش.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه البرامج بيد المسؤولين الجهويين والإقليميين المطالبين بالتعبئة، والعمل “لكي ننجح هذا الورش الأساسي”.
كما تطرق سعد الدين العثماني، لبرنامج مدرس المستقبل، الذي أطلق لتكوين 20 ألف مدرسة ومدرس سنويا في أفق تكوين 200 ألف بحلول عام 2030 عن طريق الإجازة المهنية، موضحا أن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات مسؤولون عن إنجاحه لحل مشكل الجودة.
وذكر، في هذا السياق، بتقديم مشروع الدخول المدرسي لهذه السنة أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و”الذي تضمن أرقاما مهمة وغير مسبوقة “، تتعلق بتعميم برنامج تيسير على جميع المستحقين، من خلال الاستهداف الاجتماعي وليس الاستهداف الجغرافي.
وأوضح أن هذا البرنامج يسعى لرفع عدد الأطفال المستفيدين إلى 2 مليون و700 ألف طفل بدءا من شهر يناير المقبل، مشددا على أنه رقم غير مسبوق سيسهم في محاربة الهدر المدرسي ومساعدة الأسر الفقيرة والهشة على استمرار أبنائهم في الدراسة.
وأضاف أن هذا البرنامج الإصلاحي الطموح ينضاف لما أنجز سابقا، لافتا الانتباه إلى الحاجة الماسة للتقييم في كل مرحلة لتجويد تلك البرامج وإعادة النظر فيها لتكون أفضل ومكيفة أكثر مع الحاجيات المتجددة.
وأشار إلى أن كلفة برنامج تيسير سترتفع من 500 مليون درهم إلى 2 مليار و100 مليون درهم في إطار ميزانية 2019، مع الإشارة إلى تصفية جميع متأخرات هذا البرنامج، للسنتين الأخيرتين تقريبا.
من جهة أخرى، كشف رئيس الحكومة، أن الحكومة منكبة على الورش المتعلق برفع المستوى البيداغوجي للتعليم بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح، على اعتبار أن المتخرجين منها يجدون صعوبة في ولوج سوق الشغل.
وأكد في هذا السياق، حرص الحكومة على الرفع من مستوى الكليات وفق منهجية مضبوطة، مشيرا إلى وجود برامج قابلة للتنفيذ، لأن ” هذا الورش مهم، ويشارك فيه عدد من المتدخلين في مجال التربية والتكوين “.
وأعرب عن الأمل في أن تتمكن الكليات من تقديم تكوين منسجم مع الحاجات التنموية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة بما في ذلك حاجيات سوق الشغل.
كما لم يفته التذكير بوجود عدد من الأوراش المهمة في مجال التربية والتكوين، والتي تطلبت تشاورا مع مختلف المتدخلين والفاعلين، من بينهم المجلس الأعلى للتربية والتكوين، باعتباره الشريك الأساس، وكذا المهنيين والبرلمانيين والخبراء ورؤساء الجامعات والعمداء والأساتذة وغيرهم.
ونظم هذا اللقاء من قبل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار “الجامعة المتجددة : الإجازة رهان للتأهيل الأكاديمي والاندماج المهني”، وذلك في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية الواردة في خطابي عيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2018.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بحضور وازن لعدد من الوزراء والشخصيات البارزة وكذا مشاركة مكثفة للجامعات العمومية الوطنية ممثلة برؤساء الجامعات ونوابهم المكلفين بالشؤون البيداغوجية وعمداء مؤسسات الاستقطاب المفتوح ونوابهم المكلفين بالشؤون البيداغوجية والأساتذة الباحثين ورؤساء الشعب ومنسقي مسالك الاجازة الأساسية والمهنية والإداريين بهذه المؤسسات بالإضافة الى ممثلي النقابات والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين
ويندرج هذا اللقاء في إطار ورش تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي الذي أطلقته الوزارة في انسجام تام مع توجهات الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 من أجل مدرسة الانصاف والجودة والارتقاء، وكذا في سياق يتميز بإنجاز المجلس الأعلى للحسابات لتقريرين تقييميين هما المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح وخلصت الى ضرورة اصلاح هذه المؤسسات من أجل تجاوز الاشكالات التي تعتريها والمرتبطة أساسا بالمردودية الداخلية والحكامة والجودة وقابلية الاندماج في سوق الشغل وذلك تحضيرا لإطلاق جيل جديد من الإجازة في إطار اعادة اعتماد المسالك.
ويروم هذا اللقاء دراسة ومناقشة جميع السبل والآليات الكفيلة بتنزيل محاور خارطة الطريق التي رسمها جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير من أحل ملاءمة التكوينات مع حاجيات سوق الشغل وتيسير اندماج الخريجين في الحياة العملية وخاصة بسلك الإجازة بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح الذي يستقطب غالبية الطلبة بالجامعات العمومية الوطنية.
كما يهدف هذا اللقاء الى بلورة منظور جديد للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح وارساء هندسة بيداغوجية جديدة لاسيما بسلك الإجازة وإعادة النظر في التخصصات والتكوينات الجامعية لما يستجيب لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحاجيات سوق الشغل المتجددة والمتحولة وبما ينمي علاوة على الجوانب المعرفية والأكاديمية، الكفايات الحياتية والذاتية للطلبة باشراك الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين في كل مراحل بلورة مسالك التكوين، واقرار نظام ناجع ونشط للتوجيه قائم على المواكبة المبكرة ومراعاة مؤهلات وميولات الطالب لتمكينه من بناء وتحقيق مشروعه الشخصي.
ويناقش اللقاء أربعة محاور رئيسية تتمثل في “التوجيه ومدخلات الاستقطاب المفتوح ” و”وتنويع العرض التربوي مع وضع منظور جديد للمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح ” و”مراجعة الهندسة البداغوجية بسلك الإجازة” و” الكفايات الحياتية والذاتية “.، فضلا عن تنظيم مائدتين مستديرتين تناقشان مجموعة من المواضيع المحورية تتعلق بملاءمة التكوين مع متطلبات سوق الشغل ونظام اكتساب الوحدات.