حصد فريق الكوكب المراكشي الهزيمة الحادية عشرة له هذا الموسم، وكانت أمام حسنية أكادير بملعب “أدرار” برسم الدورة 23 من البطولة الاحترافية لكرة القدم.
والمثير في هذه الهزيمة ليس الحصة التي بلغت خمسة أهداف لواحد فقط، بل ظهور الفريق المراكشي بمستوى باهت وضعيف، سهل مهمة المحليين الذين حققوا بالمناسبة فوزا سهلا، وبحصة عريضة حسنت من مردود خطهم الأمامي الذي يعاب عليه الشح التهديفي.
وضعية فريق “الكاسييم” ازدادت تأزما بمؤخرة الترتيب، إذ يقبع وحيدا في المرتبة السادسة عشرة برصيد 19 نقطة، وبفارق أربعة نقط عن المحتل للمرتبة 15، وبالتالي فإن مهمة الحفاظ عن البقاء بقسم الكبار تبقى بالغة الصعوبة، إن لم نقل مستحيلة.
فإلى حدود الدورة 23، لم يحقق فريق الكوكب سوى 4 انتصارات، مع 7 تعادلات، و11 هزيمة، سجل خط هجومه 20 هدفا، بينما تلقت شباكه 30 هدفا، أي ناقص 10 أهداف، فكيف بهذه الحصيلة الغارقة في السلبية أن يتوفر الفريق على نفس ثان يسمح له بالمنافسة على تحقيق البقاء؟
يعتبر هذا الموسم الثالث على التوالي الذي نجد فيه الكوكب يصارع على البقاء، بل تحول سنويا إلى زبون للمراتب المكهربة، وغالبا ما يضمن بقاءه في الدورات الأخيرة، إلا أنه وكما يقال “ما في كل مرة تسلم الجرة”، وجرة الكوكب قد تتعرض هذه المرة للكسر، ما لم تحدث ثورة كبيرة واستفاقة استثنائية في الدورات المتبقية، تسمح لبهجة مراكش الحمراء بضمان البقاء.
وطبيعي أن هناك أسبابا وراء كل هذا التخبط المزمن الذي يعيشه الفريق، وتتنوع بين ما هو تسييري ومالي وتقني، بل وتجتمع كل هذه الأسباب دفعة واحدة، مشكلة عبئا ثقيلا على كاهل الفريق، رغم أنه مثقل أصلا من جراء تبعات حروب صغيرة مشتعلة داخل الدائرة الصغيرة المتحكمة في مصيره، وخلافات وصراعات مستمرة ودائمة بين الأعضاء.
فالخلافات بين المسيرين وصلت إلى المحاكم، والخصاص المالي مطروح بحدة، نتج عنه حجز لممتلكات الفريق، كما أن الملفات الخاصة بالنزاعات مع اللاعبين والمدربين ازداد عددها، وآخرها ملف المدرب فوزي جمال الذي يطالب بمبلغ 130 مليون سنتيم كمستحقات له لازالت بذمة الفريق.
آخر الأخبار تفيد بأن مسؤولي الفريق يعتزمون التخلي عن جواد الميلاني، وهو بالمناسبة رابع مدرب يقود سفينة الفريق إلى حدود الدورة 23، بعد كل من فوزي جمال، عزيز العامري وعز الدين بنيس، وهذا العدد الكبير من المدربين بموسم واحد، يؤكد أن المشكل ليس في المدرب، بقدر ما هو نتيجة تسيير عشوائي يعاني منه الفريق كل موسم.
فهل استوعب المتحكمون في مصير الكوكب هذه الحقيقة المرة؟
محمد الروحلي