في عز الأزمة المتفجرة داخل جهاز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف»، بسبب التجاوزات التي شهدها ملعب رادس، والتي كان ضحيتها ممثل المغرب فريق الوداد البيضاوي، وما تبعها من قرارات ومشاكل وردود فعل، تجاوزت المجال الرياضي، لتصل إلى ما هو سياسي، جاء تتويج وطني للوداد، ليغني رصيده الحافل بالبطولات والألقاب.
تتويج بلقب البطولة في نسختها الاحترافية الثامنة، تتويج مستحق بالنظر إلى المسار الإيجابي الذي وقع عليه الفريق الأحمر منذ بداية الموسم، حيث احتكر مركز الريادة طيلة موسم بكامله، رغم تعدد المشاركات والالتزامات والواجهات.
إنجاز الوداد الوطني في انتظار ما هو قاري، يعد الثالث من نوعه في ظرف خمس سنوات، وهو عمر المكتب المسير الحالي، وهي حصيلة جد إيجابية تعززت أيضا بلقب قاري بعصبة الأبطال، وكأس السوبر، ومركز الوصافة في البطولة الوطنية في مناسبتين.
حصيلة تتحدث عن نفسها، وتعطي العلامة الكاملة للتسيير الإداري والتقني والمالي، لهذا النادي المرجعي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة والمترامية الأطراف، والتي تشمل القارات الخمسة.
والأكيد أن لهذا المسار الإيجابي أسسا استند عليها الوداد للوصول إلى تحقيق هذه المسيرة المتوازنة، ولعل أولها الاستقرار الإداري الضامن لكل ما هو مطلوب من الناحيتين المالية والتقنية، رغم الهزات التي عرفها بسبب مجموعة من التغييرات الاضطرارية التي شهدتها الإدارة التقنية، إلا أن الفريق الأحمر تمكن من الحفاظ على أبرز لاعبيه الأساسيين، وهى واحدة من النقط المهمة التي سمحت لأصدقاء العميد إبراهيم النقاش بالتألق والإبهار…
فاز الوداد بلقب البطولة، بعد صراع اشتد خلال الدورات الأخيرة مع الغريم التقليدي فريق الرجاء البيضاوي الذي أنهى الموسم في المرتبة الثانية، وهي رتبة تأهله للمشاركة الموسم القادم بعصبة الأبطال الإفريقية التي غاب عنها لسنوات طويلة، وهذه نتيجة وإن كانت لم ترق جمهوره العريض، تشكل بداية عهد جديد داخل القلعة الخضراء التي يبذل مسؤولوها الكثير من الجهد للعودة مجددا للواجهة بقوة وندية، مع العلم أن الفريق لم يخرج خاوي الوفاض وفاز بلقبين قاريين مهمين، كأسي الكاف والسوبر الإفريقي.
في المرتبة الثالثة نجد فريق حسنية أكادير الذي حافظ على حضوره القوي داخل المنافسات البطولة، كما تمكن من الوصول إلى دور ربع نهاية كأس «الكاف» لأول مرة في تاريخه، مسار إيجابي نافس خلالها بقوة كبار القارة وكبار البطولة الوطنية.
هؤلاء هم المتفوقون وطنيا أما الراسبون، فهما للأسف فريقان تاريخيان ينتميان إلى مدينتين كبيرتين، كوكب مراكش وشباب الحسيمة، مصير بالفعل صادم لا يشرف مسؤولي الفريقين معا، بعد تراكم العديد من المشاكل، ليكون السقوط هو المصير المحتوم لهما.
إلا أن الإخفاق في الحفاظ على المكانة داخل قسم الأضواء ليست نهاية العالم، شريطة أن تتضافر جهود فعاليات المدينتين، من أجل إصلاح الأخطاء، وضخ دماء جديدة، وهذا يمر عبر البحث عن أطر متمكنة لقيادة الفريقين، وتقويتهما من الداخل، أما العودة لحظيرة الكبار، فهي مسألة وقت فقط، لكن شريطة توفر الأسس الضرورية للعودة الضامنة للاستمرارية وتحقيق التوازن المطلوب.
> محمد الروحلي