المخرج حكيم بلعباس يعطي انطلاقة مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية في دورته السادسة

شهدت ساحة محمد السادس بتافراوت، مساء يوم الخميس الماضي، حفل افتتاح مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية، حيث حج سكان المنطقة بكثافة لمشاهدة عرض أحواش المحلي، الذي أبرز تشبث المنطقة بتراثها وهويتها.

وعرف حفل الافتتاح، عرض مشاهد فيديو للدورات السابقة للمهرجان، وكذا تقديم مسابقة الأفلام الرسمية وصعود المخرجين إلى خشبة المسرح للتعريف بأفلامهم، بالإضافة إلى لجنة التحكيم في شخص المخرج الكبير حكيم بلعباس، والفنان ميلود الحبشي والفنان عبد الله شاكيري.

وقد أعطيت الانطلاقة للمهرجان بكلمة ألقاها المخرج حكيم بلعباس، الذي أكد على أهمية الثقافة السينمائية التي يجب أن تبدأ منذ الصغر، حيث قال: “بدأت ثقافتي السينمائية في بجعد عن طريق تجمعات تشبه الحلقة، حيث كنا نجتمع في المساء لمشاهدة عروض سينمائية، وأنصح الجميع بالعودة لهاته الثقافة”.

من جهته، قال خاليد عقلي، مدير مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية ورئيس الجمعية المنظمة للمهرجان، وهي جمعية أنازور للتنمية والتواصل الثقافي، بأن المهرجان من جهة يساهم في تعزيز الثقافة المحلية من خلال جذب ممثلين ونقاد لكي يكتشفوا المنطقة.

ومن جهة أخرى، يعطي فرصة لشباب المنطقة الشغوفين بالسينما للالتقاء مع هؤلاء السينمائيين. وهذا هو هدف المهرجان، وهو الرفع من القيمة السينمائية للمنطقة وتحبيب السينما لشباب المنطقة، وهي الثقافة التي نحاول تأسيسها في تافراوت”.

وفي حديثه عن الفيلم الأمازيغي فقد قال بأن “الأفلام الأمازيغية الطويلة شبه منعدمة الآن، ولا تصل إدارة المهرجان شيئا منها، لهذا اضطر المهرجان، إضافة الأفلام الأمازيغية القصيرة ضمن أفلام المسابقة الرسمية لكي يتم الحفاظ على المهرجان والتيمة التي يشتغل عليها وهي السينما الأمازيغية”.

وتساءل مدير المهرجان، عن سبب عدم تواجد الأفلام الأمازيغية الطويلة في الساحة، مبرزا أن آخر فيلم أمازيغي طويل (أدور لأحمد بايدو) عرض في المهرجان كان سنة 2017. داعيا أهل الميدان إلى الاشتغال على الفيلم الأمازيغي الطويل.

فيما قالت حنان حكيم، نائبة كاتب الجمعية، خلال مداخلة لها في الندوة التي أقيمت صبيحة يوم الخميس 8 غشت الجاري، والتي أعطيت خلالها الانطلاقة للمهرجان، بأن الدورات الأولى للمهرجان كانت تقام في أبريل أي في فصل الربيع، وهو ما يتناسب مع اسم المهرجان تافسوت، والذي يعني الربيع، لكن بسبب مجموعة من الظروف، من بينها رمضان الذي يكون في تلك الفترة، تم تغيير موعد المهرجان في هاته السنة، والسنة الماضية. مؤكدة بأن الدورة المقبلة للمهرجان ستقام في موعده الأصلي.

في مداخلة أخرى بذات الندوة، قال محمد بنيدير، كاتب الجمعية: “في الدورات الماضية كان البعد المغاربي حاضرا، إذ قمنا باستدعاء فنانين من الجزائر وتونس.. هاته السنة، حاولنا أن يكون هناك بعد إفريقي من خلال السينما النيجيرية، لكن لم تتيسر الأمور، وسنبذل مجهودا أكبر في الدورات المقبلة”.

كما أكد بنيدير، بأن المهرجان، يشتغل على مشروع المواكبة النقدية للسينما والدراما التلفزية الرمضانية الأمازيغية. مضيفا: “كنا نريد تقديم ندوة بلجنة تحكيم متخصصة في السينما والدراما.. لأننا نسمع الكثير من الكلام أثناء عرض الأعمال، لكن ليس لدينا لجنة من أهل الاختصاص تستطيع إنجاز ورقة نقدية بمعايير علمية رصينة. لأنه لدينا مسلسلات تحظى بمتابعة كبيرة ولكن ليس لدينا نقاد يتابعون هاته الدراما الأمازيغية ويسعون إلى تطويرها، وهذا ما يسعى المهرجان للتأسيس له والاشتغال عليه”.

في مداخلة مماثلة، قالت المخرجة فاطمة علي بوبكدي، والتي حظيت بتكريم خلال هاته الدورة من المهرجان، بأن السينما الأمازيغية ما زالت في مرحلة تأسيسية ويجب أن تكون نواتها الأساس هي الدراما التي يمكن أن تعطينا أعمالا سينمائية في المستقبل. معتبرة أن كسب ثقة الجمهور الأمازيغي يجب أن يبدأ من الشاشة التي تدخل إلى منزله، وهي من ستحفزه للذهاب إلى مشاهدة فيلم أمازيغي في السينما، لهذا مناقشة الدراما التلفزية الأمازيغية في مهرجان سينمائي أمازيغي هو أمر مهم جدا، لأن الأشخاص الذين يشتغلون على الدراما الأمازيغية ونجحوا فيها يجب أن يتشجعوا ويعبروا إلى خطوة الاشتغال في السينما، فإذا كان العمل قوي، وتم تقديمه إلى المركز السينمائي المغربي، فسيتم قبوله وقراءته على أساس أنه عمل سينمائي بغض النظر عن اللغة الناطق بها”.

أما الممثلة فاطمة الزهراء أحرار، فقد تحدثت عن أهمية المهرجان ودوره في المساهمة بالتعريف بالمنطقة للمخرجين والمنتجين، خصوصا بأن تافراوت منطقة جميلة ولها سحر خاص، مضيفة: “تعبنا من التصوير في الدار البيضاء والرباط وطنجة.. والتصوير في تافراوت سيساهم في التعريف بها أكثر وبالتالي الاستثمار فيها”.

متابعة: سارة صبري

تصوير: عادل العدناني

Top