المعرض الدولي للكتاب يعود في دورته 29.. واليونسكو ضيف شرف

انطلاقا من 10 ماي المقبل، وتحت شعار “الثقافة المغربية في أبعادها الإنسانية” يعود المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته التاسعة والعشرين الذي اختار منظموه هذه السنة الاحتفاء بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – (يونيسكو).

المعرض الذي ستحتضنه العاصمة الرباط بين 10 و19 ماي المقبل، يأتي من جديد للاحتفاء بالكتاب وبالثقافة المتعددة، إذ أعلن محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، في ندوة صحفية، يوم الجمعة المنصرم، بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن المعرض هذه السنة سيعرف مشاركة 48 دولة.

ومن المرتقب، حسب الوزير أن يصل عدد العارضين إلى نحو 743 عارضا يمثلون 48 بلدا، من ضمنهم 290 عارضا مباشرا و453 عارضا غير مباشر، فضلا عن عرض ما يزيد عن 100 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية.

في هذا السياق، وفي كلمته، أوضح محمد مهدي بنسعيد أن دورة هذه السنة ستعرف مستجدات كثيرة تهم النهوض بالوضع الثقافي، وتنويع العروض المقدمة خلال أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب، وعلى رأسها الاحتفاء بالعديد من الكتاب، وإعلان اليونسكو ضيف شرف للدورة، فضلا عن احتضان المعرض، لأول مرة، فضاء خاصا للأبطال الخارقين الذي سيتم من خلاله تقديم عديد من الورشات في قصص مصورة وورشات تنشيطية تحت إشراف مشاهير رسامي ومبدعي عالم “مارفل”.

إلى ذلك، وحول اختيار يونسكو ضيف شرف للدورة 29، قال بنسعيد إنها تأتي في إطار العلاقات المميزة للمغرب معها في المجالات الأدبية والتعليمية والصناعات التقليدية، والمجال الثقافي، وكذا في علاقة بالقراءة والكتاب والأركيولوجيا والتراث المادي وغير المادي.

وأضاف بنسعيد أن حضور المنظمة في معرض الكتاب كضيف شرف يبين انخراط المغرب في المعايير التي تؤكدها المنظمة، مبرزا أن دورة المعرض الجديد ستمكن من تنظيم لقاءات وندوات مع كتاب دوليين وبحضور اليونسكو وضيوفها من أجل إغناء النقاش الثقافي.

 

جانب من الحضور

كما لفت المسؤول الحكومي إلى أن المعرض يشكل فرصة أيضا للدفاع عن التراث المادي وغير المادي للمغرب، وذلك في إطار التحديات المطروحة على الصعيد الدولي، مجددا التأكيد على أن الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب تشكل فرصة للتعريف بالتراث المغربي.

وحول سياسة الوزارة لدعم الكتاب، لفت وزير الثقافة والشباب والتواصل إلى أن نسخة هذه السنة ستشكل مناسبة للبحث في دعم الكتاب في إطار ما وصفه بـ “دمقرطة الثقافة”، حيث قال إن الوزارة تتدارس مجموعة من المستجدات بهذا الخصوص، متابعا في كلمته “سيكون لنا نقاش في قانون المالية المقبل مع وزارة المالية من أجل قراءة جديدة لدعم الكتاب حتى يكون ثمنه محترما لجيوب المغاربة”، وفق تعبيره.

من جانبها، وفي حديثها عن مستجدات الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، قالت لطيفة مفتقر مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة، إن الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب ستشهد العديد من المستجدات من أجل الحفاظ على إشعاع المعرض وتطويره.

وقالت مفتقر إن دورة هذه السنة ستعرف مشاركة قياسية من العارضين، فضلا عن توقع إقبال كثيف من قبل المواطنات والمواطنين، كما سيتم تقديم ما يزيد عن 100 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية، ما سيوفر للجمهور فرصة للاطلاع على أحدث الإصدارات والإبداعات في عالم الكتب.

إلى ذلك كشفت مفتقر أنه سيتم الشروع، ابتداء من الآن، في بيع التذاكر الإلكترونية لولوج فضاء المعرض، فضلا عن نشر البرمجة التي قالت إنها ستتضمن أنشطة وفضاء واسعا للفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار، إذ من المرتقب أن يتضمن برنامج المعرض أزيد من 241 فقرة ثقافية، تتوزع بين ندوات ومحاورات وجلسات لتقديم كتب جديدة وتكريمات لرموز الثقافة المغربية.

كما أكدت المتحدثة على توفير تسهيلات في التنقل لفائدة الجمهور الواسع للمعرض من خلال توفير النقل بشكل يومي، فضلا عن تخفيضات مهمة للقادمين من مدن بعيدة، تصل إلى نسبة 30 بالمائة على تذاكر القطار، ومزايا أخرى لفائدة زوار المعرض.

وحول فضاءات الطفولة في هذه الدورة، أوردت مفتقر أن المعرض سيخصها باهتمام لائق، حيث تخصص لها فضاء يقدم ورشات فنية وعلمية هادفة لتعزيز علاقة الناشئة بالقراءة، سيديرها 48 مؤطرا وسيستفيد منها 900 طفل يوميا، طيلة أيام المعرض.

من جانبه، وفي كلمة له، قال إيريك فالت، مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، إن منظمة اليونسكو اختارت في دورة معرض الكتاب التي ستقام شهر ماي المقبل التيمة العامة لمشاركة اليونسكو “نحن معا باختلافاتنا” – “ensemble avec nos differences”.

وتابع فالت إيريك أن أنشطة اليونسكو ستندرج تحت هذا الشعار، مشيرا إلى أن المنظمة تضع برنامجا يتضمن أنشطة تتناول قضايا ثقافية متعددة مثل: الإبداع الأدبي، والرياضة، والشباب والذكاء الاصطناعي والمرأة، حيث سيتم تنظيم حوالي 20 ندوة، كما سيتم الكشف عن دراسة خاصة حول استراتيجية اهتمام المغرب بالذكاء الاصطناعي.

كما لفت المتحدث إلى أن المنظمة تركز على التعليم والثقافة والعلوم والتراث العالمي، وستعلن عن منشور جديد موجه للأطفال بثلاثة ألسنة حول التراث المغربي، فضلا عن التركيز على الذكاء الصناعي، ووضعه في المغرب.

* محمد توفيق أمزيان

* تصوير محمد امحيمدات

 

Top