الملتقى العربي للتراث الثقافي 2020 يختتم جلساته الأولية

اختتم المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) الجلسات الأولى للنسخة الثانية من الملتقى العربي للتراث الثقافي تحت عنوان “الأصالة والمجتمع وحفظ التراث في الفكر العربي”، الذي أقيم هذ العام بشكل افتراضي، استجابة للإجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار فيروس كورونا في المنطقة والعالم، وذلك خلال الفترة من 9 إلى 10 نوفمبر.
شارك في جلسات الملتقى عد كبير من الخبراء، والأكاديميين، والباحثين، والطلاب، والمفكرين، والمؤرخين، والمهندسين المعماريين، وعلماء الآثار، والمختصين في مجال الحفظ من المنطقة العربية والعالم. كما تضمنت جلسات الملتقى العديد من أوراق البحث والعروض التقديمية ودراسات الحالة من مناطق مختلفة من العالم، التي شهدت تفاعلاً كبيراً من المشاركين، من حيث مناقشة الموضوعات المطروحة أو المساهمة في وضع الرؤى والخطوات المستقبلية لتعزيز مفهوم الأصالة، والدعوة إلى الترويج لأهمية ومعاني التراث الثقافي باستخدام كافة الطرق الممكنة، وضرورة إدماج التراث في التنمية الحضرية المستدامة، وكذلك تبني مفهوم الدبلوماسية الثقافية كوسيلة لبناء السلام وتعزيز التواصل والحوار بين الشعوب والثقافات، والعديد من الموضوعات الأخرى التي تم إدراجها ضمن برنامج الملتقى. الدكتور ويبر ندورو مدير مركز إيكروم في روما، إيطاليا، أكد على أهمية هذا الملتقى من حيث الموضوعات التي يطرحها ودراسات الحالة التي يقدمها كنماذج يحتذى بها في المنطقة. كما أكد على أهمية جائزة إيكروم – الشارقة قائلاً: “إن المشاريع الستة التي تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة، والتي رأيناها اليوم هي دليل على القدرات الموجودة في المنطقة العربية، وهي تمثل ممارسات نموذجية في المنطقة”. وأضاف: “تحتفي هذه الجائزة بالتنوع الثقافي ذي الجودة العالية”. واختتم الدكتور ندورو قائلاً: “من خلال هذه التجارب النموذجية، تشجع إيكروم وتسهل عملية تبادل المعرفة وخبرات التعلم في المنطقة”. من جانبه، سلط رئيس أمناء مجلس إيكروم، الدكتور أوليفر مارتن، الضوء على أهمية التواصل كاستراتيجية مهمة ضمن أعمال الصون. وأضاف قائلاً: “إن الصور التي رأيناها اليوم تظهر لنا الإنجاز المذهل في عالم الصون في المنطقة”. كما أضاف “من خلال هذه الجائزة، نحن لا نسعى لتسليط الضوء على التميز في العمل أو الأشخاص أوقادة المشاريع المسؤولين عن تنفيذها فحسب، بل نريد أيضاً مشاركة القيم التي تقدمها هذه المشاريع، والتعريف بأفضل الممارسات في المنطقة والعالم”.
الإعلان عن المشاريع الفائزة بجائزة إيكروم: في اليوم الثاني والأخير من الملتقى العربي للتراث الثقافي، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة إيكروم الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية في دورتها الثانية (2019-2020)، وكذلك جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين. وفقاً لتقرير لجنة التحكيم المستقلة للجائزة، فقد فاز بالجائزة الكبرى عن فئة “المباني والمواقع الأثرية” مشروع “إعادة تأهيل سوق السّقطيّة” في مدينة حلب، سورية، الذي قام بتمويله وتنفيذه شبكة الأغا خان للتنمية. وبحسب نفس تقرير لجنة التحكيم تم اختيار هذا المشروع “لاعتماده مقاربة تشاركية أفضت إلى إنجاز نموذجي أعاد الأمل لمركز تاريخي طحنته حرب مدّمرة. كما فاز بالجائزة الكبرى عن فئة “المقتنيات والمجموعات ضمن المؤسسات الثقافية”مشروع “الرقمنة والإسعافات الأوّلية للتّراث الوثائقي لمجموعة المخطوطات في مكتبة المسجد العمري”في غزّة، فلسطين الذي قام بتقديمه الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة. وثمّنت لجنة التحكيم في تقريرها هذا المشروع الهام الذي يعمل على الحفاظ بطرق علمية حديثة على الهويّة الفلسطينية وتراثها اللاّمادي عبر إنقاذ وصيانة مكتبة المسجد العمري الكبير. كما ثمنت اللجنة العمل الدؤوب والجدي الذي حظي به المشروع في ظل الظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة.
من ناحية أخرى حصل على جائزة الشرف ضمن فئة المباني والمواقع الأثرية “مشروع عونة للمواقع التراثية: تأهيل وإعادة إحياء البلدة القديمة في حجة” في مدينة قلقيلية، فلسطين، لتميزه في العمل المجتمعي؛ كما حصل على جائزة التميّز للمبادرات الشخصية للمواقع التراثية مشروع ” بيت يكن / تراث، تنمية، مجتمع، استدامة” في القاهرة التاريخية، جمهورية مصر العربية؛ وحصل على جائزة التميز للمواقع الأثرية مشروع “إعادة تأهيل النظام النبطي للحماية من الفيضانات في البتراء، الأردن؛ بينما حصل مشروع الحفاظ على الأرشيف الورقي لمعبد ابيدوس، جمهورية مصر العربية، على جائزة الشرف لفئة المقتنيات والمجموعات ضمن المؤسسات الثقافية. أما جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، فقد فاز بها كل من: ريم سيف سعيد محمد الشحي من الإمارات العربية المتحدة عن فئة الرسم؛ وإبراهيم إبراهيم من لبنان عن فئة التصوير؛ ورقصة الدحية لمدرسة قصر الحلابات في الأردن عن فئة الرقص الفلكلوري؛ وأخيرا دانيا العمرات من الأردن عن فئة الفيلم التوعوي؛ بينما حصلت مشاريع أخرى من الإمارات العربية المتحدة ولبنان وليبيا على شهادات تقدير.
يذكر أن جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين هي مسابقة جديدة، تهدف إلى رفع مستوى اهتِمام الأجيال الشابة بالتراث المادي واللامادي في المنطقة العربية، ونشر ثقافة المحافظة عَلى التراث من خلال الفن.

Related posts

Top