الوردي: داء السل لا زال يمثل تحديا حقيقيا للصحة العامة في المغرب

فنن العفاني

أقر البروفيسور الحسين الوردي، في اليوم العالمي لمحاربة داء السل، بأن داء السل لا زال يمثل تحديا حقيقيا للصحة العامة في المغرب، إذ بالرغم من المجهودات الجبارة التي بذلت سواء في مجال الوقاية أو التشخيص أو العلاج، فإن مصالح الصحة تسجل سنويا ما يقارب 30 ألف حالة إصابة، نصفها تتعلق  بالسل الرئوي.
أوضح الحسين الوردي، خلال تظاهرة كبرى نظمتها الوزارة أمس الأربعاء، تخليدا لليوم العالمي لمحاربة داء السل، أن هذا الداء يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها بين 15 و45 سنة، وأن المحددات السوسيو اقتصادية تلعب دورا كبيرا في استمرارية انتشار المرض، أهمها ظروف السكن، والفقر، والهشاشة، والاختلاط، والكثافة السكانية، وسوء التغذية.
وأفاد الوردي أن 70 في المائة من المرضى ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء، وسلا، وفاس، وطنجة التي تعرف بكثافة ساكنتها وهشاشة أوضاعها المعيشية، مؤكدا أن محاربة داء السل تشكل دائما ولا تزال أولوية هامة في الاستراتيجية القطاعية لوزارة الصحة، حيث تم الحرص على توفير وباستمرار مجانية التكفل بكل المرضى، سواء في القطاع العام أو الخاص، منذ انطلاقة البرنامج، سنة 2071.
بهذا الخصوص، كشف الوزير أن كلفة التكفل بالمريض الواحد المصاب بداء السل غير المقاوم للأدوية تتراوح ما بين 520 إلى 1.330 درهما، في حين تتراوح هذه الكلفة ما بين 13.500 و27.000 درهما بالنسبة للمصاب بالسل المقاوم للأدوية، دون احتساب الأجور والنفقات المتعلقة بالبنيات التحتية والمعدات».
وأشار أن الوزارة منذ 1971 عملت على تطوير وتعزيز قدرات البرنامج باستمرار، وصولا إلى وضع الاستراتيجية القطاعية الخاصة بسنوات 2012-2016، حيث تمت تعبئة موارد مهمة للحد من انتشار هذا المرض، كما تم الرفع من الاعتمادات المالية المخصصة للبرنامج الوطني لمحاربة داء السل من 30  مليون درهما سنة 2012 إلى 65 مليون درهما سنة 2015، إضافة إلى دعم مالي من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا بقيمة 85 مليون درهما.
أما فيما يخص  تحسين العرض الصحي لمقاومة هذا الداء، فقد طورت الوزارة شبكة متكاملة تضم 60 مركزا متخصصا في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية مع تعزيزها بوسائل الكشف والتشخيص الحديثة، أهمها اقتناء 14 جهازا للتشخيص البيولوجي المعتمد على تحليل الحمض النووي GeneXpert، 28 جهازا رقميا للكشف بالأشعة السينية Appareils de radiologie numérique  و70 مجهرا مخبريا من الجيل الجديد Microscopes à fluorescence.
وشدد البروفيسور الوردي على أن الوزارة  تقوم باستمرار بتنظيم دورات تدريبية لفائدة مهنييي الصحة من أطباء وأطر علمية وممرضين وتقنيين، حتى يتسنى لهم استعمال هذه التقنيات الحديثة بكل سهولة وفعالية، معلنا أن  كل هذه المجهودات مكنت من تخفيض نسبة الإصابة بداء السل بكل أشكاله من معدل 107 حالة جديدة لكل 100.000 نسمة في سنة 2000 إلى 89 حالة جديدة لكل 100.000 نسمة في سنة 2015، أي انخفاض بمعدل 17 في المائة، فضلا عن  تحقيق نسبة معدل الكشف للمرض ونسبة نجاح العلاج تفوق 85 بالمائة، وهو «ما مكن المغرب من بلوغ أهداف الألفية للتنمية الخاصة بمحاربة داء السل والحصول على الميدالية الذهبية لمنظمة الصحة العالمية كتثمين لتلك الجهود».

Related posts

Top