تنطلق يومه الخميس فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان تازة بصيغة المؤنث، الذي تنظمه شبكة نساء تازة في الفترة ما بين 28 و31 مارس الجاري.. ومن أهم الأنشطة التي سيشهدها اليوم الأول توقيع الأستاذة سميرة شعيبي لكتابها الجديد “مبدعات وأديبات من تازة” بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالمدينة، ويعد هذا الكتاب، الصادر مؤخرا عن منشورات ومضة بطنجة، بمثابة أنطولوجيا ترصد فيها الكاتبة شعيبي تاريخ ومسارات مبدعات وأديبات تازيات، وتقدم نماذج من أعمالهن وتجاربهن الغنية.
وقد قام بصياغة مقدمة هذا الكتاب، الذي يصادف صدوره الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، المؤرخ امحمد العلوي الباهي، الذي اعتبر أنه، بعد صدور هذا المنجز، يمكن التأكيد أن ثمة أسماء نسوية تازية تتألق في ساحة الإبداع الأدبي محليا ووطنيا ودوليا.. ويضيف صاحب المقدمة أن “سميرة شعيبي استطاعت تحقيق هذا العمل.. وكان هذا في حد ذاته احتفالا بعالمها النسوي الذي دأبت على إحيائه سنويا من خلال مهرجان تازة بصيغة المؤنث”، مؤكدا أن المؤلفة “نذرت نفسها لخدمة المرأة بصفة عامة، والكتابة عن المبدعات الأديبات التازيات أينما كن ووجدْن” بصفة خاصة..
هذا وفي تعليق طريف على أهمية هذا الكتاب قال الأستاذ امحمد العلوي الباهي “لقد تيسر هنا جمع هذه التراجم للمبدعات التازيات ولم يتيسر جمع مثلها حتى الآن للمبدعين الرجال.. فهو كِتاب يُعد بالأساس تذكيرا لقراءة تاريخ أمجاد التازيات”.. وهنا يبرز المؤرخ الباهي أن “المرأة التازية كانت ولا زالت حاضرة في المشهد الثقافي والأدبي والإبداعي والعلمي والحرفي والنضالي والاجتماعي.. وما قدمته من أخبارها هنا لا يعدو أن يكون سوى نموذج متواضع لما تزخر به ساحتها داخل تازة وخارجها من عطاء، والأسماء التي يشتمل عليها هذا الكتاب ما هي إلا دليل في خانة الأديبات والمبدعات.. ما بالك بالمرأة التازية في المجالات الأخرى وما أكثرها”.
هذا ومن المرتقب أن يعرف هذا اللقاء الذي سيديره الأستاذ خالد حمدان، حضور عدد هائل من النساء العاملات في الحقل الأدبي والمعرفي والتربوي بمدينة تازة والإقليم، وجهور من النشطاء الجمعويين بمختلف مكونات وتلوينات المجتمع المدني التازي، نساء ورجالا، وسيتميز لا محالة بدفء المودة وفضيلة التبادل والانتصار لقيم العرفان وثقافة الاعتراف، وستسود اللقاء أجواء الاحتفاء والاعتزاز بالمرأة المبدعة، من خلال الكتاب المحتفى به.
من جانب آخر، وبخصوص طبيعة وفلسفة مهرجان تازة بصيغة المؤنث، تقول الأستاذة سميرة شعيبي المديرة العامة للمهرجان ورئيسة شبكة نساء تازة المنظمة للتظاهرة، إن هذه الدورة تأتي بعد تراكم تجربة دامت أزيد من سبع سنوات من العمل المتواصل والجاد بتظافر جهود منبثقة من مجموعة من ذوات وذوي النيات الحسنة الذين واللواتي لا يملكون سوى إيمانهم وحبهم لتازة كرأسمال أساسي للعمل الإنساني والثقافي والاجتماعي. وتوضح المتحدثة، في اتصال أجرته معها بيان اليوم، أن الهدف المتوخى من مهرجان “تازة بصيغة المؤنث” يكمن في المساهمة مع باقي الفرقاء والفاعلين في تنشيط فضاء المدينة بالارتكاز على الأنشطة الخاصة بالمرأة. مؤكدة أن مهرجان “تازة بصيغة المؤنث” هو مشروع طموح مرحلي يتطلب النفس الطويل في البناء، ونحن – رغم مرور ثمان سنوات – نشعر دائما أنه لا زال جنينيا في مراحله الأولى حيث نقوم فيها بتثبيت قواعده العملية ورسم مجراه ليصبح محطة مركزية بالإقليم فيما يخص تنشيط المجال، إلى أن يترسخ كتقليد سنوي بإشعاع وطني كبير..
وبخصوص البرنامج العام، تقول مديرة المهرجان إنه يحتوي في هذه الدورة على عدة فقرات يلتقي فيها ما هو صحي بما هو تنموي، ويمتزج فيها ما هو تحسيسي بما هو تثقيفي وتكويني، ويتداخل فيها الجانب الرياضي بالجانب الترفيهي، كما يشتمل برنامج الدورة على فقرات تكريمية وتتويجية وغيرها، وذلك، تضيف المتحدثة، سيرا على نهج الدورات السبعة السابقة، “حيث حاولنا قدر الإمكان، ووفق مقاربة تشاركية أن ننوع أنشطتنا وننفتح على حساسيات جديدة مع تبني عنصر القرب وتنويع فضاءات الأنشطة”.
ومن بين الفقرات الجديدة في هذه الدورة تقديم وتوقيع كتاب “مبدعات وأديبات من تازة”، الذي تقول عنه مؤلفته بأنه يضم “تلخيصا لسير ونماذج من أعمال 30 مبدعة وأديبة تازية في انتظار صدور عمل أنطولوجي متكامل يهم النساء والرجال التازيين”. كما تمت برمجة ورشات في الكتابة الإبداعية من تأطير الشاعرة العالمية فاطمة اشبيبان بناص التي سيتم تقديم أعمالها وتعريف الجمهور التازي بتجربتها وعطاءاتها.
و”تكريسا لثقافة الاعتراف التي نصر في شبكة نساء تازة على تكريسها، تقول رئيسة الشبكة، نحتفي في هذه الدورة بسيدتين رائعتين يفوح منهما عطر العطاء المنقطع النظير: الأستاذة والأديبة والشاعرة العالمية التازية فاطمة اشبيبان بناصر المقيمة بباريس، والشاعرة الألمعية المتوهجة والكبيرة القلب الأستاذة ليلى زمورية.
هذا وستتواصل أشغال المهرجان على مدى أربعة أيام إلى غاية الأحد القادم، ببرنامج حافل بجملة من الأنشطة الثقافية والتربوية والرياضية المرتبطة بالفتاة والمرأة، كما ستعرف الدورة لقاءات وجلسات أدبية مع مبدعات وتنظيم حملات تحسيسية وورشات تكوينية ومسابقات مختلفة..
وتختتم فعاليات هذه الدورة يوم الأحد 31 مارس الجاري على الساعة الخامسة مساء بمسرح تازة العليا.. في إطار أمسية احتفالية ختامية.

بيان اليوم